المحكمة العليا تسمح لترامب بترحيل الفنزويليين بموجب قانون الحرب، لكن فقط بعد مراجعة القضاة

سمحت المحكمة العليا يوم الاثنين لإدارة ترامب باستخدام قانون يعود إلى القرن الثامن عشر في زمن الحرب لترحيل المهاجرين الفنزويليين، لكنها قالت إنه يجب أن يحصلوا على جلسة استماع في المحكمة قبل أن يتم نقلهم من الولايات المتحدة.

وفي قرار منقسم بشدة، قالت المحكمة إنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تمنح الفنزويليين الذين تدعي أنهم أعضاء عصابات "وقتًا معقولًا" للذهاب إلى المحكمة.

لكن الأغلبية المحافظة قالت إن الطعون القانونية يجب أن تتم في تكساس، بدلاً من قاعة محكمة في واشنطن.

ويبدو أن الإجراء الذي اتخذته المحكمة سيمنع الإدارة الأمريكية من الاستئناف الفوري للرحلات الجوية التي نقلت الشهر الماضي مئات المهاجرين إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور. وجاءت الرحلات الجوية بعد فترة وجيزة من تذرع الرئيس دونالد ترامب بقانون الأعداء الأجانب للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية لتبرير عمليات الترحيل بموجب إعلان رئاسي يصف عصابة ترين دي أراغوا بأنها قوة غازية.

لم تقل الأغلبية شيئًا عن تلك الرحلات الجوية التي انطلقت دون توفير جلسة الاستماع التي يقول القضاة الآن إنها ضرورية.

في المعارضة، قال القضاة الليبراليون الثلاثة أن الإدارة سعت إلى تجنب المراجعة القضائية في هذه القضية وأن المحكمة "تكافئ الحكومة الآن على سلوكها". وانضمت القاضية إيمي كوني باريت إلى أجزاء من المعارضة.

وقالت القاضية سونيا سوتومايور إنه سيكون من الصعب على الأشخاص الطعن في عمليات الترحيل بشكل فردي، أينما كانوا محتجزين، وأشارت إلى أن الإدارة قالت أيضًا في قضية أخرى أمام المحكمة إنها غير قادرة على إعادة الأشخاص الذين تم ترحيلهم إلى سجن السلفادور عن طريق الخطأ.

وكتبت: "نحن، كأمة ومحكمة قانون، يجب أن نكون أفضل من ذلك".

وتصرف القضاة في الاستئناف الطارئ الذي قدمته الإدارة الأمريكية بعد أن أبقت محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن على أمر يحظر مؤقتًا ترحيل المهاجرين المتهمين بأنهم أعضاء عصابات بموجب قانون الأعداء الأجانب الذي نادرًا ما يستخدم.

وكتبت المحكمة في رأي غير موقع: "على الرغم من كل خطابات المعارضين"، فإن أمر المحكمة العليا يؤكد "أن المحتجزين الخاضعين لأوامر الترحيل بموجب قانون الأعداء الأجانب يحق لهم الحصول على إخطار وفرصة للطعن في إبعادهم".

أصبحت القضية نقطة اشتعال وسط تصاعد التوتر بين البيت الأبيض والمحاكم الفيدرالية. وهذه هي المرة الثانية في أقل من أسبوع التي تمنح فيها أغلبية القضاة المحافظين ترامب انتصارًا جزئيًا على الأقل في استئناف طارئ بعد أن كانت المحاكم الأدنى درجة قد عرقلت أجزاء من أجندته.

ولا تزال العديد من القضايا الأخرى معلقة، بما في ذلك بشأن خطة ترامب لحرمان الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين مقيمين في البلاد بشكل غير قانوني من الجنسية الأمريكية.

وقد أشاد ترامب بالمحكمة على الإجراء الذي اتخذته يوم الاثنين.

"لقد دعمت المحكمة العليا سيادة القانون في أمتنا من خلال السماح للرئيس، أيًا كان، بأن يكون قادرًا على تأمين حدودنا وحماية عائلاتنا وبلدنا نفسه. يوم عظيم للعدالة في أمريكا!". كتب ترامب على موقع الحقيقة الاجتماعية الخاص به.

صدر الأمر الأصلي بمنع عمليات الترحيل إلى السلفادور من قبل قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية جيمس اي بواسبرغ، كبير قضاة المحكمة الفيدرالية في واشنطن.

وقد رفع محامون من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الدعوى القضائية نيابة عن خمسة مهاجرين فنزويليين من غير المواطنين الذين كانوا محتجزين في تكساس، بعد ساعات من نشر الإعلان وبينما كانت سلطات الهجرة تنقل مئات المهاجرين إلى الطائرات التي تنتظرهم.

وقال محامي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية لي جيليرنت إن "النقطة الحاسمة" في حكم المحكمة العليا هي أنه يجب السماح للأشخاص بالإجراءات القانونية الواجبة للطعن في قرار ترحيلهم. وقال: "هذا انتصار مهم".

وفرض بواسبرغ وقفًا مؤقتًا لعمليات الترحيل وأمر أيضًا بعودة أعداد كبيرة من المهاجرين الفنزويليين إلى الولايات المتحدة، وهو ما لم يحدث. وعقد القاضي جلسة استماع الأسبوع الماضي حول ما إذا كانت الحكومة قد تحدت أمره بإعادة الطائرات. وقد تذرعت الإدارة الأمريكية بـ"امتياز أسرار الدولة" ورفضت إعطاء بواسبرغ أي معلومات إضافية حول عمليات الترحيل.

وقد دعا ترامب وحلفاؤه إلى عزل بواسبرغ. وفي بيان نادر، قال رئيس المحكمة العليا جون روبرتس إن "العزل ليس ردًا مناسبًا على خلاف بشأن قرار قضائي".