الخضر يتألقون كقوة جديدة في السياسة البريطانية

إنها لحظة حزب الخضر والعضوية تعرف ذلك.

في منتصف شهر سبتمبر، في زيارة لمركز بورنموث الدولي لتغطية مؤتمر الحزب الليبرالي الديمقراطي. ظهر اللون الأصفر بشكل بارز، وكان المزاج العام هادئًا ولطيفًا. بدا الأمر وكأنه مركز حدائق.

في يوم الجمعة، بعد أقل من أسبوعين، في نفس المكان كانت الأجواء مختلفة بشكل واضح. الآن كان اللون الأخضر في كل مكان. كان عدد قليل من الناس يرتدون سترات رسمية في هذا المؤتمر.

كما كان الحضور أكثر تنوعًا. كان الحضور لا يزالون يميلون إلى كبار السن، مثلهم مثل الديمقراطيين الليبراليين، لكن مجموعات من الشباب كانوا يتجولون في أرجاء المكان معًا، وكان العديد منهم يرتدون الكوفية دعمًا لفلسطين.

في القاعة الرئيسية، تناول أعضاء حزب الخضر طعامًا نباتيًا وحيوا الأصدقاء القدامى. لم يكن صاخبًا مثل مؤتمر الإصلاح، حيث كان الكثير من الناس في حالة سكر بحلول منتصف النهار. لكن الأجواء كانت مفعمة بالحيوية احتفالية وحماسية.

عندما أُجريت مقابلة مع زاك بولانسكي خلال حملته للقيادة خلال الصيف، قال أنه يريد أن يكون نوعًا من الرد اليساري على نايجل فاراج، وهو شعبوي لعصر الشعبويين.

وقد جلب فوزه الأخير بأكثر من 80% من الأصوات موجة من الاهتمام الشعبي والإعلامي الجديد بحزب الخضر. يظهر بولانسكي على شاشات التلفزيون يوميًا وهو نجم حقيقي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد انضم عشرون ألف عضو جديد إلى الحزب وأعلن الحزب يوم السبت أن مجموع الأعضاء الجدد قد تجاوز عدد أعضائه حزب الديمقراطيين الأحرار.

قال مؤذن علي بثقة: "نحن الحزب الوحيد القادر على مواجهة التهديدات التي تواجهها البلاد". يشغل علي منصب نائب رئيس الحزب إلى جانب راشيل ميلوارد. وقد تم انتخابهما بأغلبية في نفس الوقت الذي أصبح فيه بولانسكي زعيماً للحزب.

وعلى غرار بولانسكي، يعتبر علي من المشاهير داخل الحزب، ولا يمكن أن يمشي 10 أمتار في مكان انعقاد المؤتمر دون أن يوقفه صديق أو معجب.

يوم الجمعة، كان علي يرتدي عباءة وسترة وقلنسوة. جلس في المقهى الرئيسي لمركز المعارض. وقال: "نحن نختصر الطريق".

وأضاف: "لقد انتقلنا من 400 مستشار إلى 850. لدينا أربعة أعضاء في البرلمان. هذا أساس رائع. إنه حزب فعال."

"الخضر هم المستقبل"

مع انهيار نظام الحزبين القديم، فإن أحد التعقيدات الإضافية التي تواجه حزب الخضر هو الحزب اليساري الجديد الذي أنشأه زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين والنائبة العمالية السابقة زارا سلطانة. ومن المقرر أن يُطلق عليه مؤقتًا اسم "حزبك"، ومن المقرر أن يعقد مؤتمره التأسيسي في نوفمبر.

كيف يرى علي هذا التطور؟

قال علي: "أكن احترامًا كبيرًا لجيريمي كوربين وزارة سلطانة". "أشعر بخيبة أمل لأنهم أسسوا حزبهم الخاص بدلاً من الانضمام إلينا".

وتابع: "لدينا زعيم ذو كاريزما. لدينا نائبان. ثلاثتنا مختلفون في الشكل والصوت. نحن معًا نمثل هذا البلد. لا أعتقد أن حزبًا آخر يمكنه تكرار ذلك".

وقال: "بالطريقة التي تم بها تشكيل الحزب الجديد، يبدو الأمر وكأنه سيكرر حزب العمال القديم. فالخضر هم المستقبل."

وقال علي إن المشاكل التي تواجه البلاد هائلة.

وتابع حديثه قائلاً: "لقد قمنا بخصخصة البنية التحتية الرئيسية. أسعار تذاكر القطارات وصلت إلى مستويات قياسية. حتى أن القطارات لا تعمل في مواعيدها. لدينا بنية تحتية متداعية وخدمات الصحة الوطنية لدينا تعاني من نقص في التمويل. هذه خيارات سياسية."

هذا خطاب قوي ويركز بشكل خاص على الاقتصاد. وهو يتناسب مع اللهجة الحالية للحزب، بما في ذلك خطاب بولانسكي بعد ظهر يوم الجمعة.

فقد ركض الزعيم عبر الممر وسط الحشود وصعد إلى المنصة وسط تصفيق حار.

