تجنيد عسكري في كمبوديا وسط توترات مع تايلاند

قال رئيس وزراء كمبوديا هون مانيه اليوم الاثنين إن بلاده ستطبق التجنيد العسكري ابتداءً من العام المقبل، في إعلان يتزامن مع استمرار التوترات الحدودية مع تايلاند.

وتدهورت العلاقات بين البلدين الجارين بشكل حاد في أعقاب مواجهة مسلحة في 28 مايو/أيار الماضي قتل فيها جندي كمبودي في واحدة من عدة بقع صغيرة متنازع عليها.

واتفق الجانبان على تهدئة النزاع بينهما لتجنب المزيد من الاشتباكات، لكنهما واصلا تنفيذ إجراءات أو التهديد بتنفيذها مما أبقى التوتر شديداً، إلى جانب تبادل الكلمات الحادة.

كما أدى النزاع إلى تعكير صفو السياسة الداخلية في تايلاند. فقد أُوقفت رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا عن العمل بعد أن أدلت بما اعتبره منتقدوها تعليقاً مهيناً لجيش بلادها في مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء كمبوديا السابق هون سين، الذي سرّب تسجيلاً لها.

وقال هون مانيه، نجل هون سين وخليفته، إنه ابتداءً من عام 2026، سيتم تطبيق قانون التجنيد الإجباري لسد النقص في عدد المجندين وتحديث قدرات الجيش.

وقال هون مانيه في خطاب ألقاه أمام القوات العسكرية في مقاطعة كامبونج تشنانج الشمالية: "هذا هو التزامنا". وقد ارتدى زيه العسكري الذي يُظهر رتبته العسكرية وهي رتبة جنرال بأربع نجوم.

وقال هون مانيه إن الجنود الذين ينضمون إلى صفوف الجيش من خلال التجنيد الإجباري أكثر فعالية من القوات الطوعية وعلى الأقل بنفس القدر من الاحترافية.

أُقِر قانون التجنيد الإجباري في عام 2006، ولكن لم يتم تفعيله قط. ويجب على الكمبوديين من كلا الجنسين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً، أن يؤدوا الخدمة العسكرية ولكن بالنسبة للنساء، فإن الخدمة طوعية.

وقد طبقت تايلاند منذ فترة طويلة التجنيد الإجباري للرجال الذين بلغوا سن العشرين، مع إجراء قرعة سنوية تحدد من يتم استدعاؤه منهم.

يقدر كتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عدد أفراد القوات المسلحة في كمبوديا بـ 200,000 فرد، بما في ذلك قوة كبيرة من الشرطة العسكرية. وتقول أن تايلاند لديها 350,000 فرد في الخدمة الفعلية في قواتها المسلحة.

كما دعا هون مانيه إلى زيادة الميزانية العسكرية. تُعد كمبوديا واحدة من أفقر دول المنطقة، حيث بلغت ميزانيتها الوطنية 9.32 مليار دولار لعام 2025، خصص النصيب الأكبر منها، 739 مليون دولار، للدفاع.

كما كرر دعواته إلى تايلاند لإعادة فتح جميع المعابر الحدودية التي أغلقتها دون شروط، قائلاً إن كمبوديا سترد بالمثل في غضون ساعات.