مستقبل ترودو السياسي في مهب الريح

سيجري رئيس الوزراء الكندي المحاصر جاستن ترودو تعديلاً وزاريًا يوم الجمعة لكن مستقبله لا يزال سؤالاً مفتوحًا.

وقد أكد مكتب رئيس الوزراء أن ترودو سيشارك في مراسم أداء اليمين الدستورية يوم الجمعة وسيترأس اجتماعًا مع أعضاء حكومته الجديدة في وقت لاحق بعد الظهر.

ويواجه ترودو استياءً متزايدًا بشأن قيادته، وقد يكون الرحيل المفاجئ لوزير ماليته يوم الاثنين أمرًا لا يمكنه التعافي منه.

قال وزير المالية الجديد دومينيك لوبلانك يوم الخميس إن ترودو يحظى "بالدعم الكامل من مجلس وزرائه"، لكنه أقر بأن عددًا متزايدًا من أعضاء البرلمان الليبراليين يريدون استقالة ترودو. وقال إن ترودو أخبرهم أنه يفكر في ذلك.

قال دانيال بيلاند، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكجيل في مونتريال: "يريد الكثير من الناس حتى داخل حزبه أن يستقيل جاستن ترودو الآن، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيغادر قبل الانتخابات الفيدرالية المقبلة".

ومن المتوقع أن يحل ترودو محل الوزراء الذين لن يترشحوا مرة أخرى. وبعض الوزراء في منصبين بعد أن غادر آخرون مجلس الوزراء فجأة. ومن غير الواضح ما إذا كان سيتحدث.

وقال بيلاند إن التعديل الوزاري هو عملية ضرورية بسبب المغادرة الأخيرة من مجلس الوزراء.

وقال بيلاند: "لكن بالنسبة للعديد من الكنديين الذين يعتقدون أن موعد استحقاق حكومة الأقلية التي لا تحظى بشعبية قد انتهى، قد يبدو الأمر ببساطة كإعادة ترتيب الكراسي على سطح السفينة تيتانيك".

أصبح ترودو، الذي قاد البلاد لما يقرب من عقد من الزمان، لا يحظى بشعبية واسعة في السنوات الأخيرة بسبب مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك ارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع التضخم.

وتأتي هذه الاضطرابات السياسية في لحظة صعبة بالنسبة لكندا. فقد هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية إذا لم توقف الحكومة ما يسميه ترامب تدفق المهاجرين والمخدرات إلى الولايات المتحدة - على الرغم من أن عدد المهاجرين الذين يعبرون إلى الولايات المتحدة من كندا أقل بكثير من عدد المهاجرين القادمين من المكسيك، التي هدد ترامب أيضًا.

لا توجد آلية لحزب ترودو لإجباره على الخروج على المدى القصير. ويمكنه الاستقالة، أو يمكن إجبار حزبه الليبرالي على الخروج من السلطة من خلال تصويت "حجب الثقة" في البرلمان الذي من شأنه أن يؤدي إلى إجراء انتخابات من المرجح جدًا أن تكون في صالح حزب المحافظين المعارض

وقد تفاقمت المخاوف بشأن قيادة ترودو يوم الاثنين عندما استقالت كريستيا فريلاند، وزيرة المالية ونائبة رئيس الوزراء في حكومة ترودو، من مجلس الوزراء. كانت فريلاند تنتقد بشدة طريقة تعامل ترودو مع الاقتصاد في مواجهة الرسوم الجمركية الباهظة التي هدد بها ترامب. وقبل وقت قصير من إعلان فريلاند قرارها، استقال وزير الإسكان أيضًا.

سيُغلق البرلمان الآن في فترة الأعياد حتى أواخر الشهر المقبل، وقد يتم تحديد موعد للتصويت على "حجب الثقة" في وقت ما بعد ذلك.