تركيا تغلق أجواءها أمام الطائرات الإسرائيلية

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الجمعة خلال خطاب برلماني حول أزمة غزة أن أنقرة أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الرسمية والعسكرية الإسرائيلية.

قال الوزير: "لقد قطعنا تجارتنا بالكامل مع إسرائيل. لقد أغلقنا موانئنا أمام السفن الإسرائيلية ولا نسمح للسفن التركية بالرسو في الموانئ الإسرائيلية. ولم تقطع أي دولة أخرى علاقاتها التجارية مع إسرائيل بشكل كامل كما فعلنا نحن".

وأضاف: "نحن نمنع سفن الحاويات التي تحمل أسلحة وذخائر إلى إسرائيل من دخول موانئنا، ولا نسمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالنا الجوي".

فاجأ إعلان فيدان عن سياسة حظر الطيران للطائرات الإسرائيلية الكثيرين في أنقرة. ومع ذلك، أوضح المسؤولون الأتراك الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم أن تركيا أغلقت بالفعل مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الرسمية والعسكرية الإسرائيلية في أواخر عام 2023.

وقال مصدر تركي منفصل مطلع على هذه القضية إن الطائرات التجارية الدولية المتجهة إلى إسرائيل ستظل قادرة على استخدام المجال الجوي التركي، نافياً بذلك التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والتركية.

وقال المصدر إن الطائرات الإسرائيلية الرسمية والعسكرية والخاصة ممنوعة من استخدام المجال الجوي التركي منذ فترة طويلة، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوات جديدة لمنع الرحلات التجارية الأجنبية من استخدامه.

وأشار مسؤول تركي ثانٍ إلى أن السلطات التركية منعت رحلة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أذربيجان في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال المسؤول: "نحن نرفض باستمرار طلبات الطيران الرسمي الإسرائيلي منذ فترة طويلة".

وقد برر فيدان هذه الإجراءات بأنها رد على تصرفات إسرائيل في غزة، واستفزازاتها في المسجد الأقصى في القدس، وعنف المستوطنين المستمر في الضفة الغربية المحتلة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا فيدان أيضًا الدول الإسلامية إلى الضغط من أجل تعليق عضوية إسرائيل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأنشطتها.

وقال فيدان: "يجب أن نوحد جهودنا للحفاظ على زخم الاعتراف بفلسطين وتوسيع نطاقه مع إطلاق مبادرة في الأمم المتحدة للحصول على عضوية فلسطين الكاملة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن ننظر في تعليق عضوية إسرائيل في أعمال الجمعية العامة"، وذلك خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي في الرياض.

وكانت تركيا قد فرضت مؤخرًا قيودًا إضافية على السفن المملوكة لإسرائيل والسفن التابعة لها، ومنعتها من الرسو في الموانئ التركية.

وتأتي إجراءات الشحن هذه في أعقاب إعلان أنقرة الشهر الماضي فرض ست عقوبات على إسرائيل تماشيًا مع البيان المشترك لمجموعة لاهاي الصادر عن المؤتمر الطارئ بشأن فلسطين في بوغوتا.

وقد تدهورت العلاقات التركية الإسرائيلية بشكل حاد منذ العام الماضي، عندما انضمت تركيا إلى قضية جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية. ومنذ ذلك الحين، استخدمت أنقرة بشكل متزايد المنابر الدولية لبناء تحالف ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.