تذاكر كأس العالم بأسعار مخفضة للمشجعين الأوفياء

خفض الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أسعار بعض تذاكر كأس العالم بالنسبة لمشجعي المنتخبات الأكثر ولاءً بعد ردود الفعل العالمية العنيفة وسيحصل البعض على 60 دولارًا أمريكيًا للمباراة النهائية بدلاً من مطالبتهم بدفع 4,185 دولارًا أمريكيًا.

كان ذلك تراجعًا نادرًا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جياني إنفانتينو بعد تعرضه لموجات من الانتقادات بسبب استراتيجيات كأس العالم، بما في ذلك الأسعار المرتفعة والتوافق السياسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال الفيفا يوم الثلاثاء إنه سيتم توفير تذاكر بقيمة 60 دولارًا لكل مباراة في البطولة في أمريكا الشمالية، وستذهب إلى الاتحادات الوطنية التي تلعب فرقها. وتقرر تلك الاتحادات كيفية توزيعها على المشجعين الأوفياء الذين حضروا المباريات السابقة على أرضهم وخارجها.

ومن المرجح أن يتراوح عدد التذاكر التي تبلغ قيمتها 60 دولاراً لكل مباراة من 400 إلى 750 تذكرة لكل فريق، فيما يطلق عليه FIFA الآن فئة أسعار "فئة دخول المشجعين". يستخدم FIFA 16 مدينة مضيفة، بما في ذلك 11 ملعباً في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ملعبين في كندا وثلاثة في المكسيك.

لم يحدد FIFA بالضبط سبب التغيير الجذري في الاستراتيجية، لكنه قال إن الأسعار المنخفضة "مصممة لزيادة دعم المشجعين المسافرين الذين يتابعون منتخباتهم الوطنية في جميع أنحاء البطولة".

ومع ذلك، قالت مجموعة "أنصار كرة القدم في أوروبا"، التي تمثل مجموعات المشجعين على مستوى القاعدة الشعبية، إن التخفيض المحدود للأسعار كان "تكتيكاً ترضية بسبب رد الفعل السلبي العالمي".

وقالت المجموعة في بيان لها: "هذا يدل على أن سياسة الفيفا في بيع التذاكر ليست ثابتة على الإطلاق، وقد تم اتخاذ قرارها على عجل ودون تشاور مناسب".

ستكون بطولة كأس العالم في أمريكا الشمالية أول نسخة تضم 48 فريقاً، بعد أن كانت 32 فريقاً، ومن المتوقع أن تدر على الفيفا ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من العائدات بينما ستكون الأغلى على الإطلاق بالنسبة للمشجعين.

وعلى الرغم من الاحتجاج على الأسعار، يقول الفيفا إنه تلقى بالفعل أكثر من 20 مليون طلب تذكرة في مرحلة المبيعات الأخيرة.

وقالت مجموعة FSE إنه حتى مع إعلان يوم الثلاثاء، "لا يزال يتعين على الغالبية العظمى دفع أسعار باهظة، أعلى بكثير من أي بطولة من قبل".

التعهد الأولي للتذاكر الرخيصة

استجاب المشجعون في جميع أنحاء العالم بصدمة وغضب الأسبوع الماضي عند رؤية خطط الفيفا الخاصة بالتذاكر والتي لم تمنح الفرق المشاركة أي تذاكر في الفئة الأقل سعراً. التخصيص القياسي هو 8% من سعة الاستاد لكل فريق.

وتراوحت أرخص الأسعار بين 140 دولاراً و265 دولاراً للمباريات في دور المجموعات التي لا تشمل الولايات المتحدة وكندا والمكسيك البلد المضيف. أما المباريات التي تبلغ قيمتها 265 دولاراً فتشمل الأرجنتين مع ليونيل ميسي، والبرتغال مع كريستيانو رونالدو، وفرق مدعومة جيداً مثل البرازيل وإنجلترا.

وقد حدد الفيفا هذه الأسعار على الرغم من تعهد الدول المشاركة في الاستضافة قبل ثماني سنوات، عندما كانت تتقدم بعروض لاستضافة البطولة، بتوفير مئات الآلاف من التذاكر التي تبلغ قيمتها 21 دولارًا للمباريات قبل الأدوار الإقصائية.

ومن المتوقع أن يكسب برنامج الضيافة في ملاعب كرة القدم الحديثة، والذي يُدار الآن داخلياً بدلاً من الاستعانة بمصادر خارجية لوكالة ما، مليارات الدولارات من الفيفا بدلاً من مئات الملايين.

الانتقادات الأوروبية

تزايدت الانتقادات من المشجعين، خاصة في أوروبا، منذ عدة أشهر بسبب خطط "التسعير الديناميكي" بالإضافة إلى الرسوم الإضافية على منصة إعادة البيع التي تديرها الفيفا، وكلا الميزتين شائعتين في صناعة الترفيه في الولايات المتحدة ولكن ليس لمشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

اشتد غضب المشجعين الأسبوع الماضي عندما أصبح من الواضح أن المشجعين الأوفياء لن يتمكنوا من الحصول على تذاكر الفئة الأرخص، وأن المشجعين الذين أرادوا حجز تذكرة لجميع المباريات المحتملة لفريقهم - حتى المباراة النهائية - لن يتم استرداد أموالهم إلا بعد البطولة.

وفي تراجع آخر يوم الثلاثاء، قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) إنه سيتنازل عن رسومه الإدارية عندما يتم استرداد الأموال بعد نهائي 19 يوليو.

المشجعون من ذوي الاحتياجات الخاصة

حتى قبل بيان الفيفا، دعت مجموعة المشجعين FSE الثلاثاء إلى إعادة التفكير في سياسة كأس العالم للمشجعين ذوي الإعاقة.

وقالت إن منصة إعادة البيع التابعة للفيفا كانت تعرض مقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة بأضعاف القيمة الاسمية دون أي ضمانات بأن تلك التذاكر ستباع بالفعل للأشخاص ذوي الإعاقة. كما أن هؤلاء المشجعين لم يعد بإمكانهم الحصول على تذاكر مجانية لمرافقيهم كما كان بإمكانهم في كأس العالم الأخيرة في قطر.

في قطر، بدأ إنفانتينو خطاباً عشية البطولة بخطابٍ شديد اللهجة ضد من يعتبرهم منتقدي الدولة المضيفة والفيفا وشخصه تضمن جملة "اليوم أشعر بأنني معاق".

وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الثلاثاء: "الإدماج الحقيقي يتطلب العمل"، مذكراً إنفانتينو بذلك الخطاب. "حان الوقت لكي يبتعد الفيفا عن التصريحات الشعبوية ويحترم التزاماته الخاصة".