هل يمكن أن تؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى تقليل الانبعاثات؟ يقول الخبراء، بالتأكيد، لكن بتكلفة كبيرة بشكل عام

أثارت التعريفات الجمركية العالمية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب قلقًا واسع النطاق بشأن الانكماش الاقتصادي الحاد - وفضولًا لدى البعض حول كيفية تأثيرها على المناخ العالمي الذي يزداد سخونة.

يقول الخبراء إن التباطؤ في التجارة الدولية قد يكون له فائدة قصيرة وطفيفة في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي تأتي جزئيًا من أنواع الوقود مثل الغاز والنفط التي تستخدم لنقل البضائع حول العالم عبر السفن والطائرات والمركبات. ولكن أي فائدة من هذا القبيل في الحد من الانبعاثات، التي تسبب تغير المناخ، سوف تطغى عليها التكاليف المتزايدة بشكل حاد في جميع أنحاء العالم والتي ستضر بجهود الانتقال إلى الطاقات الخضراء.

قال روب جاكسون، رئيس مشروع الكربون العالمي، وهي مجموعة من العلماء الذين يراقبون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًا: "قد أقول إن ذلك قد يساعد المناخ في السنة الأولى أو السنتين الأوليين إذا حدث تراجع في النشاط الاقتصادي أو ركود، وهو ما لا يريده أحد". ولكنه سيضر بالمناخ على المدى الطويل لأن التعريفات الجمركية تؤثر على التكنولوجيا النظيفة أكثر من معظم الصناعات الأخرى بسبب التجارة مع الصين".

قال دان جاسبر، كبير مستشاري السياسات في مشروع Drawdown: "أي تخفيض للانبعاثات سيكون مؤقتًا". "أنا متشكك للغاية في أن هذا سيكون له تأثيرات إيجابية على تغير المناخ، ولا سيما على التحول في مجال الطاقة."

درس خبراء المناخ عن كثب التغيرات التي طرأت على النشاط الاقتصادي العالمي في القرن الماضي، بدءًا من الكساد الكبير إلى جائحة فيروس كورونا الأخير، بحثًا عن رؤى تساعد في صياغة سياسات للحد من انبعاثات الكربون. ومن شأن حرب تجارية كبيرة بين الولايات المتحدة والصين أن تكون ديناميكية مختلفة تمامًا عن التباطؤات الأخيرة الأخرى، حيث تنتج الصين الكثير من المعدات اللازمة للانتقال إلى الطاقات المتجددة، مثل الألواح الشمسية.

فرض ترامب، ثم علّق لمدة 90 يومًا، ضرائب استيراد على عشرات الدول يوم الأربعاء. وصعّد حربه التجارية مع الصين، ورفع الرسوم الجمركية على منتجاتها إلى ما يزيد عن 100%. تصنع الصين أكثر من 80% من الألواح الشمسية في العالم.

وقد تؤدي هذه التعريفات إلى إبطاء التجارة العالمية والنشاط الاقتصادي العالمي. انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال جائحة COVID-19 في عام 2020 وخلال الأزمة المالية العالمية في عام 2009، ثم انتعشت في غضون عام.

قال جاكسون إنه يتوقع انخفاضًا بنسبة 1% على الأكثر في الانبعاثات إذا تم تطبيق التعريفات الجمركية الكاملة - وهو أمر مهم، ولكنه أقل بكثير من نسبة 5.7% التي حسبتها مجموعته للسنة الأولى للجائحة. وأشار جاكسون إلى أن العالم لا يمكن أن يصل إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية لمحاولة الحد من الاحترار في المستقبل دون تغييرات هيكلية، أي استبدال الطاقة الأحفورية والتصنيع بالطاقة المتجددة النظيفة.

وأضاف: "إن انخفاض الانبعاثات أمر مهم. لكنه يرتد إلى نفس المستويات أو يستمر في الزيادة بعد ذلك". "ونحن في الحقيقة لم نفعل أي شيء مفيد لمعالجة قضايا المناخ."

مايكل جيرارد، مدير مركز سابين لقانون تغير المناخ في جامعة كولومبيا، يعتقد أيضًا أنه قد يكون هناك انخفاض طفيف ومؤقت في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إذا شلت التعريفات الجمركية الشركات ولم يعمل الناس. لكنه قال، إن ارتفاع أسعار مكونات منشآت الطاقة المتجددة الجديدة سيجعل بناء بعضها غير اقتصادي، كما سيكون هناك عدد أقل بكثير من واردات السيارات الكهربائية، وكلاهما سيؤدي إلى المزيد من الانبعاثات.

يعد التحول إلى السيارات الكهربائية جزءًا مهمًا من التحول إلى الطاقة النظيفة للحد من الانبعاثات الناتجة عن النقل البري. الولايات المتحدة من أكبر مستوردي السيارات الكهربائية والصين من أكبر مصدريها.

أعلنت شركة Excelsior Energy Capital المستثمرة في مجال الطاقة المتجددة يوم الثلاثاء أنها جمعت ما يزيد قليلاً عن مليار دولار لمواصلة الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة وطاقة الرياح وغيرها من مشاريع التحول في مجال الطاقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقال الشريك الإداري والمؤسس المشارك كريس موكلي إنهم بحاجة إلى الاستقرار والتكاليف التي يمكن التنبؤ بها - فالتعريفات الجمركية تسبب التقلبات.

وأضاف قائلاً: "إذا كانت هناك زيادة في التعريفات الجمركية، أعتقد أنه سيأتي وقت نواجه فيه تباطؤاً." "إن اقتصاديات هذه الاستثمارات والمعاملات بشكل عام ستحتاج إلى إعادة ضبط."

قال ديفيد شيفارد، الشريك وخبير الطاقة في شركة بارينغا الاستشارية العالمية، إن البطاريات والألواح الشمسية على نطاق الشبكة، وكذلك محولات الطاقة، من بين أكثر المتضررين من الزيادات في أسعار الواردات.

إن الجمع بين البطاريات والطاقة الخضراء هو حل مناخي سريع النمو. تسمح البطاريات لمصادر الطاقة المتجددة بأن تحل محل الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز والفحم، مع الحفاظ على تدفق ثابت للطاقة عندما لا تنتج مصادر مثل الرياح والطاقة الشمسية. وقد حسب شيفارد زيادة في أسعار البطاريات على نطاق الشبكة بنسبة 55% إذا تم تطبيق التعريفات بالكامل على الصين، حيث يتم تصنيع حوالي 80% من هذه البطاريات، مما يقوض قضية استخدام الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.

وأضاف شيفارد أنه إذا زادت أسعار مصادر الطاقة المتجددة، فإن الولايات المتحدة ستتحول أكثر إلى الوقود الأحفوري، مما يربط الأمة بمصادر الطاقة التي تبعث الكربون لعقود.

سعى الرئيس جو بايدن إلى تثبيت مسار الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في البلاد. بدأ ترامب في تغيير سياسات الطاقة في البلاد في أول يوم له في منصبه بسلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى تعزيز النفط والغاز والفحم. كما أنه تحرك بقوة ضد تكنولوجيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك وقف مبيعات تأجير طاقة الرياح البحرية في المياه الفيدرالية، وإلغاء قروض الطاقة النظيفة والتهديد باتخاذ إجراءات ضد قوانين المناخ في الولايات.