مجزرة مروعة في سوق دارفور تثير القلق الدولي
قصف الجيش السوداني لسوق في غرب دارفور أسفر عن مئات القتلى، بينهم نساء وأطفال، في مجزرة مروعة. المنظمات الإنسانية تدين الهجوم وتصفه بأنه الأعنف منذ بدء النزاع. الوضع الإنساني يتدهور بشكل متسارع.

الهجوم على سوق طرة في دارفور: تفاصيل الحادثة
قال مرصد الحرب يوم الأربعاء إن هجوم القوات المسلحة السودانية على سوق مزدحم في غرب دارفور يوم الاثنين أسفر عن "مجزرة مروعة".
وأدى قصف الجيش لسوق طرة الواقع على بعد 80 كيلومتراً شمال الفاشر إلى مقتل المئات، وفقاً لما ذكرته منظمة "محامو الطوارئ"، وهي مجموعة من المحامين الذين يراقبون الحرب في السودان.
حصيلة القتلى: الأرقام والتقارير المتضاربة
وفي حين لم يتم تأكيد حصيلة رسمية للقتلى حتى الآن، إلا أن منظمات الإغاثة السودانية ذكرت أن ما لا يقل عن 54 شخصًا قتلوا في الهجوم.
ونقلت مجموعة دعم ضحايا دارفور (DVS)، وهي مجموعة محلية تدعم ضحايا النزاع، عن شهود عيان ذكروا أن حوالي 126 مدنيًا قتلوا في الهجوم، حيث "احترقت العديد من الجثث بحيث لا يمكن التعرف عليها".
وأشارت المجموعة إلى أن السوق كان بمثابة مركز تجاري للمناطق المحيطة به وأنه كان يعج بالناس وقت الهجوم، في حوالي الساعة الثانية ظهرًا.
شهادات الناجين: روايات مأساوية من الهجوم
أدانت منظمة الدفاع المدني السوداني الغارة ووصفتها بأنها "متعمدة وممنهجة"، وذكرت أن حوالي 10 براميل متفجرة ألقيت على السوق. كما نقلت عن أحد الشهود قوله إن الفوسفور الأبيض قد استخدم في الهجوم.
وأظهرت الصور التي نشرتها المجموعة جثثًا متفحمة متناثرة بين أنقاض أكشاك السوق المحترقة.
النساء والأطفال: الضحايا الأكثر تأثراً
ووفقاً لقائمة جمعها آدم رجال، المتحدث باسم التنسيقية العامة، وهي مجموعة محلية تساعد النازحين في دارفور، فإن أكثر من نصف القتلى من النساء.
أدانت مبادرة دارفور للعدالة والسلام (DIJP) الهجوم ووصفته بأنه "أعنف قصف منفرد منذ بداية الحرب".
ونفى متحدث باسم القوات المسلحة السودانية هذه الادعاءات، وأصر على عدم استهداف المدنيين. وأضاف أن مثل هذه الاتهامات توجه إلى الجيش "كلما مارست قواتنا حقها الدستوري والقانوني في التعامل مع الأهداف المعادية".
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة "تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار الهجمات على المدنيين".
في الأشهر الأخيرة، ارتفع عدد القتلى المدنيين في السودان مع اشتداد القتال في الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، حيث قصف المدفعية والغارات الجوية وهجمات الطائرات بدون طيار التي تقصف المناطق المدنية.
شاهد ايضاً: أرسلت الإمارات أسلحة صينية إلى السودان رغم الحظر
في فبراير، أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان https://news.un.org/en/story/2025/02/1159931 أن ما لا يقل عن 275 شخصًا قد قُتلوا في الفترة ما بين 31 يناير/كانون الثاني و 5 فبراير/شباط، وهو ما يمثل زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف عن الأسبوع السابق.
وأفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 80 مدنياً في كابتال كادوقلي بجنوب كردفان - حيث وردت تقارير أيضاً عن استخدام النساء والأطفال كدروع بشرية.
وفي فبراير أيضًا، قتلت قوات الدعم السريع 433 شخصًا في هجوم استمر ثلاثة أيام في ولاية النيل الأبيض.
وتشير التقديرات إلى مقتل حوالي 150,000 شخص في النزاع حتى الآن، والذي اتسم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والقتل بدوافع عرقية.
وقد أُجبر نحو 12 مليون شخص على الفرار، ويواجه أكثر من نصف السكان حاليًا "مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد" وفقًا للأمم المتحدة.
انعدام الأمن الغذائي: التحديات الراهنة
أخبار ذات صلة

يقول مسؤولون عرب إن هناك احتمالاً كبيراً بأن تنضم الولايات المتحدة "مباشرة" إلى إسرائيل في مهاجمة إيران

غريتا ثونبرغ حاولت إحراج القادة الغربيين ووجدت أنهم بلا خجل

خطة نقل غزة: تفاهة التطهير العرقي
