رجل من ميزوري يُنفذ فيه حكم الإعدام بتهمة قتل عام 1998. هل كان مذنبًا أم بريئًا؟

مع اقتراب نهاية حياته، أتيحت الفرصة لمارسيلوس ويليامز المحكوم عليه بالإعدام في ولاية ميسوري للإدلاء ببيان أخير للعالم.

كانت كلماته قليلة فلا هو أعلن براءته ولا اعترف بالذنب في جريمة قتل ليشا غايل عام 1998، وهي أخصائية اجتماعية ومراسلة سابقة في صحيفة سانت لويس بوست ديسباتش طُعنت 43 طعنة خلال عملية سطو على منزلها في ضواحي سانت لويس. وبدلاً من ذلك، بدا ويليامز وكأنه يعبر عن سلامه مع مصيره، وكتب ببساطة: "الحمد لله في كل موقف!".

وقد ترك إعدام ويليامز يوم الثلاثاء للآخرين نقاشًا حول ما إذا كان ينبغي أن يحدث ذلك.

ولا يزال حاكم ولاية ميسوري والمدعي العام والمحكمة العليا في ولاية ميسوري مقتنعين بأنه مذنب. ولا يزال أولئك الذين دافعوا عنه يصرون على براءته. ويعتقد المدعي العام في مقاطعة سانت لويس، مستشهداً بتساؤلات عالقة، أنه كان ينبغي تحويل عقوبة ويليامز إلى السجن مدى الحياة. كما انضمت عائلة غايل، على الرغم من أنها لم تجاهر بذلك علنًا، إلى طلب السماح لويليامز بالعيش.

كان إعدام ميزوري، الذي نُفذ في سجن في بون تير، واحدًا من خمسة إعدامات مقررة خلال أسبوع في الولايات المتحدة، مما جدد جدلًا طويل الأمد حول كيفية تطبيق عقوبة الإعدام في الولايات.

ما هي الأدلة التي تشير إلى إدانة ويليامز؟

عندما قُتلت غايل، كانت هناك أغراض مسروقة من منزلها باعها ويليامز في وقت لاحق أو وجدت بحوزته. كما شهدت صديقة سابقة وسجينة كانت تشارك ويليامز زنزانته في محاكمته بأنه اعترف بقتل غايل.

أخبرت الصديقة السابقة الشرطة أنه عندما اصطحبها ويليامز في يوم وفاة غايل، لاحظت أنه كان يرتدي سترة رغم أن الجو كان حارًا في الخارج، وأن هناك دماء على قميصه وخدوش على رقبته وجهاز كمبيوتر محمول في سيارته. وأخبرت الشرطة أنها عندما نظرت في صندوق السيارة في اليوم التالي، وجدت محفظة تحتوي على بطاقة هوية غايل.

عندما قامت الشرطة بتفتيش سيارة ويليامز بعد أكثر من عام من وفاة غايل، عثروا على مسطرة وآلة حاسبة من صحيفة سانت لويس بوست ديسباتش كانت تخص غايل. كما استعادت الشرطة جهاز كمبيوتر محمول مسروق من منزل غايل من رجل اشتراه من ويليامز.

جادل محامو ويليامز بأن صديقة ويليامز السابقة ورفيق الزنزانة كانا مجرمين مدانين وأرادوا جزءًا من مكافأة قدرها 10,000 دولار. وحصل زميل ويليامز السابق في الزنزانة على مكافأة قدرها 5000 دولار. وقال مكتب الحاكم إن الصديقة السابقة لم تطلب المكافأة أبدًا.

ما هي الأدلة المذكورة لبراءة ويليامز؟

لم تعثر السلطات على أدلة مادية في مسرح الجريمة تربط ويليامز بمقتل غايل.

وأشار محامو ويليامز إلى أن بصمة الحذاء الملطخة بالدماء وبصمات الأصابع والشعر التي عُثر عليها في مسرح الجريمة لم تتطابق مع ويليامز. لكن المدعي العام قال إن هذه الاختبارات لم تكن حاسمة.

كما تُركت السكين المستخدمة في القتل في مسرح الجريمة. وشهد محقق مسرح الجريمة في محاكمة ويليامز عام 2001 بأن القاتل كان يرتدي قفازات. ولكن دارت أسئلة لسنوات حول اختبار الحمض النووي للسكين.

ألغت المحكمة العليا للولاية الإعدام المقرر لويليامز في عام 2015، مما أتاح الوقت لإجراء المزيد من اختبارات الحمض النووي. وقبل ساعات فقط من الموعد المقرر لإعدام ويليامز مرة أخرى في عام 2017، ألغى الحاكم آنذاك إريك غريتنز أيضًا الحقنة المميتة وسط تساؤلات حول الحمض النووي. عين غريتنز مجلسًا من القضاة المتقاعدين للتحقيق في القضية. لكن اللجنة لم تتوصل أبدًا إلى نتيجة قبل أن يقوم الحاكم مايك بارسون بحلها في عام 2023.

