ميرتس يؤكد التزام أمريكا بحلف الناتو بعد لقاء ترامب

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس يوم الجمعة، بعد يوم من لقائه مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، إنه واجه إدارة أمريكية منفتحة على النقاش وعاد واثقًا من أن واشنطن لا تزال ملتزمة بحلف شمال الأطلسي.

ووصف ميرتس اجتماعه في المكتب البيضاوي وغداءه المطول مع ترامب بأنه كان بنّاءً وصريحًا في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أن الزعيمين أعربا عن وجهات نظر مختلفة بشأن أوكرانيا.

وقال ميرتس في برلين بعد عودته: "لقد عبرت بالأمس في الاجتماع في المكتب البيضاوي عن موقف مختلف تمامًا بشأن موضوع أوكرانيا عن الموقف الذي اتخذه ترامب، ولم يكن هناك أي اعتراض، بل ناقشنا ذلك بالتفصيل مرة أخرى على الغداء".

كان اجتماع يوم الخميس في البيت الأبيض أول مرة يجلس فيها الاثنان شخصيًا. وتجنّب ميرتس، الذي أصبح مستشارًا في مايو/أيار، ذلك النوع من المواجهات في المكتب البيضاوي التي عرقلت قادة العالم الآخرين، بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا.

افتتح الزعيمان اللقاء بالمجاملات. قدم ميرتس لترامب شهادة ميلاد جد الرئيس، فريدريش ترامب، الذي هاجر من مدينة كالشتات الألمانية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ووصف ترامب ميرتس بأنه "رجل جيد جدًا في التعامل معه".

وقال إن الإدارة الأمريكية منفتحة على النقاش، وتستمع، ومستعدة لتقبل الآراء المختلفة.

وأضاف أن الحوار يجب أن يكون في كلا الاتجاهين: "دعونا نتوقف عن الحديث عن دونالد ترامب بإصبع مرفوع وأنف مجعد. يجب أن نتحدث معه وليس عنه."

وقال إنه التقى أيضًا بأعضاء مجلس الشيوخ في الكابيتول هيل، وحثهم على الاعتراف بحجم إعادة التسلح الروسي.

وقال لهم: "رجاءً ألقوا نظرة على حجم التسلح الروسي وما يفعلونه حاليًا هناك، من الواضح أنكم لا تملكون أدنى فكرة عما يحدث". "باختصار، يمكنكم التحدث إليهم، ولكن يجب ألا تسمحوا لأنفسكم بالترهيب. لا أملك هذا الميل على أي حال."

وشدد ميرتس، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، على الحاجة إلى الثقة عبر الأطلسي، وقال إنه ذكّر ترامب بأن الحلفاء مهمون.

وقال: "سواء أحببنا ذلك أم لا، سنبقى معتمدين على الولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة". "ولكنك تحتاج أيضًا إلى شركاء في العالم، والأوروبيون، وخاصة الألمان، هم أفضل الشركاء المناسبين.

وأضاف: "هذا هو الفرق بين الأنظمة الاستبدادية والديمقراطيات: فالأنظمة الاستبدادية لها شركاء. أما الديمقراطيات فلها شركاء ونحن نريد أن نكون هؤلاء الشركاء في أوروبا ومع أمريكا."

وأكد مجددًا أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحلف الناتو، لا سيما في الوقت الذي تعزز فيه ألمانيا وغيرها من الدول إنفاقها الدفاعي. وكان ترامب قد أشار في الماضي إلى أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن التزاماتها تجاه الحلف إذا لم تحقق الدول الأعضاء أهداف الإنفاق الدفاعي.

وقال: "ليس لدي أي شك على الإطلاق في أن الحكومة الأمريكية ملتزمة بحلف الناتو، خاصةً بعد أن قلنا جميعًا الآن أننا سنبذل المزيد من الجهود. نحن نضمن أن نتمكن أيضًا من الدفاع عن أنفسنا في أوروبا، وأعتقد أن هذا التوقع لم يكن غير مبرر".

وأضاف: "لقد كنا لسنوات طويلة من المستفيدين مجانًا من الضمانات الأمنية الأمريكية، ونحن نغير ذلك الآن."