اغتيال نصر الله يكشف خيوط الصراع اللبناني الإسرائيلي

قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في مقابلة مع شبكة سي إن إن، إن كلاً من زعيم حزب الله حسن نصر الله ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتفقا على هدنة مؤقتة قبل أن تقتل إسرائيل نصر الله في غارة جوية ضخمة في بيروت.

وقال بو حبيب في مقابلة مع كريستين أمانبور من شبكة سي إن إن: "وافقت الولايات المتحدة أيضًا على بيان بايدن وماكرون الذي يدعو إلى تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا".

"وأخبرونا أن السيد نتنياهو وافق على ذلك. وهكذا حصلنا أيضًا على موافقة حزب الله على ذلك. وأنتم تعلمون ما حدث منذ ذلك الحين".

وقال بو حبيب، المتواجد حالياً في نيويورك عقب انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، إن الاتفاق على الهدنة تم تأكيده قبل أن تشن إسرائيل غارة جوية ضخمة على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن مقتل نصر الله ومحو مبانٍ بأكملها.

وقبل أن تقتل إسرائيل نصر الله، كانت الولايات المتحدة وفرنسا قد أعلنتا يوم الأربعاء الماضي أنهما ستصدران بيانًا يحث على هدنة مؤقتة لمدة 21 يومًا بين حزب الله وإسرائيل، بعد أسبوع من شن إسرائيل غارات جوية تصعيدية على لبنان.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الطرفين كانا يتواصلان بشأن البيان، وأنهما واثقان من التوصل إلى هدنة. لكن في اليوم التالي رفض نتنياهو علناً الهدنة، وفي يوم الجمعة قتلت إسرائيل نصر الله.

يمكن أن يوفر الكشف من بو حبيب نظرة ثاقبة حول كيفية قتل إسرائيل لنصر الله، الذي نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية متعددة على مدى عقود.

وقال تقرير آخر نشرته وكالة رويترز يوم الأربعاء إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أرسل رسولاً لتحذير نصر الله من أن إسرائيل تخطط لاغتياله. وقد قُتل هذا الرسول، وهو القائد الإيراني البارز عباس نيلفروشان، في الغارة الإسرائيلية يوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول.

كما ألقت تصريحات بو حبيب مزيدًا من الشكوك حول ما إذا كانت إسرائيل تريد السلام منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

وفي يوليو الماضي، اغتالت إسرائيل أيضًا الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران. وكان هنية يقود المفاوضات حول وقف محتمل لإطلاق النار مع إسرائيل.

ومنذ اغتيال نصر الله، شنت إسرائيل غزوًا عسكريًا على لبنان تخللته انتكاسات بعد أن قتل مقاتلو حزب الله ثمانية جنود إسرائيليين وتبنى حزب الله سقوط المزيد من الضحايا الإسرائيليين وتدمير عدة دبابات.

وعلى الرغم من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة التوصل إلى هدنة في القتال بين حزب الله وإسرائيل، إلا أن إدارة بايدن دعمت قتل إسرائيل لنصر الله واجتياحها للبنان.

كما أدانت الولايات المتحدة الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل الذي استهدف عدة قواعد عسكرية إسرائيلية.

وقد تعهدت إسرائيل بالرد على هذه الهجمات، مما ينذر بحرب مباشرة وواسعة النطاق بين إسرائيل وإيران.