وصية أنس الشريف صوت الحق في زمن الصمت
ترك أنس الشريف وصية قوية قبل استشهاده، معاهدًا أن يكون صوتًا لشعبه في مواجهة الاحتلال. في رسالته، دعا إلى الحرية وأكد على ضرورة عدم نسيان معاناة غزة. اقرأوا كلماته المؤثرة التي تعكس الأمل والإصرار.

ترك مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف خلفه وصية قوية قبل اغتياله على يد القوات الإسرائيلية ليلة الأحد.
وقد تعهد الشريف في رسالته الأخيرة التي كان قد أوصى بها بأن يكون الصوت الذي لا يتزعزع لشعبه حتى في مواجهة الموت، معاهداً العالم بحقيقة معاناة غزة والأمل في الحرية.
كُتبت الوصية في نيسان/أبريل من هذا العام ونشرها فريق إدارته على موقع X بعد استشهاده.
أُعيد نشر البيان كاملاً بدون تعديلات كما نُشر على حسابه الرسمي على موقع X.
_هذه وصيتي ورسالتي الأخيرة. إذا وصلت إليكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يعلم الله أنني بذلت كل جهدي وكل ما أملك من قوة لأكون سندًا وصوتًا لشعبي، منذ أن فتحت عيني على الحياة في أزقة وشوارع مخيم جباليا للاجئين. كان أملي أن يمد الله في عمري حتى أتمكن من العودة مع عائلتي وأحبائي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة (المجدل). لكن مشيئة الله جاءت أولاً، وقضاءه سبحانه وتعالى نافذ.
_ لقد عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذقتُ الألم والفقد مرات عديدة، ومع ذلك لم أتردد مرة واحدة في نقل الحقيقة كما هي، دون تحريف أو تزييف ليشهد الله على من سكتوا عنا، وعلى من قبلوا قتلنا، وعلى من خنقوا أنفاسنا، وعلى من لم يتأثروا بأشلاء أطفالنا ونسائنا المتناثرة، ولم يحركوا ساكناً لوقف المجزرة التي يتعرض لها أهلنا منذ أكثر من عام ونصف.
_إنني أستودعكم فلسطين درة تاج العالم الإسلامي، وقلب كل حر في هذا العالم.
_ أستودعكم شعبها، بأبنائها المظلومين والأبرياء الذين لم يتح لهم أن يحلموا أو يعيشوا في أمان وسلام. لقد سُحقت أجسادهم الطاهرة تحت آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، ومزقت أجسادهم الطاهرة وتناثرت على الجدران.
_أناشدكم ألا تدعوا السلاسل تسكتكم، ولا الحدود تقيدكم. كونوا جسورًا نحو تحرير الأرض وأهلها، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على وطننا السليب.
_ أستودعكم رعاية أسرتي. أستودعك ابنتي الحبيبة شام، نور عيني، التي لم تسنح لي الفرصة لأراها تكبر كما حلمت. أستودعك ابني العزيز صلاح، الذي تمنيت أن أؤازره وأرافقه في الحياة حتى يشتد عوده ليحمل عبئي ويواصل الرسالة.
_ أستودعكم بأمي الحبيبة التي أوصلتني دعواتها المباركة إلى ما أنا فيه، والتي كان دعاؤها حصني ونورها يهدي طريقي. أسأل الله أن يمدها بالقوة وأن يجزيها عني خير الجزاء.
_وأستودعكم أيضاً رفيقة عمري زوجتي الحبيبة أم صلاح (بيان) التي فرقتني عنها الحرب أياماً وشهوراً طويلة. ومع ذلك ظلت وفية لعهدنا، صامدة كجذع شجرة الزيتون التي لا تنحني، صابرة متوكلة على الله، وتحمل المسؤولية في غيابي بكل ما أوتيت من قوة وإيمان.
_ أحثكم أن تقفوا إلى جانبهم، لتكونوا سنداً لهم بعد الله عز وجل.
_إذا متُّ أموتُ ثابتًا على مبادئي. أشهد الله أني راضٍ بقضائه، موقن بلقائه، مطمئن إلى أن ما عند الله خير وأبقى.
شاهد ايضاً: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل ثلاثة فلسطينيين في اعتداء عنيف من المستوطنين في الضفة الغربية
_اللهم تقبلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، واجعل دمي نوراً يضيء لأهل بيتي وأهلي طريق الحرية. اللهم اغفر لي إن كنت قصرت، وادع لي بالرحمة، فإني قد وفيت بعهدي وما بدلت ولا خنت.
_ لا تنسوا غزة... ولا تنسوني في دعواتكم الصادقة بالمغفرة والقبول.
_أنس جمال الشريف 06.04.2025.
أخبار ذات صلة

يجب على دول الخليج التحرك لتجنب تصاعد الحرب الإسرائيلية على إيران نحو الفوضى

ما يأمل النشطاء تحقيقه من "المسيرة العالمية إلى غزة"

حياة مدير مستشفى غزة "مهددة" بعد اختطافه من قبل إسرائيل، تحذيرات من مجموعات مراقبة
