بايدن ونتنياهو يتحدثان هاتفياً في ظل محاولات الولايات المتحدة لتوجيه الهجوم الإسرائيلي على إيران

تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ شهور، في الوقت الذي تستعد فيه المنطقة للرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني وإرسال إسرائيل المزيد من القوات إلى لبنان.

وقال البيت الأبيض إن الزعيمين تحدثا لمدة 30 دقيقة ووصف المكالمة بأنها "مباشرة" و"مثمرة". وحث بايدن نظيره الإسرائيلي على "تقليل الضرر" الذي يلحق بالمدنيين في لبنان، لكنه قال إن الولايات المتحدة تدعم "حق إسرائيل في حماية مواطنيها من حزب الله".

كما كان رد إسرائيل على الهجوم الإيراني على رأس جدول الأعمال. وقد ضغط بايدن علنًا على إسرائيل لتقييد أفعالها، قائلًا إنه لن يدعم الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية أو مواقع الطاقة.

في الوقت الذي كانت تجري فيه المكالمة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي في مقطع فيديو نُشر على موقع X إن رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني "سيكون مميتًا ودقيقًا وفوق كل شيء مفاجئًا". وأضاف: "لن يفهموا ما حدث وكيف حدث ذلك... سيرون النتائج".

قد تعكس هذه التعليقات ضغطًا سريًا من قبل مسؤولي الدفاع والاستخبارات الأمريكية في إدارة بايدن حيث يتطلعون إلى توجيه إسرائيل لمواصلة الهجمات السرية ضد إيران بدلًا من الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار، حسبما ذكر موقع ميدل إيست آي يوم الثلاثاء.

"إن شن سلسلة من الهجمات على نطاق صغير، وضرب أماكن مختلفة، من شأنه أن يزعزع استقرار النظام أكثر ويثير الارتباك. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى لموقع ميدل إيست آي: "إن خامنئي مصاب بجنون العظمة بالفعل"، في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي.

على مدار العام الماضي، قالت إدارة بايدن بانتظام إنها تعارض العمل العسكري الإسرائيلي الذي من شأنه أن يوسع الصراع الذي بدأ كرد إسرائيلي على هجمات 7 أكتوبر التي قادتها حماس على إسرائيل. ولكن بعد مرور عام، يخيم شبح الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل على الشرق الأوسط.

فقد مضت الحليفة الأقرب للولايات المتحدة في المنطقة قدماً في غزو شامل على الرغم من "الخطوط الحمراء" المعلنة في رفح جنوب غزة وحملة الاغتيالات غير المسبوقة لقيادة حماس وحزب الله، والتي حذر محللون ودبلوماسيون من أنها ستؤدي إلى توسيع نطاق الحرب.

ومع تصعيد إسرائيل الآن لهجومها على لبنان، تقول الولايات المتحدة إنها تعمل على مساعدة الأمريكيين على الإجلاء بينما لا يزال مطار بيروت مفتوحاً، بما في ذلك توفير جوازات سفر طارئة أو وثائق أخرى.

تتطلع إسرائيل إلى تجديد صواريخ "آرو" الاعتراضية

يقول منتقدو إدارة بايدن إنها فشلت في استخدام نفوذها المتمثل في حجب نقل الأسلحة إلى إسرائيل لتشكيل تصرفات حليفتها.

كما جاءت مكالمة بايدن-نتنياهو في وقت محرج، في أعقاب كتاب جديد للصحفي الأمريكي بوب وودورد يستند إلى مصادر مجهولة المصدر بشكل أساسي قال إن بايدن اتهم نتنياهو في يوليو / تموز بأنه لا يملك استراتيجية، صارخًا "بيبي، ما هذا الهراء؟

كان من المتوقع إجراء مكالمة بين الزعيمين منذ الأسبوع الماضي. وفي إشارة إلى التوترات، ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت زيارة كانت مقررة يوم الأربعاء إلى البنتاغون في اللحظة الأخيرة، قائلًا إنها ألغيت بناءً على طلب نتنياهو إلى ما بعد حديثه مع بايدن.