كان الإعداد متواضعًا؛ فعلى عكس مؤتمر الإصلاح، لم تكن هناك أضواء ساطعة أو آلات دخان. لكن خطاب بولانسكي كان صاخبًا وحيويًا.

قال إن البلاد "خذلتها طبقة سياسية مسمومة بالثراء الفاحش... لقد استولت قلة قليلة على سلطتنا وثروتنا".

وأعلن بولانسكي "يجب أن تتغير الأمور". "وأصدقائي، لقد حان الوقت لاستعادتها".

كان هناك جانب بيئي واضح في الخطاب "الأنهار النظيفة" لكنه لم يحتل مركز الصدارة.

وقال: "سنخفض فواتيركم. وسوف نخفض تكلفة المعيشة، وسوف نحمي هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

كما أدان زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج ووصفه بأنه "أضحوكة الشركات المحبة لترامب والمتهرب من الضرائب والمنكر للعلم والمفسد لهيئة الخدمات الصحية الوطنية". ثارت ثائرة الجماهير.

وتلقى بولانسكي تصفيقًا حادًا بشكل خاص عندما اتهم حكومة حزب العمال بأنها "مشارك نشط في قتل الفلسطينيين".

وتابع: "يجب أن نتوقف عن بيع الأسلحة إلى إسرائيل"، قالها صاخباً. "يجب أن نتوقف عن تبادل المعلومات الاستخباراتية. سنفعل كل ما في وسعنا لوقف الإبادة الجماعية."

كما أدان بولانسكي الحظر الذي فرضته الحكومة على منظمة فلسطين أكشن باعتبارها منظمة إرهابية.

وقد صفق له الجمهور تصفيقاً حاراً عدة مرات. وكان من العجيب أنه لم ينهي خطابه بالقفز على المسرح.

'ليس لدينا خبراء علاقات عامة'

يُعتقد على نطاق واسع أن حزب الخضر قد تحول إلى حزب أكثر يسارية. إيما إدواردز، التي تقود مجموعة حزب الخضر في مجلس مدينة بريستول (أكبر مجالس المدينة)، أعطت وجهة نظر مختلفة.

فقد انضمت إلى الحزب في عام 2017 لإيمانها بالعدالة الاجتماعية، على حد تعبيرها، وقالت إن الحزب أصبح في الأساس أفضل في التعبير عن مواقفه الاقتصادية القوية الحالية. "لقد تم انتخاب زاك وكان قادرًا على التواصل، ليقول للجميع أن هذا ما نحن بصدده."

هذا لا يعني أنه لم تحدث تغييرات: "لقد زاد التنوع في السياسة. كما أن هناك الكثير من شباب حزب الخضر، وأصبح الحزب أكثر تنوعًا من الناحية العرقية."

والآن، يتعين على القدامى أن يتكيفوا مع زيادة بروز الحزب على المستوى الوطني. وقالت: "الناس في حزب الخضر مهووسون بشكل كبير العديد منهم لديهم خلفيات علمية أو هندسية. إنهم ينضمون إلى الحزب من أجل تحسين الأمور"

وأضافت: "هناك عدد قليل جدًا من السياسيين المحترفين. ليس لدينا خبراء في العلاقات العامة، لذا علينا أن نتعلم كيف نكون أذكياء سياسيًا."

ستكون المهمة الرئيسية للحزب في المستقبل هي الحفاظ على تحالف واسع معًا. وقالت إدواردز إن العديد من ناخبيها يركزون على القضايا الاقتصادية اليسارية أكثر من اهتمامهم بالبيئة، بينما يهتم الناس في بعض المناطق الريفية في الغالب "بإنقاذ الأشجار والمخاوف البيئية الصحيحة".

وقالت: "ينجذب الناس إلى أجزاء مختلفة من الحزب."

قال علي، نائب رئيس الحزب، أنه "قد يكون هناك بعض الأثرياء في الحزب، لكنهم أثرياء لديهم ضمير أخلاقي. إنهم يهتمون بالأشخاص الآخرين الذين ليسوا أثرياء مثلهم".

هل حزب الخضر كنيسة واسعة؟

في العامين الماضيين، أصبح الحزب بالتأكيد أكثر تنوعًا. وذلك في حديثٍ مع أسماء علم من جنوب مانشستر، وهي منسقة حملات حزب الخضر وعضو مجلسه التنفيذي.

لقد كانت مشغولة: فهي أيضًا رئيسة مشاركة لمجموعة الخضر المسلمين ومؤسسة حزب الخضر من أجل فلسطين.

وقالت إن قائمة بريد الخضر المسلمين تضم حوالي 300 شخص و 100 عضو نشط. وهي داعمة بشكل كبير لبولانسكي: "لقد كان زاك داعمًا جدًا للخضر المسلمين. إنه لطيف ومتواضع للغاية."

ووصفت علي بأنه "سياسي صادق حقيقي فهو يرتدي إيمانه على كمه".

