عازف بيانو أعمى من ناغالاند: الموسيقى هي "الشيء الوحيد الذي أبقاني على قيد الحياة"

كان تاكوسانغبا بونغين فاقدًا للبصر لمدة 14 عامًا. ولكن أمام البيانو، لا يمكن لأحد أن يعرف ذلك.

"ينقلني العزف على البيانو إلى بُعد آخر. بعد أن فقدت بصري، كانت الموسيقى هي الشيء الوحيد الذي أبقاني على قيد الحياة. لقد فتحت لي نافذة لرؤية العالم. إنها تمنحني الطاقة والأمل للمضي قدماً."

وفي ليلة الأحد الماضي، عزف أمام حشد من الجمهور في مهرجان بريلانتي للبيانو في بنغالورو، عاصمة ولاية كارناتاكا جنوب الهند.

يعزف بونجن، البالغ من العمر 27 عامًا، عن طريق الأذن. وقد علّم نفسه بنفسه، بمساعدة دروس اليوتيوب التعليمية التي بدأها في عام 2020. وقال إنه يرغب في أن يصبح موسيقيًا محترفًا يومًا ما لكن العثور على معهد لتعليم المكفوفين كان تحديًا.

لاحظ لأول مرة مشاكل في بصره عندما لم يستطع قراءة ما يكتبه معلمه على السبورة. ثم يتذكر أنه واجه صعوبة في رؤية الكرات الزجاجية الصغيرة أثناء لعبه مع أشقائه. زادت الجراحة من تفاقم المشكلة. وفي سن الرابعة عشرة، أصيب بالعمى.

"أتمنى أحياناً أن أرى. ولكن بعد كل هذه السنوات، تقبلت قدري كخطة الله لي. إنه يريد استخدامي كأداة لإلهام الآخرين وتحفيزهم. إذا كان بإمكان رجل أعمى أن يفعل ذلك، فلماذا لا يستطيع الآخرون القادرون تماماً؟

نشأ مهرجان بريلانتي في بلدة كوهيما الجبلية الصغيرة في ولاية ناجالاند شمال شرق الهند، وهي ليست بعيدة عن المكان الذي يدرس فيه بونجن الآن. وقال منظمو المهرجان إنهم "يؤمنون بالقدرة التحويلية للموسيقى كعامل من عوامل التنمية الاجتماعية". بونجن جزء من برنامج "الموسيقيين ذوي القدرات الخاصة".

وقد عزف مقطوعة Nocturne في B Flat Minor للمؤلف الموسيقي فريدريك شوبان من القرن التاسع عشر. وهي مقطوعة مستوحاة من الليل. قال بونجن إن شوبان هو مؤلفه الموسيقي الكلاسيكي المفضل وأنه يأمل أيضًا أن يعزف موسيقى الجاز الحديثة والجاز المندمج يومًا ما.

وقال: "أحب الموسيقى المعبرة والعاطفية".

كان بونجن قد قطع أكثر من 3000 كيلومتر (1800 ميل) إلى بنجالورو مصطحبًا عصاه البيضاء وشقيقته إلى جانبه للعزف في النسخة الخامسة من مهرجان بريلانتي. وقال إن قلبه كان يخفق بشدة عندما قدمه مدير المهرجان، خيوتشانو تي سي كي، إلى الموسيقيين الآخرين.

تسلل التوتر مرة أخرى عندما حان وقت عزفه. أخذ نفسًا عميقًا وطمأن نفسه. ثم قادته أخته إمليبنلا برفق إلى المسرح وأجلسته أمام البيانو الكبير. ومن هناك، حلّق عالياً.