الولايات المتحدة تقدم 20 مليون دولار للمساعدة في القبض على الإيراني المتهم بالتخطيط لقتل جون بولتون

تعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة شهرام بورسافي، وهو عضو في الحرس الثوري الإيراني متهم بالتخطيط لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.

وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن بورسافي كان يعمل نيابة عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لتوظيف مجرمين لقتل بولتون في واشنطن العاصمة وميريلاند في الفترة ما بين 2021-2022. ويُقال إن بورسافي كان يعرض 300,000 دولار أمريكي مقابل هذه المهمة.

وجاء في بيان الإدارة الأمريكية: "أخبر بورسافي القاتل المحتمل - الذي أصبح في الواقع مصدرًا سريًا للمحققين الأمريكيين - أنه بمجرد الانتهاء من قتل بولتون، سيكون لديه مهمة اغتيال ثانية".

وبحسب ما ورد كان مخطط بورسافي المزعوم محاولة للانتقام لمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة بطائرة بدون طيار في العراق بأوامر من إدارة دونالد ترامب في عام 2020.

وقد صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية.

وقد صنفت وزارة الخزانة الأمريكية بورسافي "إرهابيًا عالميًا مصنفًا بشكل خاص"، ما يعني أن جميع ممتلكاته ومصالحه في الممتلكات محظورة ويحظر على المواطنين الأمريكيين الدخول في أي معاملات معه.

تُظهر وثائق المحكمة أن بورسافي التقى بشخص مقيم في الولايات المتحدة، كان قد تعرف عليه سابقًا عبر الإنترنت، وطلب من هذا الشخص التقاط صور لبورتون من أجل كتاب ادعى أنه يؤلفه. ثم قيل لبورشافي أنه سيتم تقديمه إلى شخص آخر يمكنه القيام بالمهمة مقابل 5000 إلى 10000 دولار.

ويُقال إن بورسافي عرض على هذا الشخص الآخر مبلغ 250 ألف دولار مقابل تنفيذ عملية الاغتيال، ثم أعيد التفاوض على المبلغ ليصبح 300 ألف دولار، ثم أضاف أنه إذا نجحت المهمة، فهناك هدف آخر سيجلب له مبلغ مليون دولار.

لم يعد بورسافي موجودًا في الولايات المتحدة، وفقًا لوثائق المحكمة.

وقال بولتون لصحيفة يو إس إيه توداي: "هذا هو بالضبط الشيء الصحيح الذي يجب القيام به من وجهة نظر تطبيق القانون".

وأضاف: "أعتقد أنه حقًا تهديد بعمل حربي وأعتقد أن إدارة بايدن يجب أن تتعامل معه على هذا النحو، ليس فقط من منظور إنفاذ القانون ولكن من منظور الأمن القومي أيضًا".

عندما علم بولتون لأول مرة بالمؤامرة في عام 2022، سُئل على شبكة سي إن إن عما دار في ذهنه.

أجاب بولتون: "حسنًا، لقد شعرت بالحرج من السعر المنخفض". "كنت أعتقد أنه كان يمكن أن يكون أعلى من ذلك. ولكن أعتقد أنه ربما كانت مشكلة سعر الصرف أو شيء من هذا القبيل."

غادر بولتون منصبه كمستشار للأمن القومي بحلول وقت الضربة ضد سليماني، لكن الرئيس ترامب وافق عليها في عام 2019 بينما كان بولتون لا يزال في منصبه.

لم تتم الموافقة على الضربة من قبل الكونجرس ونُفذت بأوامر من الرئيس الأمريكي، وقالت الإدارة الأمريكية إنها قانونية وفقًا للدستور الأمريكي وتفويض استخدام القوة العسكرية ضد العراق لعام 2002.

وصدرت مذكرة اعتقال بحق ترامب في إيران بعد عملية القتل.

المؤامرات الإيرانية

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال متحدث باسم حملة ترامب إن كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية أطلعوا ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية على تهديدات من إيران باغتياله.

وقال المتحدث ستيفن تشيونغ في بيان: "تم إطلاع الرئيس ترامب في وقت سابق اليوم من قبل مكتب مدير الاستخبارات الوطنية بشأن تهديدات حقيقية ومحددة من إيران لاغتياله في محاولة لزعزعة الاستقرار وزرع الفوضى في الولايات المتحدة".

ومضى تشيونغ يقول إن "الهجمات المنسقة" أصبحت متزايدة في الأشهر الأخيرة.

وقد رفضت البعثة الإيرانية لدى الولايات المتحدة هذه المزاعم ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة ومغرضة"، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية.

كما اتُهمت إيران بمحاولة التدخل في الانتخابات الأمريكية، ولا سيما استهداف حملة ترامب الانتخابية. وأطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقًا قبل أشهر بعد أن كان الأشخاص المرتبطون بحملتي ترامب وبايدن مستهدفين بمخططات "التصيد الاحتيالي".

ثم هذا الأسبوع، اتهم المدعون الفيدراليون ثلاثة قراصنة إيرانيين متهمين بمحاولة "استهداف واختراق حسابات مسؤولين حكوميين أمريكيين حاليين وسابقين، وأعضاء في وسائل الإعلام، ومنظمات غير حكومية، وأفراد مرتبطين بالحملات السياسية الأمريكية".

واجه ترامب مؤامرتين للاغتيال هذا العام، ولم يتم ربط أي منهما بإيران.

كانت المحاولة الأولى في 13 يوليو في بنسلفانيا خلال تجمع حاشد، حيث أطلق مطلق النار، توماس ماثيو كروكس، 20 عامًا، ثماني رصاصات أصابت ترامب في أذنه اليمنى. ونجا ترامب من المحاولة بإصابات طفيفة، لكن أحد الحاضرين قُتل وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة.

وقد أطلق جهاز الخدمة السرية الأمريكي النار على كروكس في وقت لاحق وقتل.

ووقعت المؤامرة الثانية في 15 سبتمبر في نادي ترامب الدولي للغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث خيم رجل يدعى ريان روث، 58 عامًا، لساعات وهو يحمل بندقية في انتظار إطلاق النار على ترامب.

ووجهت إلى روث في البداية تهمة حيازة السلاح، ولكن في وقت سابق من هذا الأسبوع وجهت هيئة محلفين كبرى في ميامي إلى روث تهمة محاولة قتل الرئيس السابق ترامب.