وورلد برس عربي logo

محاسن الخطيب فنانة شجاعة توثق أهوال الحرب

محاسن الخطيب، فنانة فلسطينية، وثقت أهوال الحرب على غزة برسمها. قُتلت في غارة إسرائيلية بعد أن أطلقت دورات فنية لمساعدة الآخرين. تركت وراءها إرثًا من الإلهام والشجاعة في مواجهة المعاناة. انضموا لتكريم ذكراها.

محاسن الخطيب، فنانة فلسطينية، تبتسم أمام شاشتي كمبيوتر، تستخدم موهبتها في الرسم لدعم قضايا حقوق الإنسان في غزة.
محاسن الخطيب تعمل في منزلها في غزة (تم توفيرها)
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

محاسن الخطيب: فنانة الحرب في غزة

استخدمت محاسن الخطيب موهبتها في الرسم التوضيحي وتصميم الشخصيات لتوثيق أهوال الحرب الإسرائيلية على غزة منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي.

يوم السبت الماضي، نشرت آخر أعمالها الفنية التي تصور الشاب شعبان الدلو البالغ من العمر 19 عامًا، والذي قُتل حرقًا خلال القصف الإسرائيلي لمستشفى الأقصى قبل أيام.

بعد ذلك بوقت قصير، قُتلت في غارة جوية إسرائيلية استهدفت حيها في مخيم جباليا شمال غزة.

شاهد ايضاً: لم يكن هناك "كاميرا حماس" بل وسائل إعلام متواطئة تتيح إبادة إسرائيل

كانت محاسن وعائلتها في المنزل عندما وقع الهجوم. وقالت في منشور لها على فيسبوك أنه لم يتبق مكان آمن في غزة للهروب إليه، حيث سبق لها أن أخلت عدة مرات والموت يلوح في الأفق باستمرار.

على مدار الـ 15 يومًا الماضية، كان الجيش الإسرائيلي يجتاح شمال غزة تحت قصف لا هوادة فيه، وهو ما وصفه السكان بأنه أعنف توغل منذ 7 أكتوبر 2023.

قال حسام الخطيب، عم محاسن: "كان المنزل مليئًا بالنازحين عندما شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات المكثفة على الحي".

شاهد ايضاً: رأسمالية آكلة لحوم البشر: كيف تنذر إبادة غزة بمستقبل عالمي مظلم

وأضاف حسام: "قُتلت محاسن على الفور وأصيب ثمانية أشخاص بجروح، بعضهم في حالة خطيرة".

وقد واجهت سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى المنطقة بسبب القصف المدفعي العنيف.

تفاصيل مقتل محاسن الخطيب

وأضاف: "ما زلنا لا نستطيع دفن جثمانها الموجود في مستشفى كمال عدوان بسبب خطورة الوضع".

شاهد ايضاً: الجوع في غزة يقابل بمسرح إنساني، وليس بتدخل

كانت محاسن رسامة وفنانة قصص مصورة ومصممة شخصيات مستقلة ومرشدة فنية رقمية، وكانت تعيل أسرتها من خلال عملها. استخدمت موهبتها في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والتوعية بالانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين.

وحتى أثناء الحرب، أطلقت دورات مجانية على الإنترنت في الفن الرقمي المستقل لمساعدة من لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت على إيجاد مصدر دخل.

تقول جمانة شاهين، وهي متدربة وصديقة لمحاسن: "كانت محاسن واحدة من أكثر الفنانات احترافًا وتواضعًا وجمالاً في غزة."

شاهد ايضاً: رئيس GHF يهاجم الأمم المتحدة والإعلام، ويتجنب ذكر "الفلسطينيين" عند الإشارة إلى غزة

"لقد تركت انطباعًا دائمًا في كل من علّمته أو قابلته".

على الرغم من القصف المستمر وضعف الاتصال بالإنترنت، إلا أن الفنانة كانت تصور وتشارك الواقع في غزة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

قالت جمانة شاهين وصوتها يرتجف: "قالت لي ذات مرة إنها أرادت أن تشارك معرفتها وتجاربها قدر الإمكان لأنها إذا قُتلت، فعلى الأقل ستعيش معرفتها من خلال الآخرين".

