أزمة المياه في غزة تهدد حياة السكان النازحين
تجاوزت درجات الحرارة في غزة 40 درجة مئوية، مما زاد من خطر الجفاف وانتشار الأمراض. نقص المياه والمأوى يعمق الأزمة الإنسانية، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن الوضع المتدهور. الوضع يتطلب تحركاً عاجلاً.

مع تجاوز درجات الحرارة في قطاع غزة 40 درجة مئوية، دقت السلطات الصحية والمنظمات الحقوقية ناقوس الخطر من تزايد حالات الجفاف وانتشار الأمراض.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور لها على موقع X من أن الحرارة الحارقة "تزيد من سوء الوضع البائس أصلاً".
وأشارت الوكالة إلى محدودية إمدادات المياه في جميع أنحاء القطاع المحاصر، حيث تواصل إسرائيل حصارها المستمر منذ أشهر على القطاع.
وقالت: "يستمر القصف والتهجير القسري. وفي ظل محدودية الكهرباء والوقود، لا يوجد ما يخفف من الحر الشديد". "يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار".
يواجه قطاع غزة نقصًا حادًا في المياه بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر والتي تستهدف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، بما في ذلك محطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحي.
فالقطاع المحاصر الذي كان يعاني أصلاً من أزمة مياه قبل الإبادة الجماعية التي استمرت قرابة 700 يوم لديه الآن أقل من أربعة في المئة من المياه العذبة التي يحتاجها، مع تلوث مياه البحر المحيطة به بمياه الصرف الصحي.
وكان المكتب الإعلامي لحكومة غزة قد قال في وقت سابق إن مثل هذه الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى "تحويل المياه إلى أداة للإبادة الجماعية وسلاح للقتل البطيء".
وعلاوة على ذلك، فإن أوامر الطرد التي صدرت في الأسابيع الأخيرة جعلت الفلسطينيين النازحين عرضة للجفاف.
وقد حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أواخر تموز/يوليو من أن أوامر التهجير هذه تستهدف مصادر المياه النظيفة، حيث أنها طالت مناطق تضم بنية تحتية حيوية للمياه.
من بينها محطة تحلية المياه في جنوب قطاع غزة، وهي مصدر رئيسي لمياه الشرب للنازحين في المواصي. تخدم المحطة مئات الآلاف من الأشخاص، وتنتج حوالي 2,500 متر مكعب من المياه يوميًا.
وقال ستيفان دوجاريك للصحفيين: "اعتبارًا من أوائل شهر تموز/يوليو، تقع 80 في المائة من مرافق الصرف الصحي والنظافة الصحية في المنطقة العسكرية الإسرائيلية أو في المناطق التي تم وضعها تحت أوامر النزوح".
نقص الملاجئ وانتشار الأمراض
ما يزيد من تفاقم مشكلة الجفاف هو عدم وجود مأوى مناسب لغالبية السكان النازحين في غزة.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الحظر الإسرائيلي على دخول مواد الإيواء، بما في ذلك الخيام، ساري المفعول منذ خمسة أشهر على الأقل.
وعلاوة على ذلك، استهدف القصف المستمر معظم مباني غزة، حيث بلغ إجمالي عدد المباني المتضررة أو المدمرة 192,812 مبنى تم تحديدها في صور الأقمار الصناعية الأخيرة، والتي تشكل ما يقرب من 80 في المائة من إجمالي المباني في القطاع المحاصر.
وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أنه إذا تقدمت العملية الإسرائيلية التي أعلنت عنها إسرائيل مؤخراً لاحتلال غزة بالكامل، فإن "آلاف الأسر التي تعاني أصلاً من ظروف إنسانية مروعة قد تندفع إلى حافة الهاوية".
وأضاف تحديث "أوتشا": "لقد نزح جميع سكان غزة تقريبًا مرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب، وغالبًا ما تكون الملاجئ المؤقتة التي تمكنوا من ارتجالها أو الحصول عليها إما بالية أو تم التخلي عنها في خضم الاندفاع للفرار".
وأكد الهلال الأحمر في غزة أن "أكثر من 90% من سكان القطاع يعيشون في الخيام ويعانون من الحر الشديد"، الأمر الذي "تسبب في ظهور الأمراض في مخيمات النزوح"، في ظل تعمد إسرائيل "إعادة تدوير النزوح في القطاع، مما اضطر السكان إلى التنقل في ظروف قاسية".
وأشار مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، إلى تفشي الأمراض الجلدية المنتشرة بسبب الطقس الحار، محذراً من أن الحر الشديد ونقص مياه الشرب يؤثران على صحة المدنيين من كافة الأعمار.
وأضاف أبو سلمية أن القطاع الصحي يمر "بأسوأ مراحله" في ظل استمرار إسرائيل في تجويع سكان غزة وإبادة جماعية لسكان القطاع، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 61,776 شخصًا وإصابة 154,906 فلسطينيًا آخرين منذ 7 أكتوبر 2023.
أخبار ذات صلة

ترامب يشبه ضربات إيران بقصف هيروشيما ويقول: 'لقد أنهت الحرب'

بينما يستمتع ترامب بتصفيق العرب في الخليج، ترتكب إسرائيل مجازر بحق الأطفال في غزة

غضب ووضوح: الفلسطينيون يصفون الدمار في شمال غزة
