تصاعد الهجمات بالطائرات بدون طيار في أوكرانيا

قال مسؤولون يوم الجمعة إن روسيا وأوكرانيا تبادلتا المزيد من الهجمات بالطائرات بدون طيار بعيدة المدى التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في الوقت الذي قال فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو مستعدة لجولة جديدة من محادثات السلام المباشرة في إسطنبول.

وقال بوتين إن المسؤولين الروس والأوكرانيين يناقشون توقيت اجتماع جديد محتمل. وفي حديثه للصحفيين خلال زيارة إلى بيلاروسيا، قال إنه من المتوقع أن تكون شروط وقف إطلاق النار المحتمل، والتي رفضها الكرملين فعليًا حتى الآن، على جدول الأعمال.

لا تُظهر الحرب أي مؤشرات على تراجعها حيث لم تسفر جهود السلام الدولية التي تقودها الولايات المتحدة حتى الآن عن أي انفراجة. وكانت الجولتان الأخيرتان من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول قصيرتين ولم تسفرا عن أي تقدم في التوصل إلى تسوية.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف إن أوكرانيا تريد أن تكون الخطوة التالية في محادثات السلام هي عقد اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبوتين.

ومن المرجح أن يكون هذا الاقتراح غير قابل للتنفيذ، بالنظر إلى تصريحات بوتين الأخيرة. فقد قال الرئيس الروسي إن اجتماع القمة يجب أن يُعقد فقط بعد الاتفاق على البنود الرئيسية لاتفاق السلام، وقد يستغرق ذلك شهورًا أو سنوات.

كما كرر بوتين أيضًا ادعاءه بأن زيلينسكي فقد شرعيته بعد انتهاء ولايته الرئاسية العام الماضي وهو ادعاء رفضته كييف وحلفاؤها.

في هذه الأثناء، أطلقت القوات الروسية 363 طائرة بدون طيار من طراز "شاهد" وطائرات بدون طيار تمويهية بالإضافة إلى ثمانية صواريخ على أوكرانيا خلال الليل، حسبما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية يوم الجمعة، مدعية أن الدفاعات الجوية أوقفت جميع الطائرات بدون طيار باستثناء أربع طائرات وأسقطت ستة صواريخ كروز.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم إسقاط 39 طائرة أوكرانية بدون طيار في عدة مناطق خلال الليل، بما في ذلك 19 طائرة فوق منطقة روستوف و 13 طائرة فوق منطقة فولغوغراد. وتقع كلتا المنطقتين شرق أوكرانيا.

كانت الضربات الجوية بعيدة المدى بالطائرات بدون طيار سمة مميزة للحرب التي دخلت عامها الرابع. وقد حوّل سباق كلا الجانبين لتطوير طائرات بدون طيار أكثر تطورًا وفتكًا الحرب إلى ساحة اختبار للأسلحة الجديدة.

حققت الطائرات الأوكرانية بدون طيار بعض الإنجازات المذهلة. في بداية شهر يونيو، تم تدمير أو إتلاف ما يقرب من ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية لموسكو في عملية أوكرانية سرية باستخدام طائرات بدون طيار رخيصة الثمن تم تهريبها خلسة إلى الأراضي الروسية.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن 359 طائرة بدون طيار قادمة إما تم اعتراضها أو التشويش عليها إلكترونيًا.

يقول المسؤولون إن أوكرانيا تستخدم تدابير مضادة جديدة ضد تصعيد روسيا للهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار مجتمعة. فبدلاً من الاعتماد على فرق متنقلة أرضية لإسقاط الشاهديْن، تنشر أوكرانيا طائرات اعتراضية بدون طيار قامت بتطويرها.

وقال مسؤولون إن الهجوم الأوكراني أجبر ثلاثة مطارات روسية على تعليق الرحلات الجوية لفترة وجيزة. كما أغلقت السلطات أيضًا جسر القرم لفترة وجيزة خلال الليل مع استهداف الطائرات بدون طيار لشبه جزيرة القرم.

ولم تبلغ روسيا أو أوكرانيا عن وقوع أضرار أو خسائر كبيرة في الهجمات.

تصنع روسيا طائرات شاهد بدون طيار استنادًا إلى نموذج إيراني أصلي، وتنتج الآلاف منها في مصنع في منطقة تتارستان. وقد قامت بتحديث طائرات شاهد بابتكاراتها الخاصة، بما في ذلك رؤوس حربية أكبر.

وتُعرف هذه الطائرات باسم الطائرات الانتحارية بدون طيار لأنها تسقط على الأهداف وتنفجر عند الاصطدام مثل الصاروخ. إن الأزيز المتواصل لطائرات شاهد بدون طيار التي تعمل بمراوحها يثير رعب أي شخص تحت مسار طيرانها لأنه لا أحد على الأرض يعرف بالضبط متى أو أين سيضرب السلاح.

ونظراً لتفوق أوكرانيا في التسليح والعدد في الحرب ضد جارتها الأكبر، فقد طورت أوكرانيا أيضاً تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المتطورة الخاصة بها، بما في ذلك الطائرات البحرية بعيدة المدى بدون طيار، ودربت الآلاف من طياري الطائرات بدون طيار.

ويستخدم كلا الجانبين طائرات بدون طيار أصغر حجماً وقصيرة المدى في ساحة المعركة وفي المناطق القريبة من خط الجبهة الذي يبلغ طوله حوالي 1000 كيلومتر (620 ميلاً).

وقد ضربت هذه الطائرات بدون طيار، المزودة بكاميرات على متنها تمنح مشغليها رؤية فورية للأهداف المحتملة، مناطق مدنية.

وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا في تقرير نُشر يوم الخميس إن هجمات الطائرات بدون طيار قصيرة المدى أسفرت عن مقتل 395 مدنيًا على الأقل وإصابة 2635 آخرين منذ بداية الحرب وحتى أبريل/نيسان الماضي. وذكرت البعثة أن ما يقرب من 90% من الهجمات كانت من قبل القوات المسلحة الروسية.

وأشار التقرير إلى أن الغارات لم تنشر الخوف بين المدنيين فحسب، بل عرقلت الحياة اليومية بشكل كبير من خلال تقييد الحركة والحد من الوصول إلى الغذاء والخدمات الطبية.