كوربين يتهم ناندي بالتحريف في قضية حظر المشجعين

اتهم زعيم حزب العمال السابق والنائب المستقل جيريمي كوربين وزيرة الثقافة ليزا ناندي بالإدلاء بتصريحات "مضللة بشكل صارخ" في البرلمان بشأن منع مشجعي مكابي تل أبيب من المشاركة في مباراة نوفمبر ضد أستون فيلا.

وتأتي رسالة كوربين في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة الغارديان تفاصيل معلومات الشرطة الاستخباراتية التي أدت إلى الحظر، والتي تتناقض بشكل مباشر مع تصريحات ناندي ووزراء آخرين في الحكومة، بمن فيهم رئيس الوزراء كير ستارمر.

وقد دعا وزراء من حزب العمال إلى إلغاء الحظر، الذي نددوا به ووصفوه بأنه معادٍ للسامية.

استنتجت استخبارات الشرطة أن الخطر الأكبر للعنف جاء من مشجعي مكابي تل أبيب.

وجاء هذا التقييم من معلومات استخباراتية قدمتها الشرطة الهولندية التي أخبرت نظيرتها البريطانية أن مشجعي مكابي هاجموا مسلمين عشوائيًا في أمستردام في مباراة في نوفمبر.

وأشارت شرطة ويست ميدلاندز إلى أن بعض السكان اليهود المحليين أيدوا الحظر بسبب المشاكل التي يمكن أن تنشأ إذا ما جاء المشجعون وشنوا هجمات على السكان في برمنجهام.

ورأت الشرطة أيضًا أن هناك خطرًا من أن يؤدي العنف الذي بدأه مشجعو مكابي إلى أعمال انتقامية من السكان المحليين.

وفي حديثها في البرلمان يوم الاثنين، انتقدت وزيرة الثقافة ناندي الاقتراحات بأن الحظر كان بسبب سلوك مشجعي النادي الإسرائيلي.

وقالت بفظاظة إن القرار "يستند في جزء كبير منه إلى الخطر الذي يشكله هؤلاء المشجعين الذين يحضرون من مشجعي مكابي تل أبيب، لأنهم إسرائيليون ولأنهم يهود".

وفي رسالة إلى ناندي مساء الثلاثاء، أعرب كوربين عن "خيبة أمله العميقة" من تعليقاتها.

كان كوربين قد أصر في المجلس يوم الاثنين على أن الحظر "لا يتعلق مطلقًا بحظر اليهود" وأن "الجميع سواء كانوا يهودًا أو مسلمين أو أي شيء آخر يجب أن يكونوا آمنين للسير في شوارع هذا البلد".

وكانت ناندي قد ردت بأنه "قد يوضح هذه النقطة للأشخاص الذين يرتبط بهم الآن على يساره ويمينه زملاء كوربين من النواب المستقلين، وهم مسلمون، لأن هذا ليس ما سمعناه منهم في الأسابيع القليلة الماضية".

"تحريف مخزٍ"

في رسالته، اتهم كوربين ناندي بـ "التحريف المخزي لآراء زملائي" وطالبها "بالعودة إلى مجلس العموم" للتراجع عن تعليقاتها.

"يعمل زملائي المستقلون في البرلمان أيوب وزارا وإقبال وشوكت وعدنان بجد لخدمة الناس من جميع الأديان وغيرهم في مجتمعاتهم". قال كوربين.

وفي البرلمان، استنكر النائب المستقل أيوب خان ما وصفه بـ "التحرك المتعمد والمخادع من قبل الكثيرين لجعل الأمر يتعلق بحظر اليهود، والخلط بين مسائل الشرطة ومسائل الدين".

وأشار إلى سجل مشجعي مكابي تل أبيب الموثق جيدًا في أعمال العنف في المدن الأوروبية.

وردت ناندي بالقول: "من المخادعة تمامًا أن تقول أنك تحترم التماسك والاندماج عندما تسعى إلى التفرقة والإقصاء".

وقال خان: "إن الرواية الكاذبة التي يبثها أعضاء البرلمان ووسائل الإعلام قد عرضتني وأفراد عائلتي للخطر.

وأضاف: "من الواضح أنني أدافع عن المساواة وعزل الدول المسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان."

'نحن نتعرض للاستفراد'

في البرلمان، زعمت ناندي أيضًا إلى أن إقبال محمد وهو نائب مستقل آخر كان يتصرف "بطريقة معادية للسامية".

وكان محمد قد ندد "بالخلط بين معاداة السامية وحظر مشجعي كرة القدم الذين يصادف أنهم من إسرائيل".

وقال خان: "يتم استهدافنا فقط لأننا مسلمون".

وتابع: "لو كان رئيس الشرطة الذي دافع عن الحظر مسلمًا، يا إلهي ألم يكونوا ليذهبوا إليه".

وقال عدنان حسين، وهو زميله النائب المستقل: "العداء الذي واجهته أنا وزملائي في المجلس... كان مروعًا".

وأضاف: "لقد واجهت قدرًا كبيرًا من العنصرية والإسلاموفوبيا والتهديدات المقنعة".

وكان نادي مكابي تل أبيب قد أعلن ليلة الاثنين أنه قرر عدم بيع أي تذاكر لمشجعيه لمباراة 6 نوفمبر ضد أستون فيلا في مدينة برمنجهام الإنجليزية.

ولدى مشجعي مكابي سجل طويل من استخدام خطاب الكراهية والتسبب في العنف والاضطراب في المدن الأوروبية.

وقد حظر مجلس مدينة أمستردام مؤخرًا مكابي تل أبيب من العاصمة الهولندية بعد أن تسبب مشجعو النادي في إحداث فوضى من خلال إثارة الفوضى في المدينة في نوفمبر قبل وبعد مباراة الفريق في الدوري الأوروبي ضد أياكس.