ستيلانتس تواجه تحديات كبيرة في سوق السيارات

• قال كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس للصحفيين يوم الاثنين إن الشركة تعمل على إصلاح تباطؤ مبيعاتها في الولايات المتحدة بالوتيرة الصحيحة بعد أن تعثرت خطة التسويق في وقت سابق من هذا العام.

وقال تافاريس، الذي أطاح الأسبوع الماضي بالمدير المالي للشركة والمديرين التنفيذيين للعمليات في كل من أمريكا الشمالية و أوروبا في عملية إعادة هيكلة إدارية، للصحفيين في معرض باريس للسيارات إنه مسؤول عن الأشياء السيئة التي حدثت في الشركة، ولكن أيضاً عن الأشياء الجيدة.

وقال تافاريس الذي أكد أنه يخطط للتقاعد عندما ينتهي عقده في عام 2026: "إذا كنت لا أريد هذه المسؤولية فعليّ أن أفعل شيئاً آخر". وأكد مجلس الإدارة الشهر الماضي أنه يبحث عن خليفة له.

وقد عانت ستيلانتيس، التي تشكلت من اندماج شركتي بي إس إيه بيجو الفرنسية وفيات كرايسلر أوتوموبيلز في عام 2021، هذا العام في كل من أوروبا والولايات المتحدة.

ففي الاتحاد الأوروبي، تحارب الشركة التخفيضات في الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية والمنافسين الصينيين في الوقت الذي تحاول فيه بيع المزيد من السيارات الكهربائية للوصول إلى هدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 55% بحلول عام 2030. وقد خطط الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة.

انخفضت المبيعات معظم العام في الولايات المتحدة، التي طالما كانت البقرة الحلوب للشركة. في الربع الثاني، وضعت الشركة خطة تسويقية جديدة مع حوافز لمواجهة ارتفاع أسعار الملصقات. لكنها لم تجذب ما يكفي من المشترين. فقد انخفضت المبيعات بنسبة 20%، وانخفضت المبيعات بنسبة تزيد عن 17% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. شهدت بقية صناعة السيارات زيادة في المبيعات بنسبة 1% من يناير حتى سبتمبر.

في يونيو، تضخم مخزون الوكلاء في الولايات المتحدة إلى ما يزيد قليلاً عن 430,000 سيارة.

لكن تافاريس قال يوم الاثنين إن هذا المخزون قد انخفض بمقدار 52,000 سيارة في الأشهر الأخيرة، وتحاول الشركة الوصول إلى أقل من 350,000 سيارة بحلول عيد الميلاد من أجل "بداية جديدة" في العام الجديد. ويتوقع أن يحقق فريق القيادة الجديد أرباحاً أقوى ورضا أفضل للعملاء.

وقال تافاريس إنه يجب أن ينال الفضل أيضاً في نجاحه في دمج الشركتين بالإضافة إلى جعل بيجو وأوبل مربحتين خلال العقد الماضي.

وقال إن الشركة في "فترة داروينية"، ولا يوجد شيء غير مطروح على الطاولة، بما في ذلك إغلاق المصانع أو إغلاق العلامات التجارية. "عندما تقاتل من أجل البقاء، عليك أن تضع في اعتبارك أن كل شيء مطروح على الطاولة."

دفعت الصراعات في أوروبا والولايات المتحدة إلى انخفاض صافي أرباح النصف الأول بنسبة 48% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد أدى ذلك إلى قيام ستيلانتس بخفض التوقعات المالية للعام بأكمله. وتتوقع الآن أن تنهي العام بتدفق نقدي سلبي يتراوح بين 5 مليارات يورو إلى 10 مليارات يورو (5.6 مليار دولار إلى 11.2 مليار دولار) بدلاً من أن تكون إيجابية.

كما تعاني الشركة أيضاً من مشاكل عمالية. ففي إيطاليا، تدعو إحدى النقابات إلى إضراب ليوم واحد يوم الجمعة احتجاجاً على خفض الإنتاج. ويهدد عمال السيارات المتحدون في الولايات المتحدة بإضرابات في العديد من المصانع، زاعمين أن ستيلانتيس لا تفي بالتزاماتها في بناء السيارات.

ومن أهم هذه القضايا وعد الشركة الوارد في عقد اتحاد عمال السيارات الأمريكي بإعادة فتح مصنع في بيلفيدير بولاية إلينوي، بالإضافة إلى بناء مستودع لقطع الغيار ومصنع جديد لبطاريات السيارات الكهربائية في المدينة.

