سعر الذهب يسجل أعلى مستوى له على الإطلاق. إليك السبب

هناك تهافت على الذهب. وصل المعدن الثمين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق هذا الأسبوع.

حيث أغلق السعر الفوري للذهب يوم الثلاثاء فوق 2,514 دولارًا، وفقًا لبيانات شركة FactSet. وهذا هو أعلى سعر إغلاق مسجل للسلعة حتى الآن. إليك ما تحتاج إلى معرفته.

ما هو سعر الذهب اليوم؟

أغلق السعر الفوري للذهب يوم الثلاثاء عند ما يزيد قليلاً عن 2,514 دولارًا للأونصة التروي - وهو معيار قياس المعادن الثمينة، وهو ما يعادل 31 جرامًا. وهذا من شأنه أن يجعل سبيكة أو قالب ذهب يزن 400 أونصة تروي يساوي أكثر من مليون دولار اليوم.

ويعني هذا الارتفاع القياسي لهذا الأسبوع أن سعر الذهب قد ارتفع بمئات الدولارات للأونصة التروي خلال العام الماضي. ارتفع سعر يوم الثلاثاء بنحو 620 دولارًا عن هذا الوقت من عام 2023.

لماذا يرتفع سعر الذهب؟

هناك عدة عوامل وراء المكاسب الأخيرة.

غالبًا ما يأتي الاهتمام بشراء الذهب في أوقات عدم اليقين - مع وجود مخاوف محتملة بشأن التضخم وقوة الدولار الأمريكي، على سبيل المثال، مما يجعل البعض يبحث عن أماكن بديلة لوضع أموالهم. شهد الذهب أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19.

وقال جيوفاني ستونوفو، محلل السلع لدى يو بي إس غلوبال لإدارة الثروات العالمية، إن الدوافع الرئيسية لمكاسب الذهب الأخيرة كانت ضعف الدولار الأمريكي والتوقعات بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الشهر المقبل. ومع تركيز الاهتمام بشكل خاص على صحة سوق العمل، ستتجه جميع الأنظار إلى خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة في جاكسون هول بولاية وايومنغ.

وثمة عامل آخر يتمثل في الطلب القوي من البنوك المركزية - وهو حاليًا أعلى بكثير من متوسط الخمس سنوات، كما يشير جو كافاتوني، كبير استراتيجيي السوق في مجلس الذهب العالمي. ويقول كافاتوني إن هذا "يعكس القلق المتزايد بشأن التضخم والاستقرار الاقتصادي". كما أشار أيضًا إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة، من بين عوامل أخرى، والتي دفعت البعض إلى شراء المزيد من الذهب مؤخرًا.

وقد غذت الحروب في أوكرانيا وغزة بشكل ملحوظ حالة عدم اليقين في جميع أنحاء العالم. كما أن العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، في خضم عام انتخابي مضطرب - وهو ما قد يكون حاسمًا بالنسبة للسياسة الاقتصادية المستقبلية.

هل يستحق الذهب الاستثمار؟

يصفه المدافعون عن الاستثمار في الذهب بأنه "ملاذ آمن"، بحجة أن هذه السلعة يمكن أن تعمل على تنويع وتوازن محفظتك الاستثمارية، فضلاً عن تخفيف المخاطر المحتملة في المستقبل. كما يشعر البعض بالارتياح في شراء شيء ملموس لديه القدرة على زيادة قيمته بمرور الوقت.

يتوقع فريق ستاونوفو في UBS أن يصل سعر الذهب إلى 2,600 دولار بحلول نهاية هذا العام - و2,700 دولار بحلول منتصف عام 2025. يرى بنك UBS أن انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية وضعف الدولار يدعمان التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، أو الصناديق المتداولة في البورصة، وبالتالي زيادة الطلب على الاستثمار.

ومع ذلك، فإن المكاسب المستقبلية ليست واعدة أبدًا، ولا يتفق الجميع على أن الذهب استثمار جيد. يقول المنتقدون إن الذهب ليس دائمًا وسيلة تحوط من التضخم كما يقول الكثيرون - وأن هناك طرقًا أكثر كفاءة للحماية من الخسارة المحتملة لرأس المال، مثل الاستثمارات القائمة على المشتقات.

كما سبق أن حذرت لجنة تجارة السلع الآجلة الناس من الاستثمار في الذهب. وقالت الهيئة إن المعادن الثمينة يمكن أن تكون شديدة التقلب، وترتفع أسعارها مع ارتفاع الطلب - وهذا يعني أنه "عندما يكون القلق الاقتصادي أو عدم الاستقرار الاقتصادي مرتفعًا، فإن الأشخاص الذين يستفيدون عادةً من المعادن الثمينة هم البائعون".

وتضيف اللجنة أنه إذا اخترت الاستثمار في الذهب، فمن المهم أن تثقف نفسك بشأن ممارسات التداول الآمنة وأن تكون حذراً من عمليات الاحتيال والتزوير المحتملة في السوق.