بدلاً من الاحتفال، الآلاف يحولون احتفالات رأس السنة إلى احتجاجات ضد الحكومة في صربيا

بدلاً من الاحتفالات الصاخبة التقليدية في الشوارع ليلة رأس السنة، تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين بقيادة طلاب الجامعات ليلاً في بلغراد ومدن صربية أخرى للمطالبة بالإصلاحات السياسية والعدالة في البلد الواقع في منطقة البلقان.

وقد تظاهر المحتجون بنشاط في أعقاب الانهيار المأساوي لمظلة خرسانية في محطة القطارات المركزية في مدينة نوفي ساد الشمالية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا.

وقد نُسبت هذه المأساة إلى الفساد وممارسات البناء دون المستوى من قبل القيادة الصربية الشعبوية، مما أدى إلى احتجاج شعبي واسع النطاق ومطالبات بمحاسبة المسؤولين.

وقد نظّم طلاب من مختلف جامعات بلغراد الاحتجاج تحت شعار "لا يوجد عام جديد - ما زلتم مدينين لنا بالعام القديم".

التزمت الحشود الصاخبة التي كانت تهتف "نريد العدالة" الصمت في الساعة 11:52 مساءً، مع تخصيص 15 دقيقة لتكريم ضحايا مأساة نوفي ساد. كان الكثيرون يحملون لافتات عليها بصمة يد حمراء، والتي أصبحت رمزًا للاحتجاجات المناهضة للحكومة، لتقول للسلطات إن أيديهم ملطخة بالدماء.

وفي وقت سابق، ساروا بالقرب من حفل موسيقي ترعاه الدولة حيث رقص الحشد على أنغام الموسيقى الشعبية. وتولت الشرطة حراسة المنطقة التي كان يقام فيها الحفل الموسيقي ووضعت سياجًا معدنيًا بينما وجهت الحشد المحتج إلى شوارع أخرى قريبة لتجنب الاحتكاك بين المجموعتين.

وأكد المتظاهرون المناهضون للحكومة أنه على الرغم من موسم الأعياد، إلا أن التزامهم بالسعي لتحقيق العدالة لا يزال ثابتًا. وقد حظيت الحركة التي يقودها الطلاب بدعم من مختلف الفئات المجتمعية، بما في ذلك الأساتذة والمزارعين والممثلين، مما يعكس استياءً أوسع نطاقًا من قيادة الرئيس الاستبدادي ألكسندر فوسيتش.

كما احتشد آلاف الأشخاص في نوفي ساد ومدينة نيس الجنوبية في تجمعات موازية قادها أيضًا طلاب الجامعات في هاتين المدينتين.

وفي بلغراد، نُظمت حفلات موسيقية برعاية الدولة واحتفالات أخرى بالعام الجديد في وسط المدينة وفي حي الواجهة البحرية لبلغراد الشاهق الذي تم بناؤه حديثًا في بلغراد، والذي ادعى فوسيتش أنه مشروعه الخاص مع مستثمرين من الإمارات العربية المتحدة.

وقد أصبحت بلغراد وجهة مفضلة للاحتفال بالسياح في احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة مع إقامة الحفلات في الشوارع والألعاب النارية الضخمة.

وتحدت الحشود في بلغراد الطقس شديد البرودة والضباب للانضمام إلى الطلاب. وتأتي مظاهرة ليلة رأس السنة الجديدة بعد أكثر من أسبوع بقليل من احتشاد عشرات الآلاف مع الطلاب فيما كان أحد أكبر التجمعات في السنوات الأخيرة في العاصمة الصربية.

وقد وجه المدعي العام الصربي يوم الاثنين الاتهام إلى 13 شخصًا، من بينهم وزير سابق، على خلفية انهيار المظلة الخرسانية. ويقول المحتجون إن ذلك ليس كافيًا لأن لائحة الاتهام لا تشمل اتهامات بصفقات فساد محتملة أثناء تجديد محطة قطار نوفي ساد التي كانت جزءًا من صفقة أوسع نطاقًا مع شركات صينية.

وقال فوسيتش في وقت سابق لقناة برفا التلفزيونية الموالية للحكومة إن جميع مطالب الطلاب قد تحققت.

وقال فوسيتش: "لقد كنت دائمًا مستعدًا للحديث، أنا أطلب منهم الآن لكنهم لا يريدون التحدث معي، ليس لديهم أي حجج، لقد حقق المدعون العامون آخر مطالبهم، وتم نشر جميع الوثائق التي أرادوها ولم يحدث شيء"، مضيفًا أنه لن يتم إسقاطه من خلال احتجاجات الشوارع.