تحذير بولندا من تفكك الوحدة الغربية أمام روسيا

استخدم وزير خارجية بولندا يوم الأربعاء خطابًا سنويًا أمام البرلمان لتوجيه رسالة حادة إلى القادة الروس مع استمرار الحرب في أوكرانيا المجاورة، متسائلاً: "أليس لديكم ما يكفي من الأراضي؟

وصف وزير الخارجية راديك سيكورسكي الوضع الصعب الذي تواجهه بولندا مع الحرب عبر الحدود وتهديد توسعها، وأعرب عن مخاوفه من "تفكك" الوحدة الغربية.

تعد بولندا، الواقعة على الخاصرة الشرقية لحلف الناتو، أحد أقوى داعمي كييف، واستخدم سيكورسكي خطابه لانتقاد روسيا بشدة.

وقال مخاطبًا القادة الروس "أليس لديكم ما يكفي من الأراضي؟ إحدى عشرة منطقة زمنية ولا تزال غير كافية؟ اهتموا بحكم ما هو داخل حدودكم بشكل أفضل وفقًا للقانون الدولي."

ووصف سيكورسكي الوضع الأمني المتدهور مع وجود حرب بجوار حدود بولندا: "لقد استقر القلق والسؤال عما سيحدث في البيوت البولندية. هل نحن أيضًا معرضون لخطر العدوان الروسي؟ هل تتجه العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة نحو أزمة؟ هل تستطيع أوروبا تحسين قدراتها الدفاعية بسرعة؟

تحاول بولندا والحلفاء الأوروبيون تعزيز دفاعاتهم، خوفًا من أن العدوان الروسي لن يتوقف في أوكرانيا، بينما تشير إدارة ترامب إلى أن على أوروبا تحمل المزيد من المسؤوليات الأمنية.

وعلى الرغم من أنه لم يذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاسم، إلا أن خطاب سيكورسكي بدا وكأنه يتضمن انتقادًا ضمنيًا للتنازلات التي كان ترامب مستعدًا لتقديمها لروسيا لإنهاء الحرب.

فمنذ توليه منصبه مرة أخرى، ادعى ترامب زورًا أن أوكرانيا "ما كان ينبغي أن تبدأ الحرب أبدًا"، وقال إن أوكرانيا "قد تصبح روسية يومًا ما" وشكك في شرعية حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. كما قلب ترامب أيضًا الموقف الأمريكي القديم المتمثل في عزل روسيا بسبب عدوانها من خلال بدء محادثات مباشرة مع موسكو والتعبير عن مواقف مشابهة بشكل ملحوظ لمواقف الكرملين.

"بالنسبة لبولندا، سيكون التهديد الأكبر بالنسبة لبولندا هو تفكك المجتمع الغربي. ولهذا السبب لا يمكننا تحمل الأوهام أو التقاعس عن العمل. لا يمكننا أن نتحمل أن نكون وحدنا"، قال سيكورسكي.

وكان لديه تحذير لروسيا. "لن تحكموا هنا مرة أخرى، لا في كييف، ولا في فيلنيوس، ولا في ريغا، ولا في تالين، ولا في كيشيناو"، معددًا عواصم أوكرانيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ومولدوفا.

كما أشار إلى أن الوضع على الخطوط الأمامية في شرق وجنوب أوكرانيا "غامض"، وأن تقدم القوات الروسية البطيء يدفع ثمنه "خسائر فادحة".

وقال سيكورسكي: "بعد ثلاث سنوات من هذه المرحلة من الحرب، التي خطط لها بوتين لثلاثة أيام، لا تسيطر القوات الروسية سوى على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية ولا تزال عالقة في شرق أوكرانيا".

"تشير التقديرات إلى أن الحرب قد كلفت روسيا بالفعل ما لا يقل عن 200 مليار دولار أمريكي، وتم القضاء على ما يقرب من مليون جندي روسي من ساحة المعركة. أما خسائر الأوكرانيين فهي أقل، ولم يسمحوا بالاستيلاء على عاصمتهم أو تنصيب حكومة عميلة."