حملة قمع السلطة الفلسطينية تثير الغضب في جنين
تظهر مقاطع فيديو صادمة اعتداءات من ضباط فلسطينيين على معارضين لحملة السلطة ضد المقاومة في جنين. انتهاكات جسيمة واعتقالات تعكس قمعاً مقلقاً للأصوات المعارضة. التفاصيل كاملة على وورلد برس عربي.
أشرطة فيديو مقلقة تُظهر اعتداءات ضباط فلسطينيين على منتقدي حملة جنين الأمنية
ظهرت مقاطع فيديو مزعجة تُظهر ضباطًا فلسطينيين ينكلون بمنتقدي حملة السلطة الفلسطينية المستمرة ضد المقاومة المناهضة لإسرائيل في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
ويُظهر أحد مقاطع الفيديو شابًا مكبل اليدين ومعصوب العينين يُلقى به في حاوية قمامة بينما يعتدي عليه أفراد الأمن ويشتمونه.
ويصور مقطع آخر معتقلاً يتعرض للصفع والضرب على وجهه بينما يغطى رأسه بكيس بلاستيكي.
وفي مقطع فيديو آخر مزعج، يُجبر معتقلان مقيدان ومعصوبا العينين على مواجهة الحائط مع رفع إحدى رجليهما. ويتم إجبارهما على الهتاف "الله الله يا رئيس أبو مازن"، في مشهد يذكرنا بالتكتيكات التي استخدمتها حكومة بشار الأسد الديكتاتورية.
وقد أدانت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية حملة الاعتقالات التي قالت إنها استهدفت أشخاصًا عبّروا عن معارضتهم للحملة الأمنية على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما كشفت اللجنة أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي لإجبارهم على تسجيل فيديوهات الاعتذار ونشرها.
وقد رد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب على الفيديوهات، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تحقق في هذه الحوادث وتتبع الإجراءات السليمة فيما يتعلق بسلوك أفرادها.
وتحاصر قوات السلطة الفلسطينية أجزاء من مدينة جنين وتنفذ مداهمات واسعة النطاق ضد المدنيين منذ 5 كانون الأول/ديسمبر.
وتقول السلطة الفلسطينية إن الحملة، التي تستهدف الجماعات المسلحة المناهضة للاحتلال، هي جزء من جهود استعادة القانون والنظام ضد "الخارجين عن القانون".
وقد رفضت الجماعات المسلحة المناهضة للاحتلال في جنين التسميات التي تستخدمها السلطة الفلسطينية ضدها، قائلة إن مقاومتها ضد القوات الإسرائيلية مشروعة.
وقد قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص منذ بدء عملية السلطة الفلسطينية، من بينهم مدنيون عزّل ومقاتلون من المقاومة وأفراد من قوات الأمن.
لا خطوط حمراء
أثارت حملة السلطة الفلسطينية اضطرابات واسعة النطاق.
فقد استدعى جهاز الأمن الوقائي المحلل السياسي عزام أبو العدس، الذي دعا علنًا إلى وقف حملة السلطة الفلسطينية لتجنب الاقتتال الأهلي، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت زوجته، أميمة صوالحة إنه لم يعد إلى منزله منذ استدعائه "لشرب فنجان قهوة والتحدث" مع جهاز الأمن.
وأضافت أن اعتقاله قد ترك ابنهما الصغير، البالغ من العمر ست سنوات والمصاب بالتوحد، في حالة من الحزن.
كما وردت تقارير عن قيام قوات الأمن باقتحام المنازل وإطلاق النار على المحال التجارية في قلقيلية وجنين، حيث اتهم أصحاب المحال السلطة الفلسطينية بالانتقام بسبب معارضتهم للحملة.
وقد وصف الناشط السياسي محمد عايش كيف داهمت قوات الأمن منزله في أرطاس ببيت لحم دون أمر قضائي وأهانوا عائلته.
وهو يعتقد أن المداهمة كانت ردًا على انتقاده لعملية جنين التي قال إن السلطة الفلسطينية من خلالها "أزالت آخر الخطوط الحمراء السياسية والأخلاقية".
وقال: "إنهم يقمعون أصوات الناس، ويجعلون التعبير عن أي رأي حولهم ممنوعًا، ويستهدفون الجميع".
وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومقرها رام الله إنها تتابع المقاطع بقلق بالغ، ودعت إلى إجراء تحقيق شامل في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
وأضافت الهيئة أن الانتهاكات المبلغ عنها تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون وحقوق الإنسان إذا كانت صحيحة.
كما نددت اللجنة بخطاب الكراهية والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها أكدت على ضرورة معالجة مثل هذه القضايا بالوسائل القانونية.
وأخيرًا، كررت دعوتها إلى حوار وطني لتحديد نهج واضح للنضال الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة.