أزمة إنسانية خانقة في غزة تهدد الأرواح
أُجبرت مستشفيات غزة على الإغلاق بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة، مما يعرض حياة المرضى للخطر. الوضع الصحي يزداد سوءًا مع نقص الوقود والمجاعة. لا يوجد مكان آمن في غزة، والكارثة الإنسانية تتفاقم.

أُجبر مستشفى لطب الأطفال ومستشفى للعناية بالعيون في مدينة غزة على الإغلاق بعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك القصف المباشر لأحد المرافق ومحيطه.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الاثنين أن مستشفى العيون هو المرفق العام الوحيد الذي يقدم خدمات رعاية العيون في مدينة غزة، بينما يقدم مستشفى الرنتيسي للأطفال خدمات طب الأطفال غير المتوفرة في أي مكان آخر.
وقالت الوزارة في بيان لها: "لا توجد طرق آمنة للوصول إلى المستشفيات والمرافق الطبية، مما يمنع المرضى والجرحى من الحصول على الرعاية".
وأضاف البيان: "إن الاحتلال يستهدف بشكل متعمد وممنهج نظام الرعاية الصحية في مدينة غزة كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد سكان قطاع غزة".
وحذرت الوزارة يوم الثلاثاء الماضي من أن النظام الصحي في غزة "يلفظ أنفاسه الأخيرة" بسبب نقص الوقود الناجم عن الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية.
وذكرت الوزارة أن "كل محاولات إنقاذ ما تبقى قد تبوء بالفشل تحت وطأة التدمير الممنهج للمستشفيات والخدمات الصحية".
وقد تتوقف الأقسام الحيوية عن العمل في غضون أيام إذا لم يتم تجديد إمدادات الوقود بشكل عاجل في القطاع الفلسطيني الذي ضربته المجاعة.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تتوغل فيه الدبابات الإسرائيلية في عمق غزة، حيث وصلت إلى المنطقة القريبة من مستشفى الشفاء في قلب المدينة. وجاء هذا التقدم في أعقاب القصف العنيف على قطاع غزة.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد 20 شخصاً على الأقل يوم الثلاثاء حتى الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية قبل نحو عامين، استشهد أكثر من 65,000 شخص بينهم نحو 20,000 طفل.
أكثر من 80% من الشهداء هم من المدنيين، وفقًا للبيانات المسربة من الجيش الإسرائيلي.
لا يوجد مكان آمن
وسط القصف المتواصل والهجمات البرية في مدينة غزة، ناشدت البلدية المحلية "التدخل العاجل لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة".
وقالت البلدية إن "تهديد الاحتلال باجتياح شامل لمدينة غزة يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويعرض حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر".
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 12 من منشآتها في مدينة غزة تضررت جراء الغارات الجوية في الفترة ما بين 11 و 16 أيلول/سبتمبر، حيث كثفت إسرائيل هجماتها قبيل الاجتياح البري.
وشملت المرافق المستهدفة تسع مدارس ومركزين صحيين يؤويان أكثر من 11,000 شخص.
وقالت منظمة أونروا يوم الثلاثاء: "يواجه الناس في مدينة غزة القصف اليومي والمجاعة وتضرر سبل البقاء على قيد الحياة".
وأضافت: "وضعت القوات الإسرائيلية المدينة بأكملها تحت أمر النزوح، لكن الناس ليس لديهم مكان يذهبون إليه. لا يوجد مكان آمن في غزة."
وفي جنوب قطاع غزة، أعلن مجمع ناصر الطبي يوم الثلاثاء عن وفاة ثلاثة أطفال بسبب سوء التغذية ونقص العلاج.
وقد توفي ما لا يقل عن 440 شخصًا بسبب سوء التغذية في غزة في ظل المجاعة التي فرضتها إسرائيل، من بينهم 147 طفلًا على الأقل.
أخبار ذات صلة

عدة دول تعهدت باتخاذ ست خطوات "ملموسة" ضد إسرائيل في قمة بوغوتا

إسرائيل ترحل غريتا ثونبرغ وتواصل احتجاز ثمانية ناشطين من مدلين

تحرير أكثر من 600 أسير فلسطيني مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق غزة
