حرائق واعتداءات تلاحق النازحين في غزة
تستمر الهجمات الإسرائيلية على النازحين في غزة، مما يؤدي لحرائق وإصابات بين المدنيين. في ظل نقص المساعدات الإنسانية، يعاني السكان من المجاعة وسوء التغذية. كيف يمكن للعالم أن يتجاهل هذه المأساة المستمرة؟

تسببت الهجمات الإسرائيلية الليلية على خيام النازحين في اندلاع حرائق في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين.
وتظهر مقاطع تم نشرها على الإنترنت ألسنة اللهب تلتهم الخيام، حيث أشارت مصادر محلية إلى أن الفلسطينيين الذين حاولوا إطفاء الحرائق اضطروا إلى استخدام معدات بدائية، بسبب غياب طواقم الطوارئ بعد استهدافها المتكرر.
ويأتي هذا الهجوم الجوي على "المنطقة الإنسانية" التي حددتها إسرائيل في أعقاب صدور عدة أوامر طرد لسكان حي الزيتون في مدينة غزة.
وقد صدرت الأوامر للسكان بالتوجه فورًا إلى حي المواصي.
وقد أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في آخر تحديث إلى أن التهجير القسري امتدّ على مساحة 1.5 ميل مربع في خمسة أحياء في محافظتيْ غزة وخان يونس.
وعلى الرغم من اعتبار حي المواصي "منطقة آمنة"، إلا أن الجيش الإسرائيلي قصف المنطقة مرارًا وتكرارًا على مدار العام ونصف العام الماضيين. ولطالما ذكر الفلسطينيون في غزة، إلى جانب الأمم المتحدة، أنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع.
وقال أوتشا في أواخر تموز/يوليو إنه "ببساطة لا يوجد مكان آمن" في قطاع غزة.
وأضاف: "حوالي 88 في المئة من قطاع غزة إما خاضع لأوامر النزوح أو يقع داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية. أما نسبة الـ 12 في المئة المتبقية فهي مكتظة بالفعل وتعاني من نقص في الخدمات".
اعتداءات على المدارس التي تؤوي المدنيين
لم تسلم المناطق الآمنة والملاجئ في جميع أنحاء القطاع المحاصر، بما في ذلك تلك الموجودة في المدارس، من حملة القصف الإسرائيلي.
وأشارت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير يوم الخميس إلى أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس التي تؤوي الفلسطينيين "تسلط الضوء على غياب الأماكن الآمنة للنازحين في غزة".
وقال جيري سيمبسون، مساعد مدير قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "توفر الغارات الإسرائيلية على المدارس التي تؤوي العائلات النازحة نافذة على المذبحة الواسعة النطاق التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة".
وأضاف: "يجب ألا تتسامح الحكومات الأخرى مع هذه المذبحة المروعة للمدنيين الفلسطينيين الذين يبحثون عن الأمان فقط".
ووفقاً للأرقام الأخيرة الصادرة عن مجموعة التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن 97 في المائة من المدارس في قطاع غزة قد تعرضت لمستوى ما من الأضرار.
وخلص التقييم إلى أن 432 مبنى مدرسيًا يؤوي المدنيين (76.6 في المائة من المجموع) قد تعرض للقصف المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي المجمل، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 61,150 فلسطينيًا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 18,000 طفل على الأقل.
"فوضى ممنهجة"
أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أنه في خضم ما وصفه بـ "الفوضى الممنهجة"، منعت إسرائيل دخول ما يقرب من 6,600 شاحنة إغاثة.
وحتى الآن، لم يدخل إلى القطاع المحاصر سوى 14% من الحصة المقررة من المساعدات الإنسانية، في ظل تفشي المجاعة بين السكان.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، سجلت وزارة الصحة في غزة استشهاد أربعة اشخاص بسبب سوء التغذية الناجم عن الحصار الإسرائيلي على غزة.
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 197 شخصاً، نصفهم تقريباً من الأطفال.
وكتبت الوزارة في بيانها الصحفي: "يحتاج قطاع غزة إلى أكثر من 600 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون نسمة، في ظل الانهيار شبه التام للبنية التحتية بسبب الحرب والإبادة الجماعية المستمرة".
ويخضع القطاع الفلسطيني لحصار كامل منذ بدء الحرب، لكن المسؤولين الإسرائيليين شددوا الحصار في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى سوء التغذية وما تصفه الأمم المتحدة بـ"أسوأ سيناريو" للمجاعة.
ومع سيطرة إسرائيل على المداخل البرية لغزة ورفضها السماح بدخول المساعدات الكافية إلى القطاع براً، قامت عدة دول بإلقاء المساعدات من الجو فوق القطاع.
وتنتقد منظمات الإغاثة هذه الاستراتيجية باعتبارها غير فعالة وغير قادرة على توفير مستوى الغذاء والموارد الأخرى التي يحتاجها الفلسطينيون في غزة.
وانتقدت سيندي ماكين، مديرة برنامج الأغذية العالمي، طريقة توزيع الإغاثة، وكتبت على موقع X: "لا يمكننا أن نلقي بالمساعدات من الجو للخروج من مجاعة تتكشف. ليس في غزة".
وأوضحت أن التوصيل البري هو أفضل طريقة لوصول المساعدات إلى غالبية المحتاجين إليها.
وأضافت: "نحن ممتنون للدعم، ولكننا لا نستطيع الانتظار، فغزة نفد منها الطعام ونفذ منها الوقت".
أخبار ذات صلة

المتظاهرون يتوجهون إلى منزل المدير التنفيذي لـ GHF

حماس تدرس اقتراحًا أمريكيًا آخر لوقف إطلاق النار في غزة. ما الذي تغير؟

وقف إطلاق النار في غزة: سباق السلطة الفلسطينية لإثبات جدارتها أمام ترامب في ظل تزايد المنافسة