وقالت: "لقد عاملته الصحافة كشرير عند انتخابه، لكن حزب الخضر وقف إلى جانبه. وهذا يعني كل شيء بالنسبة لي".

"وبعد مرور عام أصبح نائباً للزعيم. في أي حزب آخر يمكن أن يحدث ذلك"؟ كما قالت.

وتابعت: "أنا في الحزب الصحيح. هؤلاء هم جماعتي."

تشعر علم بقوة أن المسلمين لديهم بيت سياسي في الحزب، ويوافقها علي على ذلك. لكن الفضيحة الوحيدة خلال حملته الانتخابية كانت تتعلق برفضه التوقيع على تعهدات من قبل مجموعات مختلفة داخل الحزب، بما في ذلك تعهد بشأن حقوق المثليين.

قال علي مفسرًا قراره: "لدينا نظام ديمقراطي لصياغة السياسات، حيث يكون لجميع الأعضاء رأيهم وليس للجان محددة. يجب أن تكون لدينا مناقشات على مستوى الحزب."

وقال إن بعض أعضاء الخضر وصفوه بـ "المسلم الشرير" وقال "يجب اختبار كل مسلم".

إذًا ما مدى اتساع حزب الخضر؟

توقف علي للتفكير. "هل هناك أشياء لا يحبها الناس في المسلمين؟" "نعم، ولكن علينا أن نتجاوز خلافاتنا".

وتابع: "هناك بعض الأمور التي لن يتوافق فيها المسلمون واليهود والمسيحيون مع الملحدين. هل هذا يعني أنهم لا يستطيعون خوض معارك مشتركة؟"

وحول كيفية إلهام عقيدته الإسلامية لسياسته، يقتبس علي قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن خير الناس من يخدمون الآخرين.

وقال: "لقد رأيتني في الأرجاء أنا لا أبحث عن الأشخاص المهمين"، حيث شوهد كيف كان يتوقف للتحدث مع أي شخص يحييه أو يقدم نفسه.

"أي شخص هنا لا يقل أهمية عن أي شخص آخر. هذه هي الطريقة التي أحاول أن أقود بها، أن أعمل وأجلب الناس معي." قال علي.

العمل مع حزبك

يعتقد علي، مثل العديد من الأعضاء الآخرين، أن حزب الخضر يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في مكافحة اليمين المتطرف وإعادة تشكيل السياسة البريطانية.

ويشارك علي في رئاسة مجموعة الخضر المسلمين فيصل رضا خان، وهو المنسق الدولي للحزب وعضو لجنته التنفيذية.

وقد انضم إلى الحزب في نوفمبر 2023، بعد بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، لأنه يعتقد أن "الأحزاب الأخرى كانت تصنع الموافقة" على أفعال إسرائيل.

وقال: "لقد تجاوز زاك توقعاتي. لقد رسم خطًا قويًا في الرمال، وهو يعرض لنا رؤية بديلة لهذا البلد."

فائز حسن، الذي كان مديرًا لحملة علي، هو عضو سابق في حزب العمال، انضم إلى الحزب أثناء قيادة كوربين للحزب وغادره في عام 2020 بعد تولي كير ستارمر.

وهو منسق مشارك في الانتخابات في الحزب. قال حسن: "لقد بدأت العمل في حزب الخضر في يناير 2023، ولكن عندما بدأت الإبادة الجماعية أصبحت نشطًا جدًا في الحزب.

وقال: "أعتقد أن الطيف السياسي بأكمله قد انتقل إلى اليمين. هناك مساحة هائلة على اليسار. لكن التهديد من اليمين شديد لدرجة أننا بحاجة إلى حلفاء."

هل سيكون هذا هو حزب كوربين-سلطانة الجديد؟

"سيكون حزب الخضر مستعدًا للعمل مع حزبك". "التأخير الحقيقي هو إطارهم الزمني". قال.

وأضاف: "إذا لم يرشح حزبكم مرشحين في الانتخابات المحلية في مايو 2026، فإننا نأمل أن يتمكن نشطاء حملاتهم وناخبيهم من مساعدة حزب الخضر."

وفي الوقت نفسه، قالت علم إنها "حزينة" لأن حزبك "ليس حزبًا مناسبًا بعد، وليس منظمًا".

ومن وجهة نظرها، في الانتخابات المقبلة، يجب على حزب الخضر "أن يترشح فقط للمرشحين البارزين. يجب أن يستحقوا مقاعدنا".

ورفض علي نفسه الخوض في ما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاقات أم لا بين حزب الخضر وحزبك حول كيفية التعامل مع الانتخابات. وقال: "لقد أجرى زاك محادثات مع الكثير من الأشخاص".

وأضاف: "نحن لا نعرف كيف يبدو هذا الحزب الآخر. إذا ظهر بالفعل وكان هناك الكثير من التداخل، فسيتعين علينا إيجاد طريقة ما للعمل معًا للتأكد من أننا نستطيع إنشاء قوة فعالة."

ومع ذلك، في الوقت الحالي، بالنسبة للناخبين اليساريين، يبدو حزب الخضر أكبر وأجرأ عرض في المدينة.