ارتفعت الأسعار على الحدود قبل فرض رسوم ترامب - والآن تلوح في الأفق اضطرابات

كانت الشركات التي تعتمد على التجارة عبر الحدود تواجه بالفعل ارتفاعًا في الأسعار تحسبًا للتعريفات الجمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا التي دخلت حيز التنفيذ يوم الثلاثاء. والآن يلوح الاضطراب في الأفق، وإذا لم يقبل المستهلكون بالزيادات الحادة في الأسعار، فسيتعين عليهم تقليص عملياتهم وتسريح العمال.

وقد أدى احتمال نشوب حرب تجارية في أمريكا الشمالية إلى اضطراب الاقتصاد العالمي بالفعل، مع تراجع ثقة المستهلكين، وتفاقم التضخم، واستعداد قطاع السيارات وغيره من الشركات المصنعة المحلية للتراجع.

وقد رفض ترامب المخاوف من أن الرسوم الجمركية يدفع ثمنها المستهلكون إلى حد كبير من خلال ارتفاع الأسعار، قائلاً: "إنها خرافة".

والحقيقة على طول الحدود هي أن الأسعار كانت ترتفع بالفعل تحسبًا لإعلان ترامب، ويلوح في الأفق الآن المزيد من الاضطراب.

وتمثل شركة تشامبرلين للتوزيع تسع شركات زراعية مكسيكية مختلفة تشحن حوالي 5 ملايين صندوق من المنتجات كل عام عبر نوغاليس بولاية أريزونا إلى عملاء التجزئة والجملة والخدمات الغذائية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقال مالكها، خايمي تشامبرلين، إنه سيرفع أسعار جميع المنتجات التي يستوردها للعملاء ابتداءً من يوم الثلاثاء.

وإذا كان المستوردون المسجلون يفتقرون إلى الموارد اللازمة لدفع هذه الأسعار المرتفعة، قال تشامبرلين إنه لن يتمكن من دعم المزارعين لأكثر من أسبوع أو أسبوعين. سيضطرون إلى البيع بخسارة، أو لن يتمكنوا من البيع على الإطلاق. وقال إنه لن يتم بيع كل شيء في المكسيك. ستُترك الطماطم والفلفل والخيار والفاصوليا والقرع وغيرها من الخضروات القابلة للتلف في الحقول وفي مستودعيه عبر الحدود.

ويتوقع معضلات مماثلة على مستوى الصناعة: ستنخفض إمدادات المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة، وسترتفع الأسعار.

ومنذ يناير/كانون الثاني، يستعد تجار التجزئة لتأثير ذلك على أرباحهم. قال راؤول لويس، الذي يمتلك مطعم بيرييريا تشاليو المكسيكي الذي له فروع في لوس أنجلوس وفورت وورث بولاية تكساس، إن المطاعم قد خزنت بالفعل السلع غير القابلة للتلف تحسبًا لارتفاع الأسعار.

لكن لويس لا يستطيع فعل ذلك مع اللحوم والفاكهة التي يحصل عليها من الموردين في كندا والمكسيك. ومع تقديم الطعام في المناسبات، لا يمكنه تزويد العملاء بسعر محدد لأنه لا يعرف كيف ستبدو الأمور بعد بضعة أشهر.

وتستخدم مطاعمه بالفعل قوائم طعام بدون أسعار حتى يتمكن من عكس التكاليف المتغيرة على الفور دون طباعة قوائم جديدة. كما أنه يفكر أيضاً في تقليل خيارات قائمة الطعام لتجنب المكونات ذات الأسعار المرتفعة. وقال إن إغلاق أي من الموقعين غير وارد.

قال لويس: "علينا أن نجد طرقاً لنصبح أكثر كفاءة". "لقد تعلمنا من الجائحة أنه يتعين علينا أن نركز على القيام بالأشياء بشكل مختلف، ومعظم قاعدة عملائنا تتفهم ذلك."

قال راميرو كافازوس، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية من أصل إسباني، إن الشركات الصغيرة معرضة للخطر بشكل خاص.

قال كافازوس: "ليس لديهم الإيرادات التشغيلية التي تمتلكها الشركات الكبيرة". "ستكون الشركات الصغيرة حقًا في الخطوط الأمامية لتحمل هذه التكاليف ولن يكون أمامها خيار سوى تمرير هذه التكاليف إلى المستهلكين."

تستفيد ولاية أريزونا من 20 مليار دولار من التجارة عبر الحدود مع المكسيك - وهو اقتصاد يعاني الآن من ضغوط، كما قالت فانيسا نيلسن، المتحدثة باسم لجنة أريزونا والمكسيك، التي تعمل على تعزيز الشراكة التعاونية.

في الواقع، رفعت الشركات في المكسيك أسعارها بالفعل تحسبًا لتعريفات ترامب، وقالت: "يتم تمرير هذه الأسعار في نهاية المطاف إلى المستهلك". "تريد الشركات أن يكون لديها بعض اليقين، لذا فهي ترفعها الآن تحسبًا لفرض التعريفات الجمركية وهي مستعدة بالفعل."

وقالت إن سلسلة التوريد هذه أصبحت الآن ضعيفة وتوترت العلاقات على الحدود، حيث يشكل ارتفاع الأسعار مصدر قلق خاص للأشخاص الذين يعيشون جنوب الحدود ويأتون إلى أريزونا لشراء البقالة. إن التعريفات الجمركية "سيكون لها تأثير ضعيف على هذه المجتمعات على الحدود التي تعتمد على تلك الحركة من المكسيك والعكس صحيح."

كما رفع ترامب الحد الأدنى للتعريفة الجمركية على جميع واردات الصلب والألومنيوم في وقت سابق من هذا الشهر من 10% إلى 25%. وقال جورج كارييو، الرئيس التنفيذي لمجلس البناء من أصل إسباني، إن هذا قد يجعل المساكن أكثر تكلفة ويضر بهوامش الربح المنخفضة بالفعل للشركات الصغيرة.

قال كارييو إن شركات البناء لا يمكنها تخزين الصلب إلا إلى حد معين اعتمادًا على الإيرادات والمساحة المتوفرة لديها. الخوف هو أن تتأخر المشاريع المستقبلية مع تغير الأسعار.

قال كارييو: "عادةً ما تكون الشركات من أصل إسباني أقل من أسعار السوق لأنها تحاول أن تكون أكثر تنافسية من الشركات الكبرى". "الآن لديهم خيار - هل أقوم بتمرير هذا إلى المستهلك أم أقوم بتحميل هذا الأمر بنفسي؟