وفي رسالة مرفقة بالعقد، وافقت ستيلانتس على بناء سيارات بيك آب جديدة متوسطة الحجم تعمل بالغاز والكهرباء في بيلفيدير بدءاً من عام 2027.

ويؤكد شون فاين رئيس اتحاد عمال النقل أن ستيلانتس تريد تأجيل إعادة فتح المصنع إلى ما بعد انتهاء العقد في عام 2028، حيث لن تكون ملزمة قانوناً بإعادة فتحه. كما أنه مستاء أيضاً من التقارير التي تفيد بأن ستيلانتيس تخطط لنقل إنتاج سيارة دودج دورانجو الرياضية متعددة الاستخدامات من ديترويت إلى كندا.

وقال فين في بيان: "إن سوء الإدارة الفادح من قبل كبار المسؤولين التنفيذيين هو ما يقتل هذه الشركة".

ونفت الشركة أنها تخطط لنقل السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات، وتقول إن بيلفيدير قد تأجلت بسبب ظروف السوق، ولم يتم إلغاؤها. تقول ستيلانتس إن هناك لغة في خطاب مرفق بالعقد تقول إن استثمارات المصنع يجب أن توافق عليها الشركة وقد لا تتم إذا تغيرت ظروف السوق.

وقد تقدمت عدة مكاتب نقابية محلية بتظلمات بشأن التغييرات، ورفعت ستيلانتيس دعوى قضائية تطالب بتعويضات مالية في حالة قيام النقابة بالإضراب.

قال إيفان دروري، مدير الرؤى في إدموندز، إن ستيلانتس ظلت لسنوات تفتقر إلى الطرازات ذات الأسعار المعقولة التي يريدها العديد من المشترين في الولايات المتحدة الآن.

وقال دروري إن جائحة فيروس كورونا والنقص العالمي في رقائق الكمبيوتر أنقذت الشركة من حساب الشركة من حساب بسبب هذه المشكلة، لأن العديد من المشترين أنفقوا مبالغ كبيرة على السيارات الكبيرة باهظة الثمن عندما لم يتمكنوا من السفر أو تناول الطعام في الخارج.

ومع وجود عدد قليل جداً من رقائق الكمبيوتر، اقتصرت شركات صناعة السيارات على السيارات المحملة ذات الأرباح العالية.

ولكن الآن، تمع انحسار النقص في الرقائق، يبحث معظم الناس عن وسائل نقل بأسعار معقولة، مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، بحسب دروري. وأضاف قائلاً: "لديك أشخاص يبحثون عن الأشياء العملية ويريدون فقط الأشياء الأساسية". "ليس لديهم (ستيلانتس) أي شيء في هذا المجال."

ونتيجة لذلك، تبقى سيارات Stellantis لدى الوكلاء لمدة 100 يوم قبل بيعها، أي ضعف متوسط ما في الصناعة، كما قال دروري.

قال سام أبو السميد، محلل التنقل في شركة Guidehouse Insights، إن معظم تشكيلة منتجات ستيلانتس قديمة، مع القليل من التحديثات الأخيرة، بما في ذلك شاحنة البيك أب رام الأكثر مبيعاً، والتي لم تحصل إلا على تحديث متواضع هذا العام.

وقال: "ليس بالضرورة أن يكون لديهم المنتجات المناسبة في القطاعات الصحيحة". "هناك مجموعة من المنتجات القادمة، لكنها لم تصل إلى هنا بعد."

الشركة لديها القليل من السيارات ذات الأسعار المعقولة. على سبيل المثال، سيارة جيب كومباس الصغيرة ذات الدفع الرباعي الصغيرة لديها إصدار واحد يبدأ سعره من حوالي 26,000 دولار باستثناء الشحن، ومعظم الإصدارات يزيد سعرها عن 30,000 دولار.

وقال أبوالسميد إن الشركة لديها خطط لسيارة جيب كهربائية صغيرة جديدة من جيب يبلغ سعرها حوالي 25,000 دولار.

وقد ثارت ثائرة الوكلاء، وطالبوا علناً بزيادة الخصومات من أجل نقل السيارات.

لا يرى دروري طريقة سريعة للخروج من هذا الوضع لأن طرح السيارات الجديدة قد يستغرق سنوات لتلبية الطلب في السوق. وقد خرجت الشركة من السيارات متوسطة الحجم والمدمجة في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

لذا، لا يوجد الكثير مما يمكن أن يفعله تافاريس لإصلاح الأمور بسرعة، كما قال أبو السميد. وقال: "بصرف النظر عن الحوافز وتخفيضات الأسعار، ليس في الواقع".