ماكرون يتفقد القوات الأوكرانية في معسكر عسكري فرنسي قبيل لقائه مع زيلينسكي

تفقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدريب القوات الأوكرانية في معسكر عسكري في شرق فرنسا يوم الأربعاء، في استعراض للدعم قبل يوم واحد من سفر الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى باريس في إطار جولة أوروبية تهدف إلى تشجيع الدعم لخطته للانتصار.

وكان هذا أول لقاء لماكرون مع بعض من القوات الأوكرانية التي دربتها فرنسا منذ الغزو الروسي الشامل في فبراير/شباط 2022، والبالغ عددها 15 ألف جندي أوكراني، بما في ذلك عدة آلاف خضعوا لدورات تدريبية في بولندا.

يأمل زيلينسكي أن يقنع حلفاء أوكرانيا بتبني خطة النصر التي لم يقدمها علنًا. وتأمل أوكرانيا أيضًا أن يوافق شركاؤها الغربيون على طلباتها المتكررة باستخدام الأسلحة بعيدة المدى التي يقدمونها لضرب أهداف على الأراضي الروسية. ويلتقي زيلينسكي بالقادة الأوروبيين هذا الأسبوع.

وقال مكتب ماكرون إن ماكرون سيجتمع مع زيلينسكي بعد ظهر يوم الخميس في قصر الإليزيه الرئاسي "لإعادة تأكيد تصميم فرنسا على تقديم الدعم الثابت لأوكرانيا والشعب الأوكراني، على المدى الطويل ومع جميع شركائها".

اللواء الأوكراني الذي زاره ماكرون يجري تجهيزه وتسليحه من قبل فرنسا لنشره على الخطوط الأمامية. ولأسباب أمنية، قال مكتب ماكرون إنه لا يمكن الإبلاغ عن الموقع المحدد للقاعدة لأسباب أمنية.

يقوم العسكريون الفرنسيون بتعليم الجنود الأوكرانيين كيفية استخدام وصيانة الأسلحة التي زودتهم بها فرنسا وتعريضهم لظروف شبيهة بالقتال مع الإجهاد والضوضاء والطائرات بدون طيار. وقد تم حفر الخنادق باستخدام أساليب وتخطيطات مشابهة لتلك الموجودة في أوكرانيا.

وسيطلق على القوة الجديدة اسم رمزي هو "لواء آن دي كييف"، نسبة إلى أميرة كييف التي أصبحت ملكة فرنسا عام 1051 بعد زواجها من الملك هنري الأول. ويشارك حوالي 1500 عسكري فرنسي في تدريب اللواء على مدار عدة أشهر.

سيتكون اللواء الأوكراني رقم 155 في نهاية المطاف من 4,500 جندي. ومن بين هؤلاء، يجري تدريب 2300 منهم في فرنسا، ويشكلون ثلاث كتائب من المشاة، بالإضافة إلى مهندسين وفرق مدفعية وغيرهم من المتخصصين. وستتولى أوكرانيا تدريب كتائب اللواء الأخرى.

وبعد اجتماعه مع قائد اللواء الأوكراني، تحدث ماكرون مع عشرات الجنود.

وقال العقيد الفرنسي المشرف على التدريب: "يحرز الجنود الأوكرانيون تقدماً أسرع مما توقعنا". ولا يمكن الكشف عن هويته إلا باسمه الأول، بول، تماشياً مع قواعد الأمن العسكري.

وقال مكتب ماكرون إن اللواء سيحصل على 128 ناقلة جنود مدرعة و18 قطعة مدفعية من طراز "سيزار" و18 دبابة خفيفة من طراز "إيه إم إكس"، بالإضافة إلى صواريخ ميلانو المضادة للدبابات والشاحنات الثقيلة. وقد تعهد ماكرون بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا هذا العام تصل قيمتها إلى 3 مليارات يورو (3.3 مليار دولار).

كما كان الهدف من تفقد القوات الأوكرانية هو تسليط الضوء على أن نفوذ ماكرون في الشؤون الدفاعية والخارجية لا يزال سليماً إلى حد كبير، على الرغم من تغير السياسة في فرنسا الذي أضعف نفوذه في الشؤون الداخلية.

فقد أدى قراره بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مفاجئة في يونيو إلى نتائج عكسية، مما تركه مع حكومة أقلية وعزز من نفوذ المعارضين في البرلمان.

وقد نجت الحكومة يوم الثلاثاء من تصويت بحجب الثقة، وهو أول ما يهدد بتكرار جهود خصوم ماكرون لإسقاط رئيس الوزراء ميشيل بارنييه في الأشهر المقبلة.

وانضم إلى ماكرون وزيرا الدفاع الفرنسي والأوكراني سيباستيان ليكورنو ورستم أوميروف في مراقبة القوات.