تهدف كرة القدم الألبانية إلى رسالة سياسية إيجابية من خلال التعاون مع صربيا للتقدم بعرض لاستضافة بطولة أوروبا تحت 21 سنة

يعد عرض ألبانيا وصربيا لاستضافة البطولة مشروعًا غير متوقع في كرة القدم والسياسة الأوروبية.

فقد تعاون اتحادا كرة القدم في دول البلقان المجاورة بشكل مفاجئ في محاولة لإقناع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بمنحهما استضافة بطولة أوروبا تحت 21 عامًا للرجال لعام 2027 في تصويت متوقع في ديسمبر.

لقد مر أقل بقليل من 10 سنوات منذ مباراة الطائرة بدون طيار سيئة السمعة في بلغراد، وقد غذت الذكريات الجديدة لتلك المباراة معارضة بعض المشجعين لمحاولة الفوز بعام 2027 من قبل بعض المشجعين وكابتن ألبانيا من تلك الليلة.

تسببت طائرة بدون طيار تحمل علمًا قوميًا ألبانيًا في حدوث فوضى عندما حلقت فوق الملعب ونزلت إلى مستوى الملعب أثناء استضافة صربيا لألبانيا في مباراة تصفيات يورو 2016 في أكتوبر 2014.

وأدت الاشتباكات بين اللاعبين التي جلبت بعد ذلك المشجعين الصربيين إلى أرض الملعب إلى إلغاء المباراة. ولم تُحسم النتيجة إلا بعد تسعة أشهر من قبل محكمة في سويسرا.

ازدادت التوترات التاريخية بسبب صراعات البلقان في تسعينيات القرن الماضي وخاصة منذ عام 2008 عندما أعلن الألبان ذوو الأغلبية العرقية استقلال إقليم كوسوفو الصربي السابق. وترفض صربيا الاعتراف بهذا الاستقلال وتعتبر كوسوفو مهد دولتها وديانتها المسيحية الأرثوذكسية.

في ظل هذه الحالة، تأمل صربيا وألبانيا - اللتان تأهلتا إلى يورو 2024 الشهر المقبل في ألمانيا - في تنظيم إحدى أكبر بطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معًا.

وقال رئيس الاتحاد الألباني لكرة القدم أرماند دوكا، في مقابلة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس مؤخرًا: "في الواقع إنه مشروع كرة قدم بنسبة 100%". "هذه في الواقع رسالة سياسية جيدة للغاية يمكننا إيصالها. التاريخ بين صربيا وألبانيا معروف جيداً".

كانت هناك مقاومة. فقد قامت إحدى مجموعات مشجعي المنتخب الوطني بطلاء أسوار مكاتب الاتحاد هذا الشهر بالطلاء الأحمر وأرفقت صورًا للنزاعات التاريخية مع صربيا.

وقالت مجموعة "المشجعين الحمر والسود" إن ألبانيا لديها ما يكفي من الجيران "فلماذا نعبر كوسوفو لنقدم المساعدة لصربيا؟

وقال دوكا لوكالة أسوشيتد برس: "لقد تلقينا بعض ردود الفعل السلبية من المشجعين بشكل أساسي وبعض جماعات المصالح، ولكن ليس من حكومة ألبانيا".

لم تكن الخطة الأصلية للبطولة المكونة من 16 فريقاً هي الخطة الأصلية، ولم تكن كوسوفو خياراً قابلاً للتطبيق لأنها لا تملك سوى ملعب واحد على مستوى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يضم 14,000 مقعد فقط. قدمت ألبانيا وصربيا في البداية عرضاً منفصلاً إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في مسابقة تضم أيضاً بلجيكا وتركيا.

واعترف دوكا بأن المشاركة في الاستضافة تمنح ألبانيا فرصة أفضل للفوز وتعني تقديم أربعة ملاعب فقط بدلاً من قائمة البطولة الكاملة المكونة من ثمانية ملاعب.

الملعب الأبرز في تيرانا هو الملعب الوطني الجديد، ملعب أرينا كومبيتاري الذي يتسع لـ22,000 متفرج. تم افتتاحه في عام 2019 واستضاف أول نهائي للدوري الأوروبي قبل عامين.

وقال دوكا من خلال مترجم: "ربما قبل 10 سنوات لم يكن من الممكن تصور أن تكون لدينا فرصة للمنافسة على اللقب".

تتمتع ألبانيا أيضًا بنفوذ أكبر في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. انتُخب دوكا عضوًا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام 2019 وتمت ترقيته مؤخرًا ليكون نائبًا للرئيس.

على أرض الملعب، تستعد الآن تشكيلة ألبانيا التي تضم العديد من ألبان كوسوفو للمشاركة في بطولة أمم أوروبا للرجال للمرة الثانية في ثماني سنوات. وتصدرت ألبانيا مجموعتها في التصفيات أمام جمهورية التشيك وبولندا.

وساعدها في الظهور الأول في يورو 2016 الحكم النهائي في قضية الطائرة بدون طيار التي رفعت ألبانيا في ترتيب مجموعة التصفيات فوق الدنمارك صاحبة المركز الثالث.

وألقى قضاة محكمة التحكيم الرياضي باللوم على المنظمين الصربيين في عدم اكتمال مباراة بلغراد وألغوا حكم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بفوز صربيا. وتم منح الفوز 3-0 لألبانيا.

قائد منتخب ألبانيا في 2016، لوريك كانا - الذي قام بحماية العلم الذي رفعه لاعبو صربيا بالطائرة بدون طيار - ليس من المعجبين بخطة الاستضافة المشتركة.

وقال كانا، المولود في كوسوفو: "إنها ليست الخطوة المناسبة بالنسبة لي". "من دون التغلب على بعض عمليات تطبيع العلاقات، سيكون من الصعب إقامة فعاليات مشتركة على الرغم من النوايا الحسنة من الاتحاد".

وكانت زيارة رئيس الوزراء الألباني إيدي راما إلى بلغراد هي الأولى التي يقوم بها رئيس الحكومة الألبانية إلى صربيا منذ 68 عامًا.

وقد تقدمت كلتا الدولتين بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وبدأت المفاوضات مع بروكسل. ألبانيا عضو في حلف الناتو بينما لا تزال صربيا على قائمة الانتظار.

وقال دوكا: "لا أتوقع أي رد فعل سلبي من حكومة كوسوفو". "لا يزال الجرح طريًا بعض الشيء، فلم يمضِ سوى 25 عامًا. لذا أتفهم رد فعل معين.

"ولكن علينا أن نتجاوز ذلك، وأن نتطلع إلى الأمام وننظر إلى مستقبل أفضل."