رد كولومبيا بعنف على إهانات زعماء لاتينيا

استجابة كولومبيا بطرد عدد من الدبلوماسيين الأرجنتينيين رداً على الإهانات التي وجهها الرئيس الأرجنتيني إلى نظيره الكولومبي.

في مقابلة مع شبكة CNN، وصف القائد الأرجنتيني خافيير ميلي رئيس كولومبيا جوستافو بيترو بأنه "إرهابي قاتل".

كما أطلق على الرئيس المكسيكي وصف "الجاهل".

يشتهر السيد ميلي بأسلوبه الجريء وخطابه الملون.

في الوقت الذي ليس من غير المألوف حدوث هجمات شخصية في السياسة اللاتينية، أثار السيد ميلي دهشة الكثيرين عندما هاجم البابا فرنسيس العام الماضي، واصفًا إياه بـ"الغبي الذي يدافع عن العدالة الاجتماعية".

رغم أن البابا تجاهل التعليقات واحتضن الرجلين خلال لقاء في الفاتيكان، لم يكن السياسيون في أمريكا اللاتينية متسامحين بهذا القدر.

المقابلة التي أجراها السيد ميلي مع CNN والتي أثارت هذا الجدل الأخير سيتم بثها يوم الأحد، لكن القناة قد أصدرت بعض المقاطع منها مسبقًا.

في إحداها، يقترح السيد ميلي أن كولومبيا تحت قيادة الرئيس اليساري بيترو قد تتدهور وتأخذ شكل فينزويلا وكوبا.

يقول لشبكة CNN ومقدم البرامج أندريس أوبنهايمر: "في فنزويلا، هناك مجزرة، أمر غير مسبوق حقًا، كما هو الحال في تلك الجزيرة السجن، كوبا".

"وهناك آخرون يسيرون على هذا الطريق، مثل كولومبيا مع السيد بيترو"، يضيف.

"حسنًا، لا يمكنك توقع الكثير من شخص كان إرهابياً قاتلًا، أليس كذلك؟" يطرح هذا السؤال في إشارة ظاهرة إلى ماضي السيد بيترو كمقاتل متمرد سابق.

كان السيد بيترو عضوًا في مجموعة M-19 الثورية المنحلة خلال الثمانينيات.

كجزء من حربها ضد الدولة الكولومبية، اقتحمت المجموعة قصر العدل في عاصمة كولومبيا، بوغوتا، في عام 1985 واحتجزت أكثر من 300 شخص رهائن.

حاصرت القوات الأمنية المبنى ومات أكثر من 100 شخص في المعركة اللاحقة لاستعادته من M-19. يُعرف الحادث في كولومبيا بـ"28 ساعة من الرعب".

لكن بينما كان السيد بيترو عضوا في مجموعة M-19، لم يشارك في الهجوم على قصر العدل. كان مسجونًا في ذلك الوقت لارتباطه بالمجموعة.

لم يخفي السيد بيترو قط ماضيه داخل M-19، والتي تم تسريحها منذ أكثر من 30 عامًا.

كأول رئيس يساري لكولومبيا، لقي الكثير من الانتقادات داخليًا، لكن هناك غضبًا واسع الانتشار في البلاد بسبب التعليقات التي أدلى بها السيد ميلي.

قالت وزارة الخارجية إن السيد ميلي قد أساء إلى "كرامة" الرئيس بيترو، وأعلنت أنها ستطرد عددًا من الدبلوماسيين الأرجنتينيين، دون تحديد عددهم.

في المكسيك، جاء الاثنان اللذان يتنافسان لخلافة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في الانتخابات في يونيو للدفاع عنه.

طالبوا القائد الأرجنتيني بأن يعامل السيد لوبيز أوبرادور باحترام بعد أن قال السيد ميلي في المقابلة مع CNN إن حقيقة أن الرئيس المكسيكي "الجاهل" تحدث سوءًا عنه تداعب فقط اعتزازه بنفسه.

وقد وصف السيد لوبيز أوبرادور في الماضي السيد ميلي بـ"الفاشي المحافظ الشديد".