بولارد والسفير الأمريكي في زيارة مثيرة للجدل

استضاف السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي في تموز/يوليو الماضي في السفارة الأمريكية في القدس أمريكيًا مدانًا بالتجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس.

كان جوناثان بولارد، وهو مواطن أمريكي، محللاً استخباراتياً مدنياً في البحرية الأمريكية. بين عامي 1984 و1985، مرر بولارد مئات الوثائق السرية وأكثر من 1000 برقية استخباراتية إلى الموساد الإسرائيلي. وقد أدين بالسجن مدى الحياة في عام 1987، في قضية تجسس رفيعة المستوى جعلته خائنًا أسطوريًا خلال الحرب الباردة.

وكثيراً ما تحدث بولارد، وهو يهودي، عن الهجرة إلى إسرائيل أثناء عمله لصالح الحكومة الأمريكية.

وجاء في تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رفعت عنه السرية في عام 1987 أن "أحد العوامل في خلفية بولارد كان تصميمه المستمر والمتزايد على مساعدة إسرائيل، إما بالهجرة إلى ذلك البلد أو بوسائل أخرى، وهو ما يعني في النهاية التجسس". وقال مسؤولون أمريكيون في ذلك الوقت إن بولارد عرّض حياة الجنود الأمريكيين المنتشرين في جميع أنحاء العالم للخطر بالمعلومات الاستخباراتية التي قدمها للموساد.

وقالت صحيفة إن زيارة تموز/يوليو لم تكن مدرجة على جدول أعمال هاكابي الرسمي، وإنها "أثارت قلق" رئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية في إسرائيل.

وكان بولارد، البالغ من العمر الآن 71 عامًا، قد أُطلق سراحه بإطلاق سراح مشروط من سجن فيدرالي في ولاية كارولينا الشمالية في عام 2015. وكان ممنوعًا من مغادرة الولايات المتحدة، ولكن في عام 2020، خلال الأيام الأخيرة لإدارة ترامب الأولى، لم تمدد وزارة العدل قيود الإفراج المشروط عنه. انتقل بولارد إلى إسرائيل، حيث حصل على الجنسية أثناء وجوده في السجن. وحظي باستقبال الأبطال بسبب جاسوسيته.

هاكابي، وهو مسيحي صهيوني إنجيلي مسيحي، مدافع متحمس عن إسرائيل. وقد رفض في السابق الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني ودعا إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها. ويتناقض هذا الموقف الأخير بشكل مباشر مع تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الأراضي.

ومن غير الواضح ما الذي دفع بولارد لزيارة السفارة الأمريكية في القدس. ففي الماضي، حتى السفراء الأمريكيون الآخرون المؤيدون بشدة لإسرائيل تجنبوا زيارته.

المملكة العربية السعودية

قال بولارد إنه شكر هاكابي على دعمه لإطلاق سراحه قبل عقد من الزمن، وقال إن هناك "الكثير من الأمور التي طرحت في المحادثة" بين الرجلين.

وبعد فترة وجيزة من لقاء هاكابي، انتقد بولارد رئيسه ترامب بشدة، وقال إنه "رجل مجنون باعنا حرفياً مقابل الذهب السعودي".

ويبدو أن بولارد كان يشير إلى الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا الأسبوع إلى البيت الأبيض.

وقال الرئيس ترامب إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وقعتا صفقات استثمارية جديدة بقيمة 270 مليار دولار هذا الأسبوع. كما وقّع الاثنان أيضاً شراكة دفاعية كبيرة قالت مصادر أمريكية إنه من المتوقع أن تسرّع مبيعات الأسلحة إلى المملكة وتفتح المجال أمام الوصول إلى التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.

وبدا ترامب متهكمًا على إسرائيل في اجتماع في المكتب البيضاوي مع ولي العهد السعودي. وقال ترامب إنه كان يعلم أن إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة بيع المملكة طائرات حربية من طراز F-35 "ذات عيار مخفض"، وقال لولي العهد السعودي: "لا أعتقد أن هذا يجعلك سعيداً جداً. أعتقد أنهما السعودية وإسرائيلفي مستوى يجب أن يحصلا فيه على أعلى مستوى".