تطوير صناعة الدفاع في اليابان: التحول والتعاون
السفير الأمريكي يحث اليابان على دور أكبر في تطوير الأسلحة لتعزيز الأمن الجماعي. زيارة السفير وتأكيد اليابان على التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة. ما هي تداعيات هذا التحول؟
سفير الولايات المتحدة في اليابان يقول إن تعزيز الروابط في صناعة الأسلحة هو أساس لتعزيز التحالف الأمني
حث السفير الأمريكي لدى اليابان طوكيو يوم الثلاثاء طوكيو على القيام بدور أكبر في تطوير وإنتاج وتوريد الأسلحة "لتعزيز أمننا الجماعي" وسط الصراع في أوكرانيا وغزة وأماكن أخرى.
وقال السفير رام إيمانويل خلال زيارة لمصنع ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة التابع لشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة للطائرات المقاتلة F-35 إن الولايات المتحدة وحدها لم تعد قادرة على تزويد جميع الديمقراطيات. وشدد على أهمية تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين الحلفاء.
وجاءت هذه الزيارة بعد زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى واشنطن، حيث التقى بالرئيس جو بايدن وسلط الضوء على التزام اليابان ببذل المزيد من الجهود كشريك موثوق به، خاصة في مجال التعاون الدفاعي.
وقال إيمانويل للصحفيين إن البلدين سينظران الآن في ما يمكن لليابان أن تشارك في ترخيصه وإنتاجه وتطويره. وقال: "إنه لأمر مثير للغاية أن نأتي بقدرات اليابان الصناعية وذكائها الهندسي إلى الميدان نيابة عن التحالف".
لطالما حظرت اليابان، بسبب ماضيها في زمن الحرب كبلد معتدٍ، معظم صادرات الأسلحة، وهو مبدأ ترك صناعتها الدفاعية بأسعار مرتفعة وتكنولوجيا قديمة ودعم حكومي ضئيل. وترك عدد من صانعي الأسلحة اليابانيين العمل في هذا المجال.
ولكن في ظل استراتيجية الأمن القومي التي تبنتها حكومة كيشيدا في عام 2022، تعمل اليابان على تسريع بناء جيشها وزيادة ميزانيتها الدفاعية في مواجهة التهديدات من الصين وكوريا الشمالية وروسيا. وتعهدت اليابان بالحصول على ما تسميه القدرة على الضربة المضادة واشترت 400 صاروخ كروز طويل المدى من طراز توماهوك.
كما زادت اليابان من دعمها لصناعتها الدفاعية وخففت بشكل كبير من قواعد تصدير الأسلحة. وسمحت ببيع الأسلحة الفتاكة إلى الدول التي تم الترخيص لها وبيع طائرة مقاتلة تعمل على تطويرها مع بريطانيا وإيطاليا في الخارج. وقد سمحت التغييرات لليابان بشحن صواريخ PAC-3 يابانية الصنع إلى الولايات المتحدة للمساعدة في استبدال تلك التي ساهمت بها واشنطن لأوكرانيا.
ووفقًا لأحدث تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في ديسمبر/كانون الأول، احتلت أربع شركات يابانية فقط مصنعة للأسلحة من بين أكبر 100 شركة عالمية. كما صنفت اليابان أيضاً من بين أكبر مستوردي الأسلحة، ومعظمها من الترسانات الأمريكية المكلفة.
لكن الشركات اليابانية بما في ذلك شركة ميتسوبيشي هيفي تقول إنها تتوقع أن يؤدي التحول الأخير في البلاد إلى نمو كبير في هذه الصناعة.
وقد عمل العديد من حلفاء الولايات المتحدة على زيادة ميزانيات وقدرات الدفاع في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا وهجوم حماس على إسرائيل. وقال السفير الأمريكي إنه للوفاء بالتزامات الأمن والدفاع والردع "لا يمكننا تحمل أن تكون اليابان على الهامش".
وينتج مصنع ميتسوبيشي هيفي التابع لشركة ميتسوبيشي هيفي للتجميع النهائي لطائرات F-35 بالقرب من ناغويا ست طائرات من طراز F-35 التابعة لشركة لوكهيد مارتن سنوياً، كما يوفر أعمال الصيانة لتلك الطائرات المنتشرة في اليابان. ووصف السفير طائرة F-35 بأنها "الطائرة الأكثر حداثة وقدرة لدينا في صناعاتنا الدفاعية والردع الجماعي."
وقال إيمانويل إن مجالات التعاون المحتمل ستتم مناقشتها في مجلس للصناعات العسكرية وإبلاغ وزراء الخارجية والدفاع في كلا البلدين.