كان من المتوقع أن يناقش غالانت مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التخطيط العسكري الإسرائيلي، وكذلك الجهود المبذولة لإعادة ملء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك صواريخ الاعتراض من طراز أرو التي استخدمتها إسرائيل لإسقاط حوالي 180 صاروخًا باليستيًا إيرانيًا الأسبوع الماضي.

وأعرب دبلوماسيون غربيون وعرب تحدثوا إلى موقع "ميدل إيست آي" عن شعور بالاستسلام تجاه الدبلوماسية الأمريكية قبل أقل من أربعة أسابيع على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يخوض المرشحان دونالد ترامب ونائبة الرئيس كمال هاريس سباقاً متقارباً.

في ظل غياب أي توجه للدبلوماسية الأميركية قبل الانتخابات، يبدو أن الزعماء في الشرق الأوسط هم من يحركون الأحداث. فقد بدأت حكومة نتنياهو هجوماً جديداً في شمال غزة وأرسلت آلاف الجنود إلى لبنان.

وقالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إن على إسرائيل أن تتجنب القيام بعمليات عسكرية في لبنان كما فعلت في غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "أنا أوضح أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي نوع من العمل العسكري في لبنان يشبه غزة ويترك نتيجة تشبه غزة".

مئات الآلاف يفرون من لبنان إلى سوريا

تحاول إسرائيل الضغط على مكاسب حملتها الجوية ضد حزب الله على الأرض. وحتى الآن، يتنفس المسؤولون الأمريكيون الصعداء لأن إسرائيل تتمسك بشكل أساسي بالتوغلات التكتيكية ضد حزب الله. ولكنها تواجه مقاومة شديدة.

ففي يوم الأربعاء، قال حزب الله إن مقاتليه أطلقوا وابل من الصواريخ على القوات الإسرائيلية بالقرب من قرية اللبونة القريبة من ساحل لبنان على البحر المتوسط، وتمكنوا من صدهم. وأفادت الأنباء عن اندلاع قتال عنيف في الجنوب الشرقي مع احتدام المعارك في قرية مارون الراس وقريتي ميس الجبل ومحيبيب الحدوديتين.

في قرية مارون الراس، تم تصوير القوات الإسرائيلية وهي ترفع العلم الإسرائيلي، في خطوة رمزية يبدو أنها أثارت مشاعر الغضب في النظام الطائفي المنقسم في لبنان، حيث يوجد الكثير من التوجس من حزب الله.

وقال حزب الله إنه أجبر القوات الإسرائيلية على التراجع وأزيل العلم.

وفي الوقت نفسه، وفي إشارة إلى احتمال انهيار القانون والنظام في المناطق الشيعية في بيروت حيث كان حزب الله القوة المهيمنة، أظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي رجالاً ملطخين بالدماء ومضروبين ومقيدين بالسلاسل إلى لافتات الشوارع بتهمة النهب المزعوم.

وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن نحو 1.2 مليون شخص نزحوا بسبب الغارات الإسرائيلية على لبنان، معظمهم من بلدات ومناطق بيروت حيث الطائفة الشيعية المهيمنة.

وأعرب المسؤولون العرب والغربيون الذين تحدثوا إلى موقع ميدل إيست آي عن قلقهم من أن أزمة اللاجئين قد تثير توترات طائفية في لبنان شبيهة بالحرب الأهلية التي دامت 15 عاماً في البلاد. يوجد في لبنان 18 طائفة رسمية، والطوائف المهيمنة في لبنان هي الشيعة والسنة والمسيحيون.

وقد فر مئات الآلاف من الأشخاص بالفعل إلى سوريا المعدمة. يوم الاثنين، قالت الحكومة اللبنانية إن أكثر من 400,000 شخص - بينهم 300,000 سوري ونحو 100,000 لبناني - فروا إلى سوريا خلال الأسبوعين الماضيين.