لبنان يتجه نحو صندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة
لبنان يخطط للتوجه إلى صندوق النقد الدولي لإنقاذ اقتصاده المتعثر، في خطوة تعكس تغيير موازين القوى في المنطقة. الحكومة الجديدة تبتعد عن هيمنة حزب الله، مما يفتح آفاقاً جديدة للبلاد بعيداً عن النفوذ الإيراني.

لبنان وصندوق النقد الدولي: التوجه الجديد
يخطط لبنان للذهاب إلى صندوق النقد الدولي للتوصل إلى اتفاق بشأن التعثر المالي والدين العام في البلاد، حسبما أفادت وكالة رويترز يوم الثلاثاء.
التغيير في موقف الحكومة اللبنانية
ويعكس توجه بيروت إلى المُقرض المدعوم من الولايات المتحدة كيف أن الحكومة اللبنانية الجديدة تقطع مع مواقف حزب الله التي دافع عنها على مدى سنوات، مما يبعد البلد الفقير الواقع على البحر المتوسط عن قبضة إيران وحزب الله ويتجه نحو الولايات المتحدة.
التوترات مع إيران وحزب الله
يوم الاثنين، علّقت الحكومة اللبنانية إلى أجل غير مسمى الرحلات الجوية من وإلى إيران بعد أن حذرت إسرائيل من أنها قد تسقطها، زاعمةً أن إيران تستخدمها لإعادة تزويد حزب الله بالمؤن.
وأطلق الجيش اللبناني الغاز المسيل للدموع يوم السبت على أنصار حزب الله المحتجين على هذه الخطوة.
وقالت الأمم المتحدة إن قافلة من قوات حفظ السلام التابعة لها تعرضت لهجوم أثناء توجهها إلى مطار بيروت. وألقي باللوم في الهجوم على أنصار حزب الله. وبدا أن الحزب يحاول النأي بنفسه عن الهجوم.
الاقتصاد اللبناني: الأزمات والتحديات
في عام 2022، توصل لبنان إلى مسودة اتفاق مع صندوق النقد الدولي، لكنه لم يقدم الإصلاحات اللازمة للإفراج عن الأموال. وقاوم حزب الله، إلى جانب أحزاب أخرى، هذه الإجراءات. مثل الحزب السياسي الشيعي والجماعة المسلحة قالوا إن الانتعاش الاقتصادي في لبنان لا يمكن أن يأتي إلا من استغلال احتياطيات الغاز الطبيعي غير المستغلة، وليس من المقرض المدعوم من الولايات المتحدة.
الانهيار الاقتصادي وتأثيره على الشعب
انهار الاقتصاد اللبناني في عام 2019. وانخفضت قيمة عملته المحلية بنسبة 98 في المائة، واندفعت معظم البلاد إلى الفقر.
الفساد وتأثيره على الإصلاحات
واتهمت الأحزاب السياسية من مختلف الأطياف بالفساد في البلاد. وقد كشفت الحكومة في عام 2020 عن قانون جديد لمكافحة الفساد، لكن لبنان تراجع باستمرار في مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، حيث يحتل حالياً المرتبة 154 من أصل 180 دولة.
انهار القطاع المصرفي في لبنان في مخطط احتيال أشرف عليه حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، الذي لم يكن منتمياً لحزب الله.
القطاع المصرفي: الأزمات والمشاكل
وتأتي خطوة صندوق النقد الدولي بعد فترة وجيزة من زيارة مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى لبنان، معلنًا "نهاية عهد الرعب الذي مارسه حزب الله في لبنان".
وقال نائب المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في وقت سابق من هذا الشهر بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيروت، في تصريحات لم يكن من الممكن تصورها قبل عام واحد فقط: "لقد هزمت إسرائيل حزب الله".
تغير موازين القوى في الشرق الأوسط
لبنان هو مثال رئيسي على أن الصراع الإقليمي الذي أطلقه هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 قد قلب موازين القوى في الشرق الأوسط.
فقد تُرِكَت إيران تترنح، وتم تمكين إسرائيل والولايات المتحدة. وفي سوريا، تمت الإطاحة ببشار الأسد. وتم تهميش حزب الله من قبل حكومة تشكلت بعد أن فرضت إسرائيل والولايات المتحدة وقف إطلاق النار غير المتوازن على الحزب المنهك.
وفي يوم الثلاثاء، انسحبت إسرائيل من البلدات الحدودية السكنية في جنوب لبنان كجزء من وقف إطلاق النار لكنها أبقت قواتها في خمس مناطق رئيسية في الجنوب.
وذُكر يوم الثلاثاء أن فرنسا والولايات المتحدة تحاولان تشجيع إسرائيل على الانسحاب الكامل من جنوب لبنان من خلال اقتراح نشر قوة حفظ سلام أو حتى شركات أمنية خاصة في المناطق الاستراتيجية. ومع ذلك، رفض الرئيس اللبناني ميشال عون بشدة المتعاقدين الخاصين.
ومن المعلوم أن حزب الله كان عضوًا في ما يسمى بـ"محور المقاومة" الإيراني. وقد بدأ بمهاجمة إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
واستخدمت الولايات المتحدة الوعد بأموال إعادة الإعمار الخليجية والقوة العسكرية الإسرائيلية للحصول على مرشحها المفضل، الجنرال السابق في الجيش اللبناني العماد عون، الذي انتخب رئيساً بعد أن ظل المنصب شاغراً منذ عام 2022. واختار عون، وهو مسيحي ماروني، نواف سلام، سليل عائلة سنية بارزة، رئيسًا لوزراء لبنان.
القيادة اللبنانية الجديدة: التحديات والفرص
أخبار ذات صلة

مثل فيتنام، حرب إسرائيل على غزة أصبحت الآن حربًا عالمية على المقاومة

ترامب يتجه من خطة غزة إلى التعامل مباشرة مع حماس

وقف إطلاق النار في غزة: سباق السلطة الفلسطينية لإثبات جدارتها أمام ترامب في ظل تزايد المنافسة
