المنقذون يبحثون عن العشرات المدفونين تحت انهيار أرضي في إندونيسيا الذي أسفر عن مقتل 23 شخصًا على الأقل

قام عمال الإنقاذ بحفر أطنان من الطين والركام يوم الثلاثاء أثناء بحثهم عن عشرات المفقودين بعد انهيار أرضي ضرب منطقة تعدين ذهب غير مصرح بها في جزيرة سولاويسي الإندونيسية، مما أسفر عن مقتل 23 شخصًا على الأقل.

وقال هيريانتو، رئيس مكتب البحث والإنقاذ في المقاطعة، إن أكثر من 100 قروي كانوا يحفرون بحثًا عن حبات الذهب يوم الأحد في قرية بون بولانغو النائية والمرتفعة عندما هوت أطنان من الطين أسفل التلال المحيطة ودفنت مخيماتهم المؤقتة.

انتشل رجال الإنقاذ المزيد من الجثث يوم الثلاثاء في القرية المدمرة حيث يقع منجم الذهب.

وقال هيريانتو، الذي يستخدم اسمًا واحدًا مثل العديد من الإندونيسيين: "سمح لنا تحسن الطقس بانتشال المزيد من الجثث".

ووفقًا لمكتبه، تمكن 66 قرويًا من الفرار من الانهيار الأرضي، وتم انتشال 23 قرويًا على قيد الحياة من قبل رجال الإنقاذ، بينهم 18 مصابًا بجروح، وتم انتشال 23 جثة من بينهم ثلاث نساء وطفل يبلغ من العمر 4 سنوات. وأضاف أن حوالي 35 آخرين في عداد المفقودين.

وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث عبد المهاري إن الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة الجبلية منذ يوم السبت تسببت في الانهيار الأرضي وكسر أحد السدود، مما تسبب في فيضانات وصلت إلى أسطح المنازل في خمس قرى في بون بولانجو، وهي جزء من منطقة جبلية في مقاطعة جورونتالو. وقد تضرر ما يقرب من 300 منزل وفرّ أكثر من 1000 شخص طلباً للسلامة.

وقال عفيف الدين إلهودي، وهو مسؤول إنقاذ محلي، إن السلطات نشرت أكثر من 200 رجل إنقاذ، من بينهم أفراد من الشرطة والجيش، مزودين بمعدات ثقيلة للبحث عن القتلى والمفقودين في عملية إنقاذ أعاقتها الأمطار الغزيرة والتربة غير المستقرة والتضاريس الوعرة والغابات.

وقال إلحود: "مع وجود العديد من المفقودين وبعض المناطق النائية التي لا يزال يتعذر الوصول إليها، من المرجح أن يرتفع عدد القتلى"، مضيفًا أنه تم حشد الكلاب البوليسية في عملية البحث.

وتظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها الوكالة الوطنية للبحث والإنقاذ أفراد الإنقاذ وهم يستخدمون أدوات زراعية وأيديهم العارية لسحب جثة مغطاة بالطين من الوحل الكثيف ووضعها في كيس أسود لنقلها للدفن.

تتسبب الأمطار الموسمية في انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة متكررة في إندونيسيا، وهي دولة أرخبيلية تضم أكثر من 17 ألف جزيرة حيث يعيش ملايين الأشخاص في المناطق الجبلية أو بالقرب من السهول الفيضانية.

وتنتشر عمليات التعدين غير الرسمية في إندونيسيا، وتوفر مصدر رزق هش للآلاف الذين يعملون في ظروف تنطوي على مخاطر عالية من الإصابة الخطيرة أو الوفاة. وليست الانهيارات الأرضية والفيضانات وانهيارات الأنفاق سوى بعض المخاطر التي تواجه عمال المناجم. وينطوي جزء كبير من معالجة خام الذهب على الزئبق والسيانيد عالي السمية، وكثيراً ما يستخدم العمال القليل من الحماية أو لا يستخدمون أي حماية على الإطلاق.

وقد وقع آخر حادث كبير متعلق بالتعدين في البلاد في أبريل/نيسان 2022، عندما انهار انهيار أرضي على منجم ذهب تقليدي غير قانوني في منطقة ماندايلينغ ناتال في شمال سومطرة، مما أسفر عن مقتل 12 امرأة كنّ يبحثن عن الذهب.

في فبراير/شباط 2019، انهار هيكل خشبي مؤقت في منجم ذهب غير قانوني في مقاطعة سولاويسي الشمالية بسبب انزياح التربة وكثرة حفر التعدين. ودُفن أكثر من 40 شخصاً ولقوا حتفهم.