بوتين يشيد بترامب ويدعو لتمديد معاهدة ستارت

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، على الرغم من عدم فوزه بجائزة نوبل، وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق لتمديد اتفاقية الأسلحة النووية المحورية مع واشنطن لمدة عام آخر.

ورداً على سؤال من الصحفيين عما إذا كان يعتقد أن ترامب قد تم استبعاده ظلماً من جائزة نوبل للسلام لصالح زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، أجاب بوتين بأنه ليس هو من يقرر، لكنه أشاد بجهود ترامب الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة وفي أوكرانيا.

وقال بوتين عن ترامب أثناء تواجده في دوشانبي في طاجيكستان لحضور قمة الدول السوفيتية السابقة: "إنه يبذل الكثير من الجهد لحل مثل هذه الأزمات المعقدة التي استمرت لسنوات وحتى لعقود". وأضاف أنه إذا تم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فسيكون ذلك إنجازًا "تاريخيًا".

وسارع ترامب إلى توجيه الشكر لبوتين على شبكته الاجتماعية "تروث"، حيث نشر مقطع فيديو يظهر تعليقات الرئيس الروسي مستشهدًا بإشادته بمحاولة تسوية الأزمات العالمية.

ولم يعلق الرئيس الروسي على فوز ماتشادو بالجائزة، لكنه قال دون أن يذكر أي أسماء، إن لجنة نوبل منحت الجائزة في الماضي لمن لم ينجزوا الكثير لمساعدة السلام العالمي.

وقال بوتين: "كانت هناك حالات منحت فيها اللجنة جائزة نوبل للسلام لأشخاص لم يفعلوا شيئًا من أجل السلام". "يأتي شخص ما، سواء كان جيدًا أو سيئًا، و(يحصل عليها) في شهر، في شهرين. من أجل ماذا؟ لم يفعل أي شيء على الإطلاق. في رأيي أن هذه القرارات ألحقت ضررًا كبيرًا بمكانة هذه الجائزة".

ووصف الزعيم البيلاروسي الاستبدادي فشل لجنة نوبل في منح الجائزة لترامب بـ"الغباء المطلق".

وقال الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في تصريحات متلفزة من طاجيكستان إن أعضاء اللجنة "أساءوا إلى عملية السلام في جميع المواقع". وقد تحدث لوكاشينكو، الذي واجهت بلاده عزلة من الغرب بسبب حملته الوحشية على المعارضة، مع ترامب في أغسطس/آب، مما أدى إلى اتفاق بوساطة أمريكية شهد إطلاق سراح عشرات السجناء السياسيين البيلاروسيين وتخفيف العقوبات المفروضة على شركة الطيران الوطنية.

وبالانتقال إلى الصراع في أوكرانيا الذي استمر لأكثر من 3 سنوات ونصف، قال بوتين إنه وترامب ناقشا سبل تسويته في قمتهما في ألاسكا في أغسطس، مضيفًا أنه "بشكل عام، لدينا تفاهم، سواء من جانب الولايات المتحدة أو من جانب الاتحاد الروسي، حول المكان الذي يجب أن نتحرك فيه وما يجب أن نسعى إليه من أجل إنهاء هذا الصراع".

وقال بوتين إنه قال لترامب في ألاسكا إنه يحتاج إلى مزيد من الوقت للتفكير في الأمر ومناقشته مع حلفاء روسيا.

وقال: "هذه قضايا معقدة تتطلب مزيدًا من التحليل، لكننا لا نزال ملتزمين بالنقاش"، مضيفًا أنه "ربما لا يزال بإمكاننا إنجاز الكثير بناءً على الاتفاقات والمناقشات التي جرت في أنكوريدج".

وأعرب عن أمله في أن تتفق موسكو وواشنطن على تمديد معاهدة ستارت الجديدة لتخفيض الأسلحة النووية لعام 2010 لمدة عام آخر بعد انتهاء صلاحيتها في فبراير. وتحد المعاهدة من عدد الرؤوس النووية المنشورة لكل دولة بما لا يزيد عن 1550 رأسًا نوويًا و 700 صاروخ وقاذفة قنابل.

وعندما سئل ترامب يوم الأحد عن اقتراح بوتين في سبتمبر/أيلول بتمديد اتفاقية ستارت الجديدة، قال ترامب "تبدو فكرة جيدة بالنسبة لي".

وقال بوتين يوم الجمعة إنه لا يزال أمام روسيا والولايات المتحدة ما يكفي من الوقت للاتفاق على تمديدها "إذا كانت هناك إرادة حسنة".

وأشار إلى أنه "إذا قرر الجانب الأمريكي أنه ليس بحاجة إليها، فهذا ليس حرجًا بالنسبة لنا على الإطلاق"، حيث قامت روسيا بتحديث ترسانتها النووية الاستراتيجية وتستعد لنشر أسلحة جديدة.

وفي الوقت نفسه، حذر من أن زوال المعاهدة سيعني أنه لن يتبقى أي اتفاق للحد من التسلح بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.

وقال: "نحن مستعدون للتفاوض إذا رأى الأمريكيون والجانب الأمريكي أن ذلك مقبول ومفيد". "إذا لم يكن كذلك، فلا. سيكون من المؤسف، لأنه لن يتبقى شيء على الإطلاق من حيث الردع في مجال الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".