تجاذبات هرتسوغ وستارمر في ظل الاحتجاجات البريطانية

قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إنه "تجادل" مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقائهما الأخير في داونينج ستريت يوم الأربعاء.

وقال هرتسوغ في حدث مغلق استضافه مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن: "لقد أجرينا نقاشًا صريحًا ومفتوحًا للغاية"، بينما احتشد مئات المتظاهرين المناهضين للحرب في الخارج احتجاجًا على ظهوره في المعهد ذي الشهرة العالمية.

وأضاف: "كان اجتماعًا بين حلفاء، لكنه كان اجتماعًا صعبًا".

وأضاف بفظاظة: "كان اجتماعًا قيلت فيه أشياء قاسية وقوية، ولأنه عندما يلتقي الحلفاء يمكننا أن نتجادل."

وكان هرتسوغ قد التقى بستارمر في وقت سابق من اليوم في داونينج ستريت بعد ساعات فقط من إدانة رئيس الوزراء للغارة الإسرائيلية على مبنى سكني في العاصمة القطرية الدوحة، حيث اجتمع أعضاء كبار من حماس لدراسة المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال هرتسوغ في هذه الفعالية إنه يرى أن "القرار الأحادي الجانب بشأن الدولة الفلسطينية سيكون له تأثير سلبي على أي عملية مستقبلية".

وقال هرتسوغ بفظاظة: "يُنظر إليه كما لو أنك إذا لم تتفق مع الرأي البريطاني، مع رأي الحكومة، فإننا سنعاقبك بدولة فلسطينية".

وأضاف بأسلوبه المستفز: "عرض رئيس الوزراء ستارمر وجهات نظره فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية في غزة. وعرضت أن تكون هناك بعثة لتقصي الحقائق ستأتي إلى إسرائيل وتجلس معنا وتدرس الوضع في غزة على المستوى الإنساني، لأن لدينا إجابات كاملة ونحن شفافون تماماً".

ومن المقرر أن تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر إذا فشلت إسرائيل في تلبية شروط معينة، بما في ذلك الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.

وقال هرتسوغ: "نحن نتجادل، لقد تجادلنا بالتأكيد من منطلق الاحترام". "كان لدينا أيضًا أشياء اتفقنا عليها. اتفقنا على أن إيران تشكل تهديدًا عالميًا. واتفقنا على ضرورة إزالة حماس.

وأضاف: "اتفقنا على ذلك، ولكن كيف نفعل ذلك، كيف نصل من هذه النقطة من الفكرة إلى الواقع؟ بعد ذلك، بالطبع، يبدأ الجدال."

أثارت أنباء زيارة هرتسوغ إلى بريطانيا غضبًا واسع النطاق، حيث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلوب لارتكابه جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كما أن هرتسوغ نفسه دعم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، عيّن قسم مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة مدعياً عاماً متخصصاً رفيع المستوى لمراجعة طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق هرتسوغ "على وجه السرعة".

وعلمت مصادر أن الطلب، الذي قدمته مجموعة "أصدقاء الأقصى" المؤيدة لفلسطين، يشير إلى ادعاءات أدلى بها هرتسوغ في أكتوبر 2023 بأن جميع الفلسطينيين في غزة مسؤولون "بشكل لا لبس فيه" عن هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قادته حماس.

"ليس صحيحاً هذا الكلام عن أن المدنيين غير مدركين وغير متورطين"، وذلك في ادعاءات قدمها هرتسوغ إلى محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.

وقالت منظمة أصدقاء الأقصى إن أجزاء من الادعاءات التي أدلى بها هرتسوغ "كررتها القيادة العسكرية الإسرائيلية العليا التي تشن حملة من الهجمات العشوائية ضد المدنيين والأهداف المدنية في غزة".