طفلة غزة تحارب الألم والحرمان في خيمة
هالة، طفلة من غزة، تعاني من آثار الحرب والجوع. بعد إصابتها، فقدت شعرها وأحلامها. تعيش عائلتها في ظروف قاسية، تطالب بالأساسيات. قصة مؤلمة تعكس معاناة الأطفال في غزة. انضموا إلينا لمشاركة صوتهم.

كانت هالة شكري دهيليز البالغة من العمر اثني عشر عامًا تلعب مع أصدقائها على أرجوحة في غزة ذات مساء خلال شهر رمضان، بينما كانت أصوات الحرب المستمرة تحتدم في الخلفية.
وفجأة، انفجر صاروخ إسرائيلي بالقرب من الأرجوحة. لوت قوته السلاسل المعدنية حول رأسها، مما أدى إلى تمزيق أجزاء من فروة رأسها مع شعرها.
وتتذكر قائلة: "علق شعري بالأرجوحة". "أُزيل جلد رأسي. تم نقلي إلى المستشفى. بقيت هناك لمدة شهرين، لكنهم لم يتمكنوا من علاجي. وازدادت الالتهابات والتقرحات سوءًا".
في اليوم الأول الذي أجروا فيه الجراحة، استخدموا 175 غرزة لإغلاق فروة رأسها.
تقول هالة: "استيقظت ورأيت نفسي بدون شعر. أصبت بانهيار وأغمي عليّ. حاول والداي طمأنتي". قالا لي: "لا تخافي. ستسافرين وتتلقين العلاج. سوف ينمو شعرك مرة أخرى. لكنني ظللت أبكي""
قبل التفجير، كانت هالة تستعد للعيد بحماس شديد.
قالت وصوتها ينكسر: "كنت قد اشتريت ربطات لشعري وملابس العيد".
وأضافت: "لكنني قضيت العيد في سرير المستشفى. لم أشعر بالفرحة. لم أرتدي الملابس. كنت فقط... هناك".
"لقد نزحنا ست مرات
يتحدث شكري عمر عيد دهيليز، والد هالة، بتعب رجل يتحمل ما لا يطاق.
"نحن في الأصل من رفح. لقد نزحنا ست مرات. تعرض منزلنا للقصف والهدم. في كل مكان ذهبنا إليه، لم نتمكن من البقاء سوى 20 يومًا، أو شهرًا، وأحيانًا شهرين. نحن الآن في خان يونس، المواسي، نعيش في خيمة بالقرب من البحر".
تقع خيمتهم على أرض مستأجرة "بالكاد يستطيعون تحمل تكاليفها".
قال شكري: "الشتاء يجلب الفيضانات داخل الخيمة. الصيف لا يطاق. لا توجد كهرباء ولا ألواح شمسية. حتى الطعام الأساسي مفقود".
لا يوجد خبز. لا دواء. لا أمان.
وأضاف: "لا تستطيع هالة حتى تناول المسكنات". "إنها تحتاج إلى تناول الطعام قبل تناولها، لكن لا يوجد طعام. نحن نعيش على المساعدات" معظمها حساء العدس. يحصل كل طفل على طبق صغير واحد في اليوم. هذا كل شيء".
وتابع: "نحن عائلة مكونة من سبعة أفراد. في بعض الأيام نحصل على قطعتين فقط من الخبز. نقسمها فيما بيننا. الأطفال يبكون من أجل الطعام. ليس لدي ما أعطيهم. إنها قسوة لا ينبغي أن يواجهها أي والد. طفلي يستجدي الخبز وأنا لا أستطيع توفيره. في بعض الأحيان، نرغب في الموت بدلاً من مواصلة هذه الحياة في غزة".
مرآة بلا انعكاس
ينحصر روتين هالة اليومي الآن داخل خيمة خانقة. وهي تعزل نفسها عن الأطفال الآخرين الذين يتفاعلون مع رأسها المشوه بالارتباك والخوف.
