الأمم المتحدة تدعو لإجراء تحقيق شامل في جميع عمليات القتل خلال الاضطرابات في بنغلاديش

دعا مسؤول كبير في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إلى إجراء تحقيق شامل في جميع عمليات القتل وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الاضطرابات العنيفة التي سبقت وبعد سقوط رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة.

واختتم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك زيارة استمرت يومين إلى بنغلاديش يوم الأربعاء، في الوقت الذي تخوض فيه حكومة مؤقتة برئاسة محمد يونس الحائز على جائزة نوبل تحديات لإرساء النظام في البلاد.

أنهت حسينة حكمها الذي استمر 15 عامًا عندما هربت من البلاد إلى الهند في 5 أغسطس/آب بعد أن تحولت مظاهرة قادها الطلاب إلى حركة احتجاجية مناهضة للحكومة في يوليو/تموز. وقُتل المئات من الطلاب ومسؤولي الأمن وغيرهم خلال الاحتجاجات، وبعد سقوط حسينة قُتل مئات آخرون بمن فيهم أنصار حسينة في هجمات انتقامية أو في أعمال عنف غوغائية في جميع أنحاء الدولة الواقعة في جنوب آسيا.

وقد أرسلت تركيا بالفعل بعثة لتقصي الحقائق للنظر في عمليات القتل بعد أن طلبت الحكومة التي يقودها يونس رسميًا إجراء تحقيق من قبل الأمم المتحدة، كما طلبت حسينة أيضًا إجراء تحقيق في عمليات القتل.

وشدد تورك على ضرورة إجراء تحقيق شامل في مزاعم الاعتداءات على الأقليات في البلاد بما في ذلك الأقلية الدينية الهندوسية، التي تتظاهر في الشوارع للمطالبة بالسلامة وغيرها من الحقوق.

وقال في مؤتمر صحفي في دكا، عاصمة البلاد: "إن السعي لتحقيق العدالة في أعمال العنف الوحشية ضد المتظاهرين وغيرهم من الأشخاص - بمن فيهم الأطفال - الذين قتلوا وأصيبوا بجروح خطيرة في شهري يوليو وأغسطس هو أولوية".

وخلال زيارته إلى بنغلاديش، التقى تورك مع يونس ومسؤولين آخرين في الحكومة وقادة طلابيين وأعضاء من المجتمع المدني بالإضافة إلى متظاهرين مصابين كانوا لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات.

وأثنى تورك على الحكومة التي يقودها يونس لرغبتها في مواصلة الإصلاحات الحاسمة في البلاد.

وقال: "هناك فرص حقيقية، وبالتأكيد توقعات كبيرة لإحداث تغيير جوهري نحو الأفضل - من أجل نهج جديد للحكم والتنمية والسياسات الاقتصادية القائمة على حقوق الإنسان، مستفيدين من إنجازات الحركة الأخيرة".

"هذه المرة، يجب أن تكون هناك عدالة.و يجب أن تكون الإصلاحات مستدامة ودائمة، حتى لا تتكرر الممارسات التعسفية التي شهدتها العقود الماضية".

وقالت جماعات الصحفيين في البلاد إن العديد من الصحفيين الموالين لحسينة يواجهون تهماً وهمية بالقتل وجرائم أخرى، وطالبوا بالإفراج عن الصحفيين الذين تم اعتقالهم وإرسالهم إلى السجن في الأشهر الأخيرة بهذه التهم.

وطالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تتخذ من باريس مقراً لها في أغسطس/آب بالإفراج الفوري عن الصحفيين المحتجزين وإسقاط التهم التي لا أساس لها من الصحة.

وقالت المنظمة إنه يجب أن تكون هناك شفافية ومساءلة في عملية توجيه التهم.