مسؤول فلسطيني في خلاف وثائقي مع بي بي سي ينفي هو وابنه كونهما "أمراء حماس"

نفى والد الصبي الفلسطيني البالغ من العمر 13 عامًا الذي كان في قلب الخلاف في بريطانيا حول فيلم وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية عن غزة الادعاءات بأنه وابنه من "ملوك حماس"، وذلك في مقابلة مع موقع ميدل إيست آي.

وبعد أربعة أيام فقط من بث الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" في 17 فبراير/شباط، سحبته هيئة الإذاعة البريطانية من منصة البث المباشر "آي بلاير" بعد حملة مكثفة من قبل الجماعات المؤيدة لإسرائيل ووسائل الإعلام البريطانية المنافسة.

وجاءت هذه التعليقات بعد أن زعم الناشط المؤيد لإسرائيل ديفيد كوليير https://david-collier.com/bbc-pantomime/ أن عبد الله اليازوري، الفتى الذي روى الفيلم، هو ابن نائب وزير في حكومة غزة وهو قريب أحد مؤسسي حركة حماس، إبراهيم اليازوري، الذي توفي في عام 2021.

ووصف كولير، الذي أثار كشفه فضيحة وطنية، https://david-collier.com/bbc-pantomime/ عبد الله بأنه "ابن أحد ملوك حماس"، وهو ادعاء كررته لاحقاً الصحف البريطانية الرئيسية.

لكن المسؤول، الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، نفى في حديث حصري لميدل إيست آي من غزة هذا الأسبوع، أن يكون على صلة قرابة بمؤسس حماس.

وقال إن اسمه الكامل هو أيمن حسن عبد الله اليازوري، في حين أن الاسم الكامل لمؤسس حماس هو إبراهيم فارس أحمد اليازوري.

وأضاف أن والده كان اسمه حسن وتوفي عام 1975.

وقال لـ"ميدل إيست آي": "عائلتنا ليست كما يدعي البعض"، مؤكداً أنه ليس من "آل حماس".

"هناك العديد من الأفراد داخل عائلتنا ينتمون إلى حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بما في ذلك بعض من يشغلون مناصب قيادية داخل هذه الحركات".

وحركة فتح هي الحركة التي تحكم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

رجل تكنوقراط تلقى تعليمه في بريطانيا

تم وصف اليازوري على نطاق واسع بـ "رئيس حماس"، و "مسؤول حماس" (https://www.gbnews.com/news/bbc-hamas-propaganda-documentary-chief-son-ordinary-palestinians) من قبل المعلقين والمؤسسات الإخبارية في بريطانيا.

وقال داني كوهين، المدير السابق لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، لصحيفة الديلي ميل في فبراير/شباط الماضي: "يبدو أن هيئة الإذاعة البريطانية قد أعطت ساعة من التغطية في وقت الذروة لابن أحد كبار أعضاء جماعة حماس ".

كشف موقع ميدل إيست آي في 20 فبراير أن اليازوري هو في الواقع تكنوقراطي ذو خلفية علمية وليست سياسية، وقد عمل سابقًا في وزارة التعليم الإماراتية ودرس في الجامعات البريطانية.

وهو موظف مدني في حكومة غزة - التي تديرها حماس.

ولدى العديد من الفلسطينيين في غزة علاقات عائلية أو غيرها مع حركة حماس التي تدير الحكومة. وهذا يعني أن أي شخص يعمل بصفة رسمية يجب أن يعمل أيضاً مع حماس.

اقترحت النائبة العمالية روبا حق خلال جلسة للجنة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية يوم الثلاثاء أن سحب بي بي سي للفيلم الوثائقي قد يكون "رمي الطفل مع ماء الحمام".

وأشارت إلى أنه "من الواضح أن الشفافية كانت مفقودة"، لكنها أضافت: "كان هذا طفل كان والده يحمل هذا اللقب الوظيفي، وأنا أعرف في بعض هذه الأنظمة، مع حزب البعث في العراق، من خلال وجود ناخبين هناك، وأعرف من بنغلاديش، حيث كانت لي جذور هناك، لكي تكون طبيباً يجب أن تكون في ذلك الحزب".

تصميم الكتب المدرسية الإماراتية

يأتي هذا الكشف بعد أن أخبر عبد الله البالغ من العمر 13 عامًا موقع ميدل إيست آي هذا الأسبوع أن هذه القضية سببت له "ضغطًا نفسيًا" شديدًا وجعلته يخشى على سلامته.

وقال إنه عندما علم بحذف الفيلم، شعر بالحزن الشديد، لكنه أضاف أن هيئة الإذاعة البريطانية لم تتواصل معه للاعتذار.

وجد موقع "ميدل إيست آي" أن أيمن اليازوري درّس مادة الكيمياء في مدرسة ثانوية في دبي بين عامي 1995 و2003.

ووفقًا لسيرته الذاتية، فقد درس أيضًا في الجامعات البريطانية، وحصل على درجة الماجستير في الكيمياء التحليلية من جامعة أنجليا روسكين في كامبريدج عام 2004.

ثم حصل يازوري على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية البيئية من جامعة هدرسفيلد، والتي أكملها في عام 2010.

وخلال تلك الفترة، بين عامي 2003 و2011، كان متخصصًا في وزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة، حيث عمل في تصميم الكتب المدرسية وتحرير مناهج العلوم.

وفي عام 2011 أصبح وكيل مساعد وزير في وزارة التربية والتعليم في غزة.

ويشمل منصبه الحالي كوكيل لوزارة الزراعة، والذي بدأه في يوليو 2021، الإشراف على "الأنشطة الزراعية" في غزة ودعمها، "خاصة في مجال زراعة المحاصيل والثروة الحيوانية وصيد الأسماك"، وفقًا لملفه الشخصي على موقع لينكد إن.

استمرت هيئة الإذاعة البريطانية في مواجهة التدقيق هذا الأسبوع، حيث قال رئيسها https://www.theguardian.com/media/2025/mar/04/gaza-how-to-survive-a-warzone-documentary-bbc-credibility-samir-shah للنواب إن ما تم الكشف عنه بشأن الفيلم الوثائقي كان "خنجرًا في قلب ادعاء هيئة الإذاعة البريطانية بأنها محايدة وجديرة بالثقة".

وقال السير فنسنت فين، الذي كان قنصل بريطانيا العام في القدس بين عامي 2010 و2014، لموقع ميدل إيست آي يوم الأربعاء إن بي بي سي والمنتجين "عليهم واجب حماية كرامة ورفاهية صبي بريء يبلغ من العمر 13 عاماً.

"لقد فشلوا، وهو يتلقى رسائل كراهية، وصحته النفسية تعاني".

"لم يفعل شيئًا ليستحق ذلك. عار عليهم."

وقالت الصحفية السابقة في بي بي سي سانغيتا ميسكا إن عبد الله كان محقًا في أن هيئة الإذاعة البريطانية "مسؤولة عن رفاهيته"، وفقًا لإرشاداتها التحريرية.

وقال متحدث باسم بي بي سي: "تأخذ هيئة الإذاعة البريطانية مسؤوليات واجب الرعاية على محمل الجد، لا سيما عند العمل مع الأطفال، ولديها أطر عمل لدعم هذه الالتزامات".