استهداف الصحفيين في غزة وأصداء السياسة الأمريكية
في إحاطة وزارة الخارجية الأمريكية، تم تجاهل مقتل الصحفيين في غزة كأثر جانبي في منطقة حرب. بينما دافعت المتحدثة عن إسرائيل، تواصلت الانتقادات حول استهداف الإعلاميين. اقرأ المزيد عن الوضع المعقد في غزة وتأثيره على الصحافة.

في أول إحاطة إعلامية لوزارة الخارجية الأمريكية منذ أن قتلت إسرائيل فريقًا من الصحفيين في شمال غزة يوم الأحد، بما في ذلك مراسل قناة الجزيرة الأبرز في القطاع، أنس الشريف، بدا أن إدارة ترامب تجاهلت الهجوم باعتباره مجرد نتيجة طبيعية لتواجدهم في منطقة حرب قبل أن تحيل إلى إسرائيل أي تحقيق محتمل.
وفي الوقت الذي أعربت فيه الولايات المتحدة عن "قلقها إزاء فقدان أي حياة بريئة"، قالت المتحدثة باسمها تامي بروس للصحفيين يوم الثلاثاء: "الكثير منكم يعرف شخصاً قُتل، أو عمل معه بسبب حالة حرب".
وقالت رداً على سؤالها عما إذا كانت مرتاحة للتبرير الإسرائيلي لاستهداف الشريف: "سأذكركم مرة أخرى بأننا نتعامل مع وضع معقد ومروع".
وأضافت: "لقد نشرت إسرائيل أدلة على أن الشريف كان جزءًا من حماس وكان داعمًا لهجوم حماس في 7 أكتوبر. هم من يملكون الأدلة".
لطالما قال الشريف، وهو موظف قديم في قناة الجزيرة وأب لطفلين استشهد عن عمر يناهز 28 عامًا، إنه "ليس لديه أي انتماءات سياسية".
لكن بروس أصرت على أن "حماس، تاريخيًا، كان لديها أعضاء متغلغلون في المجتمع، بما في ذلك انتحال صفة صحفيين".
وكانت القوات الإسرائيلية قد قتلت عمداً ستة صحفيين فلسطينيين، خمسة منهم يعملون في قناة الجزيرة، في وقت متأخر من يوم الأحد في غارة متعمدة بطائرة بدون طيار، بعد ساعات من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإدانة الدولية بشأن خطته لاحتلال القطاع الفلسطيني.
وقالت شبكة الجزيرة الإعلامية في بيان لها إن مراسليها شريف ومحمد قريقع، إلى جانب أربعة زملاء آخرين، استُهدفوا عندما قصفت القوات الإسرائيلية خيمتهم خارج مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وجاء في البيان: "كان أنس وزملاؤه من بين آخر الأصوات المتبقية من داخل غزة، حيث كانوا يقدمون للعالم تغطية ميدانية كاملة للواقع المدمر الذي يعاني منه أهلها".
وأضاف البيان: "ومن خلال التغطية المباشرة الشجاعة والمتواصلة قدموا روايات شهود العيان المؤلمة للأهوال التي وقعت على مدار 22 شهرًا من القصف والدمار المتواصل".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم تشكيل لجنة مستقلة للنظر في اغتيال الصحفيين، والذي قال المكتب الإعلامي في غزة إن عدد الضحايا بلغ 247 شهيد منذ 7 أكتوبر 2023، تجاهلت بروس أي شكوك حول قدرة إسرائيل على التحقيق بنفسها إذا احتاجت إلى ذلك.
وقالت: "أود أن أعترض على فرضيتك هنا بأن إسرائيل فشلت في كل مرة في القيام بذلك".
وقالت في إشارة إلى المزاعم ضد حماس: "هذه دولة تخوض حربًا مع جماعة إرهابية لطالما استخدمت الدروع البشرية، واستخدمت المستشفيات، واستخدمت المدارس... لقد كانت أسوأ مثال على همجية البشر، إن صحّ التعبير".
وأضافت: "إننا ندعو حليفتنا وشريكتنا، إسرائيل، إلى التحقيق في هذه الحالات. وأنا أفعل ذلك من على هذا المنبر. الولايات المتحدة تفعل ذلك. نتوقع إجراء تحقيقات، وأن تشارك دولة ذات سيادة في ذلك. وبعد ذلك سنتابع لنرى ما هي نتائج تلك التحقيقات".
المساعدات الغذائية
وفيما يتعلق بالمساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها، أدعت بروس أنه تم بالفعل توزيع نصف المبلغ الذي تعهدت به إدارة ترامب لمؤسسة غزة الإنسانية التي تعاني من الفضائح والبالغ 30 مليون دولار.
وقالت: "هذا الوضع يتطور بسرعة. لقد كنا نعمل منذ البداية من أجل وقف إطلاق النار، وتحديداً للأسباب التي أشرت إليها والتي نهتم بها جميعاً، وهي المساعدات لسكان غزة".
وادعت: "لقد كانت حماس في حالة حرب مع شعب غزة. لقد رأينا ذلك من خلال رفضهم وقف هذه الحرب"، على الرغم من العروض المتعددة التي قالت الحركة إنها قدمتها لواشنطن منذ تولي ترامب الرئاسة.
وزعمت بروس أن مؤسسة غزة الإنسانية وزعت حتى الآن 120 مليون وجبة.
ولا يزال من غير الواضح كيف توصلت الولايات المتحدة إلى هذه الأرقام، بالنظر إلى أن الفلسطينيين وصفوا الحصص بأنها هزيلة.
لا يعود الجميع على قيد الحياة. فوفقًا للأمم المتحدة، استشهد ما يقرب من 1,000 فلسطيني برصاص الجنود الإسرائيليين أو الطائرات الرباعية أو المتعاقدين العسكريين الأمريكيين في مواقع مؤسسة غزة الإنسانية الأربعة في غزة.
ولكن على الرغم من أن الحكومة الأمريكية نأت بنفسها في البداية عن ما كان من المفترض أن يكون كيانًا خاصًا، إلا أن بروس دافعت بشكل متزايد عن قوة مؤسسة غزة الإنسانية.
وقالت بروس: "لن يكفي أي شيء في منطقة الحرب. يجب أن تتوقف منطقة الحرب. يجب أن تنتهي".
وتابعت: "ما يمكنني أن أخبركم به هو ما تحاول هذه الإدارة القيام به: محاولة إيقافها، أخيرًا، وبشكل نهائي".
أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعترضرعلى الأقل ثلاث سفن في أسطول الصمود المتجه إلى غزة

قافلة "الصمود" من شمال إفريقيا تتجه إلى غزة، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي

غزة: مجموعة المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة توقف توزيع الغذاء لليوم الثاني
