دعوات لوقف استخدام الغذاء كسلاح في غزة
حذرت أكبر منظمة يهودية في المملكة المتحدة من استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، ودعت لتدفق المساعدات. يأتي ذلك في ظل تزايد الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل مع تفاقم الوضع الإنساني. التضامن مع الشعب الفلسطيني يتطلب استجابة عاجلة.

حذّرت أكبر منظمة تمثل اليهود في المملكة المتحدة من استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، ودعت إلى "تدفق المساعدات بشكل كبير ومستمر" إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وناقش مجلس نواب اليهود البريطانيين في اجتماع خاص يوم الثلاثاء رد المنظمة على التطورات في الشرق الأوسط، بما في ذلك "الوضع الإنساني البائس في قطاع غزة وإعلان المملكة المتحدة الأخير فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد أعلن في وقت سابق يوم الثلاثاء أن المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول شهر أيلول/سبتمبر ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة بحلول ذلك الوقت.
وجاء هذا الإعلان في أعقاب قرار فرنسا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر.
ويأتي الضغط الدبلوماسي المتزايد على إسرائيل في ظل استشهاد أكثر من 60,000 فلسطيني في حربها على غزة.
وقد مات عدد متزايد من المدنيين، بمن فيهم العديد من الرضع والأطفال، جوعاً في الأيام الأخيرة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
كما استشهد أكثر من 1000 فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء في غزة في مراكز التوزيع التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، حسبما قالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وفي بيان صدر بعد اجتماع النواب، سلّط فيل روزنبرغ، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، الضوء على الوضع الإنساني المتردي في غزة والحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
وقال: "إن المعاناة التي نشهدها في قطاع غزة تتطلب استجابة. إن الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها السلطات الإسرائيلية لمعالجة الأزمة الإنسانية ضرورية وإن كانت متأخرة كثيرًا."
وأشار في تصريحاته إلى الإعلان الذي صدر يوم الجمعة عن سماح إسرائيل للحكومات الأجنبية بإسقاط المساعدات لإطعام الفلسطينيين.
وطالب روزنبرغ بـ"زيادة سريعة وغير مقيدة ومستدامة للمساعدات من خلال جميع القنوات المتاحة"، وحذر من استخدام الغذاء كسلاح.
وقال: "كما كنا نقول منذ شهور، يجب ألا يستخدم الغذاء كسلاح حرب، من قبل أي طرف في هذا الصراع".
وإذ أكد رئيس مجلس النواب على أن "تضامن مجلس النواب لا يزال قائماً مع الشعب الإسرائيلي"، أدان رئيس المجلس بعض التصريحات والتصرفات التي يقوم بها القادة الإسرائيليون والمستوطنون.
وقال روزنبرغ: "من الواضح أن مجتمعنا يرفض بأغلبية ساحقة الخطاب المروع والاقتراحات غير المقبولة من بعض الوزراء الإسرائيليين، لا سيما فيما يتعلق بالتهجير القسري لسكان غزة، وكذلك العنف الذي لا يطاق الذي يرتكبه المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية، وكلها تتعارض تماماً مع قيمنا".
إدانات متزايدة
يأتي بيان المجلس بعد شهر من قيامه بتعليق عضوية خمسة من ممثليه المنتخبين بمن فيهم نائب رئيس قسمه الدولي لمدة عامين بعد أن انتقدوا سلوك إسرائيل في غزة.
وفي أبريل/نيسان، وقع 36 من أعضاء المجلس على رسالة نشرت في صحيفة فاينانشيال تايمز أدانوا فيها بشدة العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني واحتجازها للغذاء والمساعدات.
وكتبوا في الرسالة: "إن الميل إلى غض الطرف عن ما يحدث لا يطاق، ولكن قيمنا اليهودية تجبرنا على الوقوف والتحدث علانية".
وقد اتهم قادة المجلس النواب الـ 36 بـ "تشويه صورة مجتمعنا" وأطلقوا إجراءات تأديبية ضدهم.
وأفادت التقارير أن رئيسًا سابقًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) تدخل لدعم الأعضاء الذين يواجهون إجراءات تأديبية.
وجاء تعليقهم في نهاية المطاف من المجلس بعد أن استقال أحد أعضائه، دانييل غروسمان، في أيار/مايو بسبب ما وصفه بفشل قادته في انتقاد "هجوم الإبادة الجماعية المستمر الذي تشنه الحكومة الإسرائيلية على غزة" بشكل صريح.
وقبل الاجتماع الطارئ الذي عُقد يوم الثلاثاء، كتب عشرات النواب إلى قيادة المجلس قائلين إن على المجلس أن يناشد الحكومة الإسرائيلية "إنهاء هذه المعاناة"، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
وقالوا: "لا شيء يمكن أن يكون أكثر ضررًا للجالية اليهودية البريطانية من التزام الصمت في هذه اللحظة".
في البيان، كرر روزنبرغ دعم المجلس على المدى الطويل لـ "حل الدولتين عن طريق التفاوض الذي يضمن وجود إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة"، لكنه حذر من أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون اتفاق دبلوماسي يخاطر بتقديم الإيماءات على الجوهر".
وقال: "لذلك نحن نسعى للحصول على توضيح بأن حكومة المملكة المتحدة لن تعترف بالدولة الفلسطينية في الوقت الذي تفشل فيه حماس في تلبية مطالب المملكة المتحدة، بما في ذلك قبول وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".
كما أشار إلى عواقب الحرب في غزة على اليهود البريطانيين.
وقال: "هذه الحرب... تؤثر أيضاً على جاليتنا، بما في ذلك من خلال الانتشار غير المقبول للكراهية والتمييز الموجه ضد اليهود في هذا البلد".
بيان مجلس النواب جزء من حركة متنامية من الانتقادات الموجهة للحكومة الإسرائيلية من قبل المنظمات والشخصيات اليهودية في جميع أنحاء العالم.
في الأسبوع الماضي، اتهم أكثر من 400 حاخام من جميع أنحاء العالم إسرائيل بـ "اللامبالاة القاسية تجاه المجاعة" وحثوها على السماح بدخول المساعدات الدولية إلى غزة، ووقف عنف المستوطنين والسعي لتحقيق السلام.
وقد كتبوا: "يواجه الشعب اليهودي أزمة أخلاقية خطيرة، تهدد أساس اليهودية كصوت أخلاقي كما كانت منذ عصر أنبياء إسرائيل".
وقالوا: "لا يمكننا أن نبقى صامتين في مواجهتها."
أخبار ذات صلة

الأطفال في غزة يموتون بينما يقول ديفيد لامي إن المملكة المتحدة "سعيدة لتقديم المزيد" للمساعدة

الإيرانيون يكافحون للفرار من طهران وسط الضربات الإسرائيلية، والزحام المروري، ونقص الوقود

لبنان: طائرات إسرائيلية تقصف ضاحية بيروت عشية عيد الأضحى
