معاناة الفلسطينيين في غزة تحت وطأة الشتاء القاسي
توفي 17 فلسطينيًا في غزة نتيجة الظروف الشتوية القاسية، بما في ذلك أطفال. تتزايد المطالبات بفتح المساعدات الإنسانية وسط نقص حاد في الأدوية والمياه. الوضع يزداد سوءًا، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.

توفي ما لا يقل عن 17 فلسطينيًا بسبب ظروف الشتاء القاسية في غزة، مما أدى إلى تجدد المطالبات لإسرائيل بالسماح بدخول الإغاثة الإنسانية.
وكانت آخر حالة وفاة هي وفاة الرضيع سعيد سعيد عابدين، وهو رضيع يبلغ من العمر شهرًا واحدًا توفي نتيجة انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم.
وعابدين هو واحد من أربعة أطفال توفوا بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة منذ بداية العاصفة بايرون الأسبوع الماضي، والتي اجتاحت القطاع في سيل من الأمطار والفيضانات والدمار.
وقد حذر مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية من الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع المحاصر، مؤكداً أن الأطفال معرضون لخطر كبير جراء القصف الإسرائيلي المستمر ودرجات الحرارة المتجمدة وانتشار الأمراض.
وأشار سلمية إلى وجود نقص صارخ في الأدوية، حيث أن أكثر من نصف الأدوية الحيوية غير متوفرة.
وأضاف أن هذه الظروف تضاعف من خطر تفشي الأمراض بين سكان غزة، خاصة في ظل الوضع البيئي والإنساني المتردي أصلاً.
كما دقت أجراس الإنذار من قبل بلدية غزة التي سلطت الضوء على أزمة النفايات المتفاقمة في غزة والتي تشكل خطرًا كبيرًا على صحة السكان في القطاع.
وقد تراجعت خدمات جمع النفايات بشكل كبير بسبب نقص الوقود الذي يدخل القطاع المحاصر.
وعلى مدار أكثر من عامين، فرضت إسرائيل قيودًا على إدخال البضائع إلى غزة، ولم تدخل سوى إمدادات محدودة في إطار المساعدات الدولية وحتى تلك التي دخلت بعد ضغوط دبلوماسية شديدة.
وقد استهدفت إسرائيل مرارًا وتكرارًا الكثير من البنى التحتية والمباني في القطاع، مما أدى إلى تدمير ما يقرب من 80% من المباني.
وقد أدى ذلك إلى حرمان سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة من الحصول على إمدادات المياه النظيفة والغذاء والمأوى والرعاية الصحية والملابس والوقود.
مطلب متزايد لإسرائيل بإنهاء حظر المعونة
دعا بيان مشترك صادر عن وكالات الأمم المتحدة الرائدة وأكثر من 200 منظمة غير حكومية يوم الأربعاء المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات فورية وملموسة" لدفع إسرائيل إلى وقف إعاقتها للمساعدات.
وجاء في البيان: "إن عملية إعادة التسجيل الجارية وغيرها من العوائق التعسفية للعمليات الإنسانية قد تركت ما قيمته ملايين الدولارات من الإمدادات الأساسية بما في ذلك المواد الغذائية والطبية ومواد النظافة والمساعدات الخاصة بالمأوى عالقة خارج غزة وغير قادرة على الوصول إلى المحتاجين."
وحذرت من أن الحصار الإغاثي سيكون له "عواقب بعيدة المدى" على مستقبل القطاع، لا سيما خلال فصل الشتاء.
وأضاف البيان: "تكرر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التأكيد على أن وصول المساعدات الإنسانية ليس اختيارياً أو مشروطاً أو سياسياً". "إنه التزام قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي، لا سيما في غزة حيث فشلت إسرائيل في ضمان إمداد السكان بالإمدادات الكافية".
ووفقًا لآخر تقرير عن الوضع صادر عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوم الأربعاء، تواصل السلطات الإسرائيلية منع الوكالة من إدخال موظفي المساعدات الإنسانية والمساعدات إلى قطاع غزة بشكل مباشر.
وقد انهار أكثر من عشرة مبانٍ آيلة للسقوط منذ بدء هطول الأمطار الغزيرة الأسبوع الماضي، وفقًا للمتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل.
وأشار إلى أن الطواقم استجابت للأضرار التي لحقت بأكثر من 90 مبنى، العديد منها آيل للسقوط جزئياً، وتلقت أكثر من 5,000 نداء استغاثة في أقل من شهر.
وقد غمرت المياه حوالي 90 بالمائة من الملاجئ في جميع أنحاء قطاع غزة، وفي بعض الحالات جرفتها التيارات أو الرياح، تاركةً آلاف العائلات دون ممتلكاتها.
في العديد من المقاطع المتداولة على الإنترنت، يمكن رؤية الخيام وهي تتطاير بينما يكافح الفلسطينيون لإبقائها في مكانها. وتظهر لقطات أخرى خيامًا وملاجئ ومستشفيات ومركبات وشوارع غمرتها المياه بالكامل تقريبًا.
ويظهر أحد [مقاطع الفيديو انهيار جدار إسمنتي على خيمة تأوي نازحين فلسطينيين في حي تل الهوى في مدينة غزة، وهو ما تكرر في الأسبوع الماضي وتسبب في وفاة عدد من الأشخاص.
ويؤدي تراكم مياه الأمطار إلى تفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين المقيمين في الخيام أو المباني المتهالكة، حيث أن النقص الملحوظ في شبكات الصرف الصحي المتهالكة يشكل مخاطر إنسانية على قطاعي البيئة والصحة.
ولا تزال عمليات القصف والهدم الإسرائيلية مستمرة رغم وقف إطلاق النار. وقد لاحظت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (أونروا) أن العديد من المنشآت قد تعرضت للقصف، مما تسبب في وقوع العديد من الوفيات والإصابات في خضم العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وقد أسفرت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ عامين عن استشهاد أكثر من 70,669 شخصاً، أكثر من 20,000 منهم من الأطفال. وهناك آلاف آخرون في عداد المفقودين والمفترض أنهم ماتوا.
أخبار ذات صلة

ألمانيا توافق على صفقة أسلحة لإسرائيل بقيمة 3.1 مليار دولار رغم مجازر غزة

شرطي إسرائيلي يعتدي على حارس أمن فلسطيني خلال مباراة كرة قدم

استشهاد أسير فلسطيني في الحجز الإسرائيلي وسط زيادة في حالات الوفاة المرتبطة بالتعذيب
