بولندا تحذر نتنياهو من الاعتقال إذا حضر فعالية في أوشفيتز

تواجه الحكومة البولندية إجراءً قانونيًا محتملًا بعد أن قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يتم اعتقاله إذا حضر فعالية ذكرى الهولوكوست في معسكر اعتقال أوشفيتز بيركيناو في وقت لاحق من هذا الشهر.

وفي رسائل يوم الجمعة، حذر مركز العدالة الدولية للفلسطينيين، ومقره لندن، المسؤولين البولنديين من أنهم سيكونون في حالة انتهاك للقانون الدولي والمحلي إذا لم ينفذوا مذكرة اعتقال نتنياهو الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

فنتنياهو، إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، مطلوب حالياً من قبل المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم حرب مزعومة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة.

وباعتبارها دولة طرف في المحكمة الجنائية الدولية، فإن بولندا ملزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة.

ولكن في 9 يناير/كانون الثاني، أصدر مجلس الوزراء البولندي قرارًا يضمن "المشاركة الآمنة" للقادة الإسرائيليين في الاحتفالات التي ستقام في 27 يناير/كانون الثاني بمناسبة الذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز بيركيناو في عام 1945.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: "أؤكد، سواء كان رئيس الوزراء أو الرئيس أو وزير التعليم الإسرائيلي - كما هو معلن حاليًا - أن كل من سيأتي... سيكون مطمئنًا على سلامته ولن يتم احتجازه".

ولكن في رسائل بعثت بها إلى توسك ووزيري الخارجية والعدل رادوسلاف سيكورسكي وآدم بودنار، قالت اللجنة الدولية للعدالة وحقوق الإنسان إن القرار يرقى إلى "تسييس نظام العدالة الدولية".

وجاء في الرسالة: "إن اقتراب الذكرى السنوية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بذكرى ضحايا الهولوكوست، يذكرنا بشكل مؤلم بدور نظام عدالة دولي فعال في مواجهة أخطر الجرائم".

"إن تبرير الموقف المعتمد على أنه محاولة "للإشادة" بضحايا الإبادة الجماعية ينتهك المثل العليا التي يقوم عليها نظام العدالة الدولية، والتي شكلتها الأحداث المأساوية التي أحيت الذكرى السنوية المقبلة".

'الواجب الأخلاقي'

وقال مدير المركز الدولي للعدالة والسلام، طيب علي: "في حال حاولت الحكومة البولندية حماية الأفراد المتهمين بارتكاب مثل هذه الجرائم من العدالة، فإن اللجنة الدولية للعدالة والسلام ستتخذ إجراءات قانونية فورية وقوية في المحاكم البولندية.

"فبولندا، كدولة طرف في المحكمة الجنائية الدولية، يقع على عاتقها واجب قانوني وأخلاقي بالتعاون مع المحكمة في تقديم مرتكبي الجرائم الدولية الخطيرة إلى العدالة."

لا يوجد ما يشير في الوقت الحاضر إلى أن نتنياهو يخطط لحضور المراسم في أوشفيتز بيركيناو، وهو معسكر الموت النازي السابق الذي قُتل فيه أكثر من 1.1 مليون شخص، معظمهم من اليهود، خلال الحرب العالمية الثانية. وقد ذكرت وسائل الإعلام البولندية أن الوفد الإسرائيلي سيترأسه وزير التعليم يوآف كيش.

وقد اتخذت الدول الأوروبية مواقف مختلفة بشأن مسألة ما إذا كانت ستضطر إلى اعتقال نتنياهو إذا سنحت الفرصة.

وأكدت عدة دول من بينها المملكة المتحدة وإيرلندا وبلجيكا أن نتنياهو سيواجه الاعتقال. لكن فرنسا قالت في تشرين الثاني/نوفمبر إنها تعتقد أن نتنياهو سيكون مشمولًا بالحصانة الدبلوماسية بصفته رئيس حكومة.

وردا على سؤال حول موقف بولندا في وقت سابق من هذا الشهر، دعا متحدث باسم المفوضية الأوروبية جميع دول الاتحاد الأوروبي "لضمان التعاون الكامل مع المحكمة، بما في ذلك التنفيذ الفوري لأوامر الاعتقال المعلقة".