شاهد ايضاً: الهجمات الإسرائيلية تُعيد إحياء صدمة حرب الخليج مع فرار الإيرانيين من طهران

بعد إجلائها إلى مصر، بقيت جمانة شاهين على اتصال مع محاسن.

"لم أقابل قط شخصًا صامدًا مثلها. حتى عندما كانت تتحدث عن معاناتها من الجوع وأصوات القصف المرعبة، كانت تتحدث بروح الدعابة".

لا يزال بلال أبو نادي، الذي عمل مع محاسن في شركة للإعلام والتصميم الجرافيكي، في حالة صدمة من خبر مقتلها.

شاهد ايضاً: لماذا يجب تجريم إنكار الإبادة الجماعية في غزة على مستوى العالم

قال بلال: "لقد ألهمت طاقتها والتزامها في العمل الجميع".

"كانت تجلب روحًا مبهجة في كل ما كانت تفعله، وتحول حتى ضغوط العمل إلى تجربة ممتعة وتشجع الجميع على بذل قصارى جهدهم".

سرعان ما انتشر خبر وفاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، تاركًا الآلاف من متابعيها وطلابها وزملائها الناشطين في حالة حزن.

شاهد ايضاً: في خضم اليأس من غزة، تتصاعد صراعات إقليمية من أجل الحرية

وأضاف بلال: "لقد كانت إنسانة طيبة القلب وكريمة". "كانت تؤمن بأن فناني غزة يستحقون أفضل ما يمكن أن تقدمه الحياة."

أخبار ذات صلة

Loading...
تشييع جثامين ستة صحفيين فلسطينيين في غزة، حيث يتجمع الصحفيون والمشاركون حول الأعلام والستر المكتوب عليها "صحافة".

صحفيون في غزة يغطون حزنهم مرة أخرى في جنازة أصدقائهم الشهداء

في مشهد يختزل مأساة الصحافة الفلسطينية، ودع زملاءهم ستة صحفيين قتلتهم القوات الإسرائيلية، في تكرار مؤلم لواقع مرير. كيف يمكن أن تستمر الحقيقة في مواجهة الظلم؟ تابعوا معنا تفاصيل هذه المأساة الإنسانية وتأثيرها على الصحفيين الذين يواجهون الخطر يوميًا.
الشرق الأوسط
Loading...
طفل فلسطيني يظهر في حالة من القلق أثناء محاولته الحصول على الطعام وسط حشد من الناس في غزة، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة.

إسرائيل تمنع الأطباء من دخول غزة بينما يموت الفلسطينيون جوعًا

في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، تُمنع فرق الإغاثة الطبية من دخول غزة، بينما تتزايد حالات الوفاة جوعًا. هذه القيود تثير تساؤلات حول المعايير الإسرائيلية وتفاقم الوضع. تابعوا التفاصيل الكاملة لتعرفوا كيف يمكن أن تؤثر هذه الأحداث على حياة الملايين.
الشرق الأوسط
Loading...
امرأة مسنّة تدعى فاطمة جعفر، تقف أمام أعلام حزب الله في قرية يارون اللبنانية، تعبر عن روح التحدي والأمل وسط التوترات الحدودية.

قرى الجنوب اللبناني تواجه الجنود الإسرائيليين في صراعهم للعودة

على مشارف يارون، تتقاطع إرادة البقاء مع الرصاص، حيث يصرّ الأهالي على العودة إلى قراهم رغم التهديدات. قصة أم حسن، التي ترفض التخلي عن أرض أجدادها، تبرز مقاومة شعب لا يعرف الخوف. هل يمكنك أن تشعر بصوتها؟ تابع القراءة واكتشف المزيد عن هذه المقاومة الملهمة.
الشرق الأوسط
Loading...
مشهد من داخل المستشفى التركي في طوباس بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي، حيث تتناثر قطع الزجاج المحطم على المكتب بينما يشاهد عدد من الرجال الوضع بحيرة.

الضفة الغربية: الجيش الإسرائيلي يقتحم مستشفى تركي بعنف ويعتقل الأطباء

اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى الحكومي التركي في طوباس كان صدمة مدوية، حيث اعتُقل الأطباء وسط حالة من الذعر. هذا الهجوم الوحشي يتطلب تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان. اكتشف المزيد عن تفاصيل هذه الحادثة المروعة وتأثيرها على المجتمع الفلسطيني.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية