اتفاق إنهاء الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس
قصفت القوات الإسرائيلية غزة رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. الاتفاق ينص على انسحاب القوات وعودة النازحين، مع تبادل الأسرى. تفاصيل مثيرة حول المفاوضات، الأوضاع الإنسانية، وما ينتظر القطاع في المرحلة المقبلة.

قصفت القوات الإسرائيلية مناطق في أنحاء قطاع غزة يوم الجمعة، على الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد موافقة كل من إسرائيل وحماس على اتفاق "إنهاء الحرب".
وبدأت الهدنة رسميًا في الساعات الأولى من يوم الجمعة، بعد الحصول على الموافقة النهائية من الحكومة الإسرائيلية.
ومع ذلك، تم الإبلاغ عن وقوع غارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار في مدينة غزة وخان يونس صباح الجمعة. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.
وحتى صباح يوم الجمعة، ظلت الدبابات الإسرائيلية متمركزة على طول طريق الرشيد، مما أدى إلى عرقلة عودة النازحين من جنوب غزة إلى الشمال.
وبموجب شروط الاتفاق، يُطلب من القوات الانسحاب من الطريق والسماح للسكان النازحين بالعودة في غضون 24 ساعة.
ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات قصف في غزة يوم الخميس، بعد أن أعلن الوسطاء عن التوصل إلى اتفاق، مما أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين على الأقل.
ونشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) يوم الخميس نسخة مسربة من المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم توقيعه في مصر، والذي ينص على أن الحرب "ستنتهي فورًا" بمجرد موافقة إسرائيل عليها.
وتنص الوثيقة أيضًا على أن الخطوة الأولى في التنفيذ ستكون إعلانًا رسميًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن فيه انتهاء الحرب في غزة.
ومن المتوقع أن يقوم ترامب بزيارة مصر خلال عطلة نهاية الأسبوع لحضور حفل التوقيع الرسمي، تليها زيارة إلى إسرائيل.
وكان كبير المفاوضين في حركة حماس خليل الحية، قد أكد يوم الخميس أن الحركة الفلسطينية وافقت أيضًا على الاتفاق "لإنهاء الحرب".
وأضاف أن الولايات المتحدة والوسطاء الآخرين قدموا ضمانات بأن توقيع الاتفاق يعني أن الحرب "انتهت إلى أجل غير مسمى".
في غضون ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق أخرى في قطاع غزة ومن المتوقع أن تستكمل انسحابها من المراكز الحضرية الرئيسية بحلول صباح السبت.
ومن المقرر أن يتم تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق يوم الاثنين أو الثلاثاء، أي بعد 72 ساعة من اكتمال الانسحاب، حيث من المتوقع أن يتم الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة وعدد من الجثث. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن حوالي 2,000 أسير فلسطيني، من بينهم 250 أسيراً فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.
ومع ذلك، لم يتم بعد وضع اللمسات الأخيرة على قائمة من سيتم الإفراج عنهم. وأشارت تقارير يوم الخميس إلى استمرار الخلافات حول هويات العديد من الأسرى، حيث تضغط حماس للإفراج عن شخصيات بارزة، وتعترض إسرائيل على ذلك.
ومن بين الأسماء الستة المتنازع عليها مروان البرغوثي، القائد العسكري الشهير في حركة فتح، وأحمد سعدات، رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقياديون البارزون في حركة حماس حسن سلامة وعبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس السيد.
شاهد ايضاً: غريتا ثونبرغ، جاي بيرس، وسوزان ساراندون ينضمون إلى نشطاء يبحرون من إيطاليا إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي
ومن المتوقع أيضاً دخول ما لا يقل عن 400 شاحنة مساعدات إلى غزة، على الرغم من عدم ورود تقارير عن وصولها حتى الآن.
المرحلة التالية
يمثل اتفاق وقف إطلاق النار المرحلة الأولى مما يسمى بـ"خطة السلام" الأمريكية، على أن يتم التفاوض على مراحل أخرى في وقت لاحق.
ومن المتوقع أن تشمل هذه المراحل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، ونزع سلاح حماس، ونشر قوات دولية في القطاع، وغيرها من البنود.
ولم توضح حماس أو إسرائيل أو الوسطاء الجدول الزمني لهذه المحادثات.
كما أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان استمرار وقف إطلاق النار يتوقف على الاتفاق على المراحل اللاحقة.
بدأت الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم مفاجئ قادته حماس على إسرائيل. وأشارت حماس إلى الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود، والانتهاكات المتزايدة في المسجد الأقصى، والحصار الخانق على غزة، وسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين كأسباب رئيسية للهجوم.
وقد انهارت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، المتمركزة على طول حدود غزة والمكلفة بمراقبة الفلسطينيين وفرض الحصار والقصف الروتيني للقطاع، خلال الساعات الأولى من هجوم حماس، مما أدى إلى فوضى واسعة النطاق.
قتل الفلسطينيون ما لا يقل عن 1,180 شخصًا في الهجوم، مع الإبلاغ عن مقتل أكثر من 700 شخص إضافي في القتال منذ ذلك الحين. ويشكل المدنيون ما يقرب من نصف إجمالي عدد القتلى الإسرائيليين، بينما يشكل الجنود البقية.
وردًا على ذلك، شنّت إسرائيل حملة قصف لا هوادة فيها على قطاع غزة، أعقبها اجتياح بري مدمر استمر عامين، مصحوبًا بحصار صارم على السكان.
ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 67,000 فلسطيني، يُعتقد أن أكثر من 80% منهم من المدنيين، وفقًا للبيانات المسربة من الجيش الإسرائيلي.
كما تسبب العدوان أيضًا في مجاعة واسعة النطاق، وأدى إلى تدمير أو إلحاق الضرر بكل المباني القائمة في غزة تقريبًا، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس.
وقد صنّفت العديد من الهيئات الدولية وخبراء الأمم المتحدة والدول أفعال إسرائيل على أنها أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
أخبار ذات صلة

تركيا تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع مصر من خلال الحملة على الإخوان المسلمين

كيف أدت الضربات الأمريكية الإسرائيلية على إيران إلى جعل العالم أكثر خطورة

إسرائيل تقتل العشرات في مجازر الفجر بغزة بعد قصف المستشفى
