مجزرة جديدة في طولكرم تثير غضب الفلسطينيين
قُتل 18 فلسطينيًا في غارة إسرائيلية على مقهى في طولكرم، في تصعيد خطير منذ الانتفاضة الثانية. الهجوم الأكثر دموية منذ 2000 يثير ردود فعل غاضبة ودعوات للإضراب. تابع تفاصيل المجزرة وآثارها على وورلد برس عربي.
طائرات حربية إسرائيلية تقصف مقهى في الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل 18 فلسطينياً
قتلت القوات الإسرائيلية 18 فلسطينيًا يوم الخميس بعد أن قصفت مقهى في الضفة الغربية المحتلة باستخدام طائرات مقاتلة، في أول هجوم من نوعه منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
وسقط صاروخ واحد على الأقل على مقهى مزدحم في حي الحمام في مخيم طولكرم المكتظ باللاجئين في وقت متأخر من الليل أثناء تجمع المواطنين هناك، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا). وأضافت أن سيارات الإسعاف والمسعفين هرعوا إلى مكان الحادث بعد الغارة.
وأظهر مقطع فيديو من الموقع نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي ما بدا أنه جثة معلقة في الهواء وأنقاض متناثرة في الشارع مع صرخات في الخلفية.
شاهد ايضاً: الولايات المتحدة: "إبادة جماعية" تحدث في السودان مع فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع حميدتي
وقال مصدر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا الهجوم هو الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 2000.
وقال مكتب رئاسة السلطة الفلسطينية في بيان يوم الخميس: "ندين مجزرة مخيم طولكرم ونحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها".
كما أدانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي "المجزرة" ووصفتها بـ"التصعيد الخطير".
وأكد الجيش الإسرائيلي الغارة وقال إنها كانت عملية مشتركة نفذها جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" وسلاح الجو، بحسب بيان مقتضب للجيش.
وتم التعرف على هوية خمسة من القتلى من قبل مصادر محلية، من بينهم زاهي العوفي، الذي زعمت إسرائيل أنه قائد تنظيم حماس في طولكرم. ولم يصدر أي تعليق فوري من حماس.
ودعت اللجان الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية إلى إضراب عام يوم الجمعة احتجاجاً على الهجوم.
ويعد هذا الإضراب تصعيدًا للهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، منذ 7 أكتوبر 2023، بعد الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 630 فلسطينيًا جراء الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وفي أغسطس/آب، شنت إسرائيل هجومًا واسع النطاق في شمال الضفة الغربية مستهدفةً مدن جنين وطولكرم وطوباس بطائرات الهليكوبتر العسكرية وقوافل كبيرة من المركبات المدرعة.
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في أيلول/سبتمبر إن الهجمات الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة تحدث أحياناً "على نطاق لم يشهده العقدين الماضيين".
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967.
وتأتي هذه الغارة في الوقت الذي تمضي فيه إسرائيل قدماً في اجتياحها للبنان، حيث قصفت أجزاء من بيروت ليلة الخميس الماضي واشتبكت مع حزب الله، بينما تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة التي راح ضحيتها أكثر من 41 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال.