وورلد برس عربي logo

مأساة إنسانية في توزيع المساعدات بغزة

بعد مقتل ثلاثة فلسطينيين في رفح أثناء توزيع مساعدات، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها. المشاهد كانت فوضوية وغير إنسانية، واعتبرت المبادرة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات غير ملائمة. كيف يمكن تحسين الوضع الإنساني في غزة؟

مشهد لفلسطينيين يتدافعون للحصول على المساعدات الإنسانية في رفح، جنوب قطاع غزة، وسط فوضى وصراخ، بعد مقتل ثلاثة أشخاص بنيران إسرائيلية.
تلقى الفلسطينيون النازحون حزم غذائية من مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة في غرب رفح بقطاع غزة الجنوبي في 27 مايو 2025 (أ ف ب)
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

أعربت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة عن قلقها بعد استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات برصاص الجيش الإسرائيلي، أثناء تجمعهم في نقطة توزيع مساعدات أقامتها مبادرة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.

وشهدت مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، يوم الثلاثاء، مشاهد فوضوية، حيث اندفع الفلسطينيون الجائعون إلى داخل منشأة للمساعدات، نتيجة التأخير الطويل في عمليات الفحص الأمني.

وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على الحشود أثناء اندفاعهم، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين على الأقل، وإصابة ما لا يقل عن 47 آخرين، بينما أفادت تقارير فلسطينية وأممية باستشهاد سبعة أشخاص.

شاهد ايضاً: نشطاء يغلقون أبواب السفارة المصرية في لاهاي احتجاجاً على غزة

في المقابل، نفت "مؤسسة غزة الإنسانية" هذه الرواية، وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق "طلقات تحذيرية" قبل أن يستعيد السيطرة على المنشأة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن فرق المؤسسة، وبينهم أمريكيون، اضطروا لإنقاذ زملائهم بعد فقدان السيطرة على الموقع.

وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، المشاهد بأنها "مفجعة بكل المقاييس"، وقال للصحفيين: "لدينا خطة تشغيلية مفصلة ومدعومة من الدول الأعضاء، تهدف إلى إيصال المساعدات إلى السكان اليائسين". وأضاف أن توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل فعّال هو أمر ضروري لتفادي المجاعة وتلبية احتياجات المدنيين كافة.

شاهد ايضاً: غزة: إسرائيل تقتل أكثر من 130 فلسطينيًا خلال 24 ساعة

وأكد دوجاريك على ضرورة أن يتم توزيع المساعدات بطريقة مستقلة ومحايدة، وقال إن الخطة المقدمة من "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" لا تتماشى مع المبادئ الإنسانية التي تطبقها المنظمة في مختلف مناطق النزاع.

"فوضى وغياب للكرامة والأمان"

من جانبه، اعتبر فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أن النموذج الإسرائيلي في توزيع المساعدات يمثل "تبديدًا للموارد" و"تشتيتًا للانتباه عن الفظائع".

وقال لازاريني الأربعاء: "النموذج الذي تقترحه إسرائيل لا يراعي المبادئ الإنسانية الأساسية. الصور التي رأيناها أمس لجوعى يتسلقون الأسوار للحصول على الطعام كانت فوضوية، وغير إنسانية، وخطيرة".

شاهد ايضاً: دبلوماسي رفيع المستوى ينتقد الاتحاد الأوروبي لعدم اتخاذه إجراءات ضد "المرتزقة الأمريكيين" الذين يقتلون الفلسطينيين الجائعين

ودعا أحمد بيرم من المجلس النرويجي للاجئين إلى إلغاء المبادرة، قائلًا: "هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تُوزع بها المساعدات. الدولة المحتلة، التي دمرت رفح وشردت سكانها، لا يمكنها الآن أن تطلب منهم العودة لاستلام مساعدات محدودة".

وفي بيان لها، قالت مؤسسة غزة الإنسانية إنها وزعت 8,000 صندوق طعام، ما يعادل نحو 462,000 وجبة.

من جانبه، قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أهمية ما جرى، قائلاً: "حدث فقدان للسيطرة لفترة قصيرة، لكننا استعدنا زمام الأمور"، مدعيًا - دون أدلة - أنه "لا يوجد دليل على سوء تغذية في غزة"، مضيفًا: "لم نشاهد أي شخص هزيل منذ بداية الحرب".

مؤسسة غزة الإنسانية

شاهد ايضاً: إيران وإسرائيل تتبادلان النيران مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ

تأسست مؤسسة غزة الإنسانية في سويسرا في فبراير 2025، بدعم من إسرائيل، وتدير نموذجًا جديدًا لتوزيع المساعدات في غزة، عبر أربعة مراكز في جنوب ووسط القطاع. وسُجل فرع آخر للمؤسسة في الولايات المتحدة.

وتقدّم المؤسسة نفسها كجهة مستقلة ومحايدة، وتُشغّل مواقع توزيع المساعدات من خلال شركات أمريكية خاصة، أبرزها UG Solutions و Safe Reach Solutions (SRS)، المتخصصتين في الأمن والخدمات اللوجستية.

لكن هذه الشركات واجهت تدقيقًا بشأن شرعيتها وشفافيتها، حيث أشار منتقدون، من بينهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، إلى احتمال كونها "شركات واجهة" لإخفاء دور الحكومة الإسرائيلية وتمويلها للعملية..

أخبار ذات صلة

Loading...
حشود من الفلسطينيين في غزة يسعون للحصول على المساعدات الإنسانية، وسط أجواء مشحونة وتوترات مستمرة.

لجنة برلمانية بريطانية تحقق في أعمال مجموعة بوسطن الاستشارية في غزة

في خضم الجدل المتصاعد حول دور مجموعة بوسطن الاستشارية في غزة، تبرز تساؤلات حادة حول الشفافية والممارسات الإنسانية. كيف ستؤثر هذه التداعيات على جهود الإغاثة؟ تابعونا لاستكشاف التفاصيل الدقيقة والآثار المحتملة لهذه القضية المثيرة.
الشرق الأوسط
Loading...
صورة لمحمد أحمد كامل سرحان، البالغ من العمر 13 عامًا، يجلس في غرفة بسيطة، مع تعبير حزين على وجهه، يعكس معاناته بعد غارة إسرائيلية على منزله في خان يونس.

أب استشهد، وأم اختُطفت وعُذبت: صبي من غزة يروي تفاصيل الغارة الإسرائيلية

في فجر يوم 19 مايو، انقلبت حياة محمد أحمد كامل سرحان البالغ من العمر 13 عامًا رأسًا على عقب، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية منزله في خان يونس. تجربة مرعبة عاشها الفتى مع عائلته، حيث شهدوا العنف والاعتداء. هل ستستمر هذه المعاناة؟ تابعوا القصة المأساوية التي تكشف عن واقع مؤلم.
الشرق الأوسط
Loading...
نساء وأطفال في مخيم للنازحين بالسودان، يعكسون الأزمة الإنسانية المتفاقمة مع ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية.

السودان يمتلك ثروات هائلة من الذهب والموارد الطبيعية: يجب استغلالها لتمويل المساعدات

تستمر الأزمة الإنسانية في السودان في تصاعدها، مع اقتراب الذكرى الثانية للحرب، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى المساعدة العاجلة. في ظل تدهور الخدمات الصحية وارتفاع معدلات الجوع، تتعاظم الحاجة إلى تدخلات فعالة. اكتشف كيف يمكننا جميعًا المساهمة في تغيير هذا الواقع المؤلم.
الشرق الأوسط
Loading...
فتى يقف في منطقة تطل على قاعدة عسكرية إسرائيلية، يعكس التوتر المستمر في الأراضي الفلسطينية بعد منع عائلات الأسرى من السفر.

إسرائيل تمنع عائلات الفلسطينيين المطرودين من السفر للقاءهم

في خضم أحداث عائلية مؤلمة، تبرز معاناة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، حيث تمنعهم إسرائيل من السفر رغم وعدها بذلك. صراع مستمر مع الاجهزة الإسرائيلية، يختبر صبر الأهالي ويعمق الجراح. اكتشف كيف تتجاوز العائلات هذه العقبات في سبيل لم شملها.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية