اعتداءات إسرائيلية موثقة على الفلسطينيين في الفيديوهات
جنود إسرائيليون ينشرون مقاطع اعتداء على شاب فلسطيني تحت تهديد السلاح، مما يثير غضب العائلة والمجتمع. تعرّف على تفاصيل الاعتقال الوحشي وتأثيره النفسي على الأطفال والعائلة في هذه القصة المؤلمة.
جنود إسرائيليون يوثقون اقتحام منزل وضرب فلسطيني في الضفة الغربية
نشر جنود إسرائيليون مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر اعتداءهم على شاب فلسطيني وإهانته بعد اعتقاله من سريره وجره تحت تهديد السلاح.
وتظهر المقاطع، التي تم تصويرها بكاميرات مثبتة على زي الجنود، المعتقل معصوب العينين ومقيد اليدين وهو جاثٍ على ركبتيه وبعض الجنود يقفون حوله.
ويرتدي جميع الجنود أقنعة ويحمل أحدهم العلم الإسرائيلي.
عمر عبد الله، من بلدة سنجل في الضفة الغربية المحتلة، شمال رام الله، تعرف على ابنه صلاح، 20 عامًا، من خلال هذه الفيديوهات، وأكد أنه تعرض للضرب المبرح أثناء اعتقاله.
في 1 ديسمبر/كانون الأول، اقتحم الجيش الإسرائيلي منزل العائلة بعد خلع بابه الرئيسي. وقال عمر إنه كان على وشك فتح الباب للذهاب إلى الصلاة عندما فوجئ بالجنود يقتحمون المنزل.
توجهوا مباشرة إلى الغرفة التي كان ينام فيها صلاح وإخوته الصغار، وأمسكوا به من رقبته وضربوه وجروه إلى خارج الغرفة تحت تهديد السلاح، وفقًا لما أظهره مقطع الفيديو.
شاهد ايضاً: إسرائيل تخطط لشن هجوم على اليمن، حسب تقرير
استيقظ الأطفال على صوت صراخ أخيهم وبدأوا بالبكاء والتوسل للجنود للابتعاد عنه، لكن الضرب استمر وبدأ صلاح ينزف.
وقال والده : "منعوني من دخول الغرفة، لكنني كنت أسمع صوت كل ضربة". "كانوا يمسكونه من رقبته وأرادوا خنقه وضرب رأسه بالحائط".
سحب الجنود صلاح من الغرفة وبنادقهم مصوبة نحو الشاب العشريني، واقتادوه من المنزل إلى مركباتهم العسكرية وهم يضربونه ويهينونه أثناء ذهابهم.
شاهد ايضاً: محمود عباس في آخر أدواره كخائن للقضية الفلسطينية
لم تذكر القوات الإسرائيلية سبب استهدافهم لصلاح. "قالوا لي: "نريد تأديبه". قلت لهم إنه لم يفعل شيئًا، لكنهم ضربوه أكثر واقتادوه بعيدًا".
لا تعرف العائلة أي شيء عن ابنهم المعتقل، باستثناء أنه كان أو لا يزال في سجن عوفر، غرب رام الله. وقالوا إنهم فوجئوا بنشر الجنود مقاطع من الاعتقال على وسائل التواصل الاجتماعي.
"هذه الفيديوهات لا تقل بشاعة عن الضرب الذي تعرض له صلاح. إنهم يريدون أن يقمعونا ويؤذونا بنشر هذه الصور المهينة".
وبعد تداول المقاطع المصورة، ناشد عمر جميع المؤسسات الحقوقية لإنقاذ ابنه مما وصفه بالموت المحقق إذا استمرت معاملته بهذه الطريقة.
زيادة حادة في الاعتقالات
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية وجمعية نادي الأسير الفلسطيني الأهلية في 31 أكتوبر/تشرين الأول أن إسرائيل أصدرت ما يقارب 9500 أمر اعتقال إداري منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وقالت الهيئتان في بيان مشترك لهما https://www.middleeastmonitor.com/20241031-israel-has-issued-9500-administrative-detention-orders-since-7-october-2023/ في بيان مشترك: "إن الزيادة الكبيرة في عدد المعتقلين الإداريين مرتبطة بشكل أساسي بحملات الاعتقال في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، حيث بلغ عدد الاعتقالات في كافة الفئات أكثر من 11500 اعتقال".
وقالت أماني سراحنة، المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني، إنه على الرغم من أن هذه الصور والمقاطع المسربة تبدو وكأنها منشورة من قبل فرد، إلا أنها منظمة.
وقالت سراحنة، إن التنكيل بالمعتقلين قد ازداد إلى درجة أنهم لم يعودوا قادرين على التنبؤ بما قد يفعله الجندي الإسرائيلي.
إن الضرب المبرح أمام العائلة، والتخريب، والألفاظ البذيئة، والتفتيش العاري، واستخدام الكلاب البوليسية، كلها تشير إلى سياسة مشابهة لسياسة "تدفيع الثمن" التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون.
وقال السراحنة: "ما يحدث بحق المعتقلين الفلسطينيين هو جانب آخر من جوانب الإبادة الجماعية التي تحدث بحق سكان قطاع غزة."
ويتسبب تصوير المعتقلين وإهانتهم بأضرار نفسية طويلة الأمد، خاصة لدى الأطفال، والهدف من تسريب الفيديوهات واضح، وهو إهدار الكرامة الإنسانية للفلسطينيين، بحسب سراحنة، كما يقول.
وقالت: "هناك العديد من المقاطع التي لم يتم تداولها، منها مقاطع لجنود ينفذون إعدامات ميدانية بحق المعتقلين، ومقطع لكلاب بوليسية تهاجم أحد المعتقلين وتعض يده".