في أغسطس/آب، كشفت اختبارات جديدة أن الحمض النووي الموجود على السكين يتطابق مع الحمض النووي لأعضاء فريق الادعاء الذين تعاملوا معه دون ارتداء قفازات. وفي ظل عدم وجود أدلة تشير إلى أي شخص آخر، توقف محامو ويليامز عن المطالبة بالبراءة في المحكمة وأعادوا تركيز حججهم على الأخطاء الإجرائية المزعومة، بما في ذلك أن المدعين العامين أساءوا التعامل مع الأدلة واستبعدوا رجلًا أسود من هيئة المحلفين بشكل خاطئ على أساس العرق جزئيًا.

هل أُعدم أشخاص أبرياء؟

لم تكن هناك حالات تم التحقق منها لإعدام شخص بريء في الولايات المتحدة منذ إعادة تطبيق عقوبة الإعدام في عام 1972، ولكن تم إعدام 21 شخصًا على الأقل على الرغم من الادعاءات "القوية والموثوقة" بالبراءة، وفقًا لمركز معلومات عقوبة الإعدام. وقالت المجموعة إن هذا العدد يشمل ويليامز، الذي أضيف إلى القائمة يوم الأربعاء.

وتشمل قائمة المركز أيضًا رجلين آخرين من ولاية ميسوري. وهما والتر بارتون، الذي أُعدم في مايو 2020 لطعنه امرأة تبلغ من العمر 81 عامًا طعنة قاتلة، ولاري غريفيث، الذي أُعدم في يونيو 1995 لإطلاق النار المميت من سيارة مسرعة على رجل يبلغ من العمر 19 عامًا.

بالإضافة إلى ذلك، يسرد المركز أسماء ثلاثة سجناء حاليين محكوم عليهم بالإعدام يواجهون الإعدام على الرغم من ادعاءاتهم القوية بالبراءة: ريتشارد غلوسيب، الذي أدين في أوكلاهوما بجريمة قتل عمد لمالك فندق؛ وتوفورست جونسون، الذي من المقرر أن يُعدم في ألاباما لقتله نائب مأمور خارج الخدمة؛ وروبرت روبرسون، الذي أدين في تكساس بقتل ابنته البالغة من العمر سنتين.

لماذا لا يقضي ويليامز عقوبة السجن مدى الحياة؟

في وقت محاكمة ويليامز في جريمة القتل، كان لديه بالفعل قائمة طويلة من الإدانات بالسطو والسرقة والاعتداء في قضايا أخرى. وقد أدانته هيئة المحلفين بتهمة القتل العمد من الدرجة الأولى في جريمة قتل غايل، والتي يمكن أن تكون عقوبتها في ولاية ميسوري إما الإعدام أو السجن مدى الحياة دون إفراج مشروط. استغرق المحلفون 90 دقيقة فقط ليقرروا أنه يستحق عقوبة الإعدام.

واستشهد المدعي العام في مقاطعة سانت لويس ويسلي بيل، وهو ديمقراطي تولى منصبه في عام 2019 ويترشح للكونغرس، بقانون حديث نسبيًا في ولاية ميسوري لإعادة فتح مسألة ذنب ويليامز أو براءته. أبرم بيل اتفاقًا في أغسطس/آب مع مشروع براءة الغرب الأوسط، الذي كان يمثل ويليامز، والذي كان سيسمح لويليامز بالدخول في إقرار جديد بعدم الإدانة بجريمة القتل من الدرجة الأولى مقابل حكم جديد بالسجن مدى الحياة دون إفراج مشروط.

قال روبن ماهر، المدير التنفيذي لمركز معلومات عقوبة الإعدام، الذي يقدم تقارير عن المشاكل المتعلقة بعقوبة الإعدام ولديه قاعدة بيانات لما يقرب من 1600 عملية إعدام، إن موقف بيل جعل القضية غير عادية للغاية.

وقال ماهر إنه "من غير المعتاد للغاية والنادر جدًا" أن يقف المدعي العام إلى جانب سجين يواجه الإعدام.

لكن المدعي العام الجمهوري في ميسوري أندرو بيلي اعترض، وأبقت المحاكم على حكم الإعدام.

وفي نهاية المطاف، كان قرار الإعدام بيد بارسون، الذي كان بإمكانه استخدام سلطات الحاكم لتحويل عقوبة ويليامز إلى السجن مدى الحياة.

وقد ناشد طلب الرأفة المقدم نيابة عن ويليامز بالرحمة، مشيرًا إلى أن عائلة غايل أيدت أيضًا السجن المؤبد بدلًا من الإعدام. ولكن بارسون لم يوافق على ذلك، موضحًا في بيانه الأخير بشأن القضية "لم يجد أي من المحلفين أو القضاة أن ادعاء براءة ويليامز بالبراءة موثوق به".