"عندما أحاول الخروج، يسألني الأطفال لماذا ليس لدي شعر. فيشعرون بالخوف. لذا أبقى في الداخل. ألعب وحدي. أحاول الكتابة والرسم بنفسي"، قالت بهدوء.
وأضافت: "أقف كل يوم أمام المرآة محاولةً تمشيط شعري. لكن لا يوجد شعر لأمشطه".
كانت هالة طالبة متفوقة، وكانت تحلم بأن تصبح طبيبة، أحلامها توقفت الآن بسبب الصدمة والألم الجسدي للجروح التي لم تعالج.
تتذكر: "كنت دائمًا الأولى في صفي". "كنت أستيقظ مبكرًا وأمشط شعري وأذهب إلى المدرسة ثم ألعب مع أصدقائي. والآن، لا أذهب إلى المدرسة. أنظر في المرآة ولا أرى سوى الخسارة".
لا تزال تحتفظ بخصلة من شعرها البني الطويل، كتذكار لما كانت عليه، وما تأمل أن تصبح عليه مرة أخرى.
تقول: "أريد أن أسافر إلى الخارج وأتلقى العلاج. أريد أن أستعيد شعري مرة أخرى. أريد أن ألعب مع أصدقائي. أريد أن أشعر بالجمال مرة أخرى".
'غزة تتضور جوعاً حتى الموت'
يتحدث والد هالة بحسرة عن العذاب اليومي والمجاعة المتزايدة التي أدت في الأسابيع الأخيرة إلى تزايد عدد الوفيات بسبب سوء التغذية والجفاف.
يقول: "لا يوجد طحين ولا أرز ولا حليب ولا خضروات. حتى عندما يكون هناك طعام في السوق، فإن الأسعار مرتفعة للغاية بالنسبة لنا. طفلي البالغ من العمر أربع سنوات يبكي من أجل الخبز. لا أستطيع تحمل ذلك".
ويروي كيف انكمشت حياتهم في دائرة قاسية من الخوف والجوع والعجز.
ويضيف: "القنابل تتساقط باستمرار. الأطفال يصرخون في رعب. غزة في حالة كارثة. نحن عاطلون عن العمل. الحدود مغلقة. لا مساعدات تصلنا. كآباء، نطالب العالم بالتحرك. يجب أن تتوقف هذه الإبادة الجماعية".
ويتابع: "نحن لا نطالب بالرفاهية. نحن نطالب بالأساسيات، الخبز والماء والدواء. نحن نطالب بفرصة لأطفالنا للعيش".
قصة هالة ليست مأساة معزولة. إنها واحدة من عشرات الآلاف من الأطفال الذين أصيبوا أو استشهدوا في الحرب التي قضت على المنازل والمدارس والملاعب، وكذلك على عائلات بأكملها.
وقد أعاق إغلاق الحدود أي محاولة لإجلائها لتلقي العلاج. ويحاول والداها، وكلاهما مصابان في هجمات منفصل، في محاولة يائسة للعثور على شاش معقم ومياه نظيفة وطعام لدعم شفائها.
تقول والدتها ميادة: "إنها تحتاج إلى رعاية طبية يومية". "إنها تبكي كل يوم، وتتذكر شعرها. لا يزال رأسها مليئًا بالقروح والالتهابات. إذا لم تخرج قريبًا، سيزداد الأمر سوءًا".
على الرغم من كل شيء، قالت هالة إنها لا تزال تحلم بسرير في مستشفى في بلد أجنبي حيث سيساعد الأطباء فروة رأسها على الشفاء. تحلم بتسريح شعرها وحتى أن تصبح طبيبة يوماً ما.
تقول هالة: "أتمنى أن يسمعني العالم. أتمنى أن يساعدني أحد في السفر. أريد استعادة شعري. أريد أن أكون جميلة مرة أخرى".
أخبار ذات صلة

غزة: إسرائيل تقتل أكثر من 130 فلسطينيًا خلال 24 ساعة

الضربات الأمريكية على إيران: كيف كانت ردود فعل العالم

شاهد على قصف خيمة الإعلام: "قمنا بكل شيء لإنقاذ منصور"
