زعيم المخدرات المكسيكي رافائيل كارّو كوينتيرو ينفي التهمة في قتل عميل اتحادي أمريكي عام 1985

بعد سنوات من كونه أحد أكثر الرجال المطلوبين للسلطات الأمريكية، مثل زعيم عصابة المخدرات المكسيكية رافائيل كارو كوينتيرو أمام محكمة في نيويورك يوم الجمعة للرد على اتهامات تشمل تدبير عملية قتل عميل فيدرالي أمريكي عام 1985.

ووصف البيت الأبيض كارو كوينتيرو بأنه "أحد أكثر زعماء الكارتلات شرًا في العالم" في بيان صدر قبل توجيه الاتهام إليه، حيث ملأ أكثر من 100 من عملاء إدارة مكافحة المخدرات ومسؤولين فيدراليين آخرين قاعة محكمة احتفالية كبيرة.

لم يتحدث كارو كوينتيرو البالغ من العمر 72 عاماً الذي كان يرتدي بدلة السجن البرتقالية، إلا قليلاً خلال الجلسة القصيرة بينما كان محاميه يقدم إقراراً بالبراءة نيابة عنه.

كما دفع زعيم كارتل آخر، وهو كاريو فوينتيس (62 عاماً)، بالبراءة من خلال محاميه. وهو متهم بترتيب عمليات اختطاف وقتل في المكسيك، لكنه غير متهم بالتورط في مقتل عميل إدارة مكافحة المخدرات إنريكي "كيكي" كامارينا، الذي تم تجسيد عملية قتله دراميًا في مسلسل "ناركوس: المكسيك".

يقول المدعون العامون إن كارو كوينتيرو ألقى باللوم على كامارينا في غارة على مزرعة ضخمة للماريجوانا وقام باختطاف العميل وتعذيبه وقتله انتقامًا منه.

"لمدة 14,631 يومًا، تمسكنا بالأمل - الأمل في أن تأتي هذه اللحظة. الأمل في أن نعيش لنرى المساءلة. والآن، تحوّل هذا الأمل أخيرًا إلى حقيقة"، هذا ما قالته عائلة كامارينا يوم الجمعة في بيان شكرت فيه الرئيس دونالد ترامب وكل من عمل على القضية.

تم إرسال كارو كينتيرو وكاريو فوينتيس و27 سجينًا مكسيكيًا آخر يوم الخميس إلى ثماني مدن أمريكية. وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي سعت فيه المكسيك إلى تفادي تهديد إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات المكسيكية الأسبوع المقبل. وفي مقابل تأجيل التعريفات الجمركية، أصر ترامب على أن تتخذ المكسيك إجراءات صارمة ضد الكارتلات والهجرة غير الشرعية وإنتاج الفنتانيل.

وقد صاغ أعضاء مجلس الوزراء الأمني المكسيكي يوم الجمعة نقل السجناء الـ29 على أنه قرار يتعلق بالأمن القومي.

"إنه ليس التزامًا تجاه الولايات المتحدة. إنه التزام تجاه أنفسنا"، قال النائب العام المكسيكي أليخاندرو جيرتز مانيرو. "لقد كانت مشكلة الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة مأساة حقيقية لبلدنا."

لطالما كان كارو كوينتيرو أحد أهم الأهداف المكسيكية الأمريكية لتسليم المجرمين. وبصفته زعيم كارتل غوادالاخارا، كان "ناركو ناركوس" وشركاؤه "رواد طرق تهريب المخدرات إلى كولومبيا والمكسيك وإلى الولايات المتحدة"، حسبما قال المدعي العام الأمريكي في بروكلين جون دورهام خارج المحكمة.

وتتهم لائحة الاتهام كارو كوينتيرو برئاسة شبكة إجرامية مترامية الأطراف مسؤولة عن توجيه أطنان من الهيروين والميثامفيتامين والماريجوانا والكوكايين إلى الولايات المتحدة.

كان قد أمضى 28 عامًا في السجن لمدة 40 عامًا في المكسيك عندما ألغت محكمة الاستئناف الحكم الصادر ضده في عام 2013. وأيدت المحكمة العليا في المكسيك في وقت لاحق، ولكن بحلول ذلك الوقت، كان كارو كوينتيرو قد أُطلق سراحه وأصبح في مهب الريح. وقالت السلطات إنه عاد إلى الاتجار بالمخدرات وأطلق العنان لمعارك دموية في ولاية سونورا الحدودية شمال المكسيك إلى أن ألقت القوات المكسيكية القبض عليه في عام 2022، حسبما ذكرت السلطات.

قال كارو كوينتيرو لصحيفة إلباييس الإسبانية في عام 2018 إنه "لم يعد إلى المخدرات أبدًا".

وقال: "لقد كنت مهرب مخدرات منذ 23 عامًا، والآن لم أعد كذلك، ولن أعود أبدًا"، وفقًا للصحيفة.

وقد أضافت الولايات المتحدة كارو كوينتيرو إلى قائمة أكثر 10 مطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 2018 مع مكافأة قدرها 20 مليون دولار. وطلبت واشنطن تسليمه مباشرة بعد اعتقاله عام 2022، والذي حدث بعد أيام من اجتماع في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن ونظيره المكسيكي، الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.

وقد تعثر طلب التسليم بعد أن قلص لوبيز أوبرادور بشدة تعاون بلاده مع الولايات المتحدة احتجاجًا على عمليات إنفاذ القانون الأمريكية السرية التي تستهدف المسؤولين السياسيين والعسكريين المكسيكيين.

وفي يناير/كانون الثاني، طلبت مجموعة غير ربحية تمثل عائلة كامارينا من إدارة ترامب الجديدة تجديد طلب التسليم.

وقد وصف فرانك تارنتينو الثالث، العميل الخاص المسؤول عن مكتب إدارة مكافحة المخدرات في نيويورك، يوم الجمعة كامارينا بأنه "رمز للقوة والشرف والتصميم".

كاريو فوينتيس هو شقيق تاجر المخدرات أمادو كاريو فوينتيس، المعروف باسم "سيد السماوات"، الذي توفي في عام 1997. وقد واصل كاريو فوينتيس، الملقب بـ"النائب"، أعمال الأخوين حتى اعتقاله في عام 2014.

وحُكم عليه في المكسيك في عام 2021 بالسجن لمدة 28 عامًا.

يقول المدعون العامون الأمريكيون إن كارتل خواريز الذي كان يعمل معه جلب أطنانًا من الكوكايين إلى البلاد. لكن محاميه، كينيث مونتغمري، استهدف يوم الجمعة أي فكرة مفادها أن كاريو فوينتيس مسؤول عن تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، قائلاً إن ذلك بدأ قبل توليه السلطة واستمر لفترة طويلة بعد اعتقاله.