تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية
نفذ مستوطنون إسرائيليون هجومًا واسعًا على الفلسطينيين في الضفة الغربية، مما أدى لإصابات وتدمير ممتلكات. الاعتداءات تتصاعد مع موسم قطف الزيتون، مما يهدد سبل عيش الفلسطينيين. التفاصيل تكشف عن تصاعد العنف والإفلات من العقاب.

نفذ مستوطنون إسرائيليون هجومًا واسع النطاق على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يوم الثلاثاء، وهو الأحدث في سلسلة من الاعتداءات التي يدعمها الجيش الإسرائيلي والتي تصاعدت منذ أكتوبر/تشرين الأول.
واستهدف العشرات من المستوطنين الملثمين منطقة صناعية شرق طولكرم، بالقرب من بيت ليد، في الهجوم، حيث أضرموا النار في مصنع للألبان وأراضٍ زراعية محيطة به وعدة مبانٍ وعدة شاحنات.
كما ألقى المستوطنون الحجارة على الفلسطينيين في المكان، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل.
وامتدت النيران إلى تجمع فلسطيني بدوي قريب، والتهمت خيامهم.
ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، رافقت القوات الإسرائيلية المستوطنين وقامت بحمايتهم.
وذكرت مصادر أن القوات الإسرائيلية لاحقت الفلسطينيين الذين حاولوا مقاومة الهجوم.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش اعتقل أربعة مستوطنين متورطين في الهجوم، بينما قام آخرون بتخريب مركبة تابعة للجيش. وتم الإفراج عن ثلاثة منهم يوم الأربعاء.
وتعد هذه الاعتقالات نادرة وسط تصاعد شبه يومي لاعتداءات المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية. ولا تتم محاكمة معظم المستوطنين الذين يتم اعتقالهم بسبب اعتداءات ضد الفلسطينيين.
وفي أماكن أخرى، قام المستوطنون بتسييج المزيد من الأراضي الفلسطينية في شمال غور الأردن، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لمنع المزارعين من العمل وتقويض سبل عيشهم.
وفي الوقت نفسه، واصل المستوطنون في القدس الشرقية المحتلة الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى، حيث اقتحم أكثر من 200 مستوطن باحاته تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، حسبما ذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية.
وأدى المستوطنون صلوات وطقوس تلمودية داخل المسجد، بينما منعت القوات الإسرائيلية المتمركزة خارج البوابات المصلين المسلمين من الدخول.
عطلة نهاية الأسبوع من الاعتداءات
جاء هجوم يوم الثلاثاء في أعقاب عطلة نهاية أسبوع عنيفة أخرى من اعتداءات المستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية.
ففي يوم الأحد، هاجم المستوطنون تجمعاً فلسطينياً في بلدة العرعرة شمال القدس، مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص على الأقل بجروح، وأحرقوا حظائر للماشية وألحقوا أضرارا بالممتلكات.
وفي جبل صبيح، جنوب نابلس، هاجم نحو 30 مستوطناً ملثماً مسلحين بالهراوات المزارعين يوم السبت. كما تعرض النشطاء الأجانب والمسعفون والصحفيون المرافقون للمزارعين أثناء قطف الزيتون للضرب.
وكان من بين المصابين مصورة وكالة رويترز رنين صوافطة، ومراسل قناة الجزيرة محمد الأطرش، والمصور لؤي سعيد. لقطات من الهجوم تظهر مستوطنين ملثمين يروعون أصحاب الأراضي ويضربون الضحايا بالهراوات.
كان الفلسطينيون يجمعون الزيتون عندما اقتحم المستوطنون المنطقة محاولين طردهم من أراضيهم الزراعية. وقد تم الإبلاغ عن اقتحامات مماثلة في مدن أخرى، بما في ذلك الخليل ورام الله وجنين.
وبالإضافة إلى الهجمات على المدنيين، قام المستوطنون بتعطيل الزراعة من خلال سرقة المحاصيل وتخريب الممتلكات والبنية التحتية ومنع الوصول إلى الأراضي.
وفي عقربا، جنوب نابلس، سرق المستوطنون ثمار الزيتون يوم السبت، بينما منع الجيش الإسرائيلي المزارعين الفلسطينيين من دخول أراضيهم.
شاهد ايضاً: وصول أول مجموعة من الأطفال من غزة إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي بعد صراع استمر 17 شهرًا
وتظهر لقطات من الموقع أكياس العلف المقطوعة والأشجار المدمرة ومضايقة الفلسطينيين.
تصاعد عنف المستوطنين
لا تزال اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية مستمرة منذ سنوات، وغالبًا ما تُنفذ في ظل إفلات تام من العقاب.
ومنذ أكتوبر 2023، تصاعدت الاعتداءات، وتصاعدت بشكل حاد بحلول أكتوبر 2025، بالتزامن مع موسم قطف الزيتون وهو مصدر دخل أساسي لآلاف العائلات الفلسطينية.
ووفقًا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد سُجل ما لا يقل عن 2,350 اعتداءً في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر وحده، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي 1,584 اعتداءً منها مباشرة.
وقد وقعت غالبية الاعتداءات في رام الله ونابلس والخليل، وشملت الاعتداءات الجسدية واقتلاع أشجار الزيتون وحرق الحقول ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وشملت الاعتداءات الأخرى على الزراعة ردم الآبار لقطع إمدادات المياه، وذبح الماشية وتخريب أو هدم المنازل الريفية.
هذه الاعتداءات على أشجار الزيتون من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي هي جزء من حملة أوسع ضد حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. والهدف من ذلك هو حرمان الفلسطينيين من الدخل وطردهم من أراضيهم من خلال الترهيب.
وقد حذرت هيئات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية من التهديد المتزايد لمزارعي الزيتون الفلسطينيين.
وحذّر أجيث سنغاي، رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، من المخاطر التي يواجهها المزارعون في الضفة الغربية خلال موسم الزيتون لهذا العام.
قال سنغاي في 21 تشرين الأول/ أكتوبر: "بعد أسبوعين من بدء موسم قطف الزيتون لعام 2025، شهدنا بالفعل هجمات شديدة من قبل المستوطنين المسلحين ضد الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب.
وقال: "لقد ارتفع عنف المستوطنين بشكل كبير من حيث الحجم والوتيرة، بموافقة قوات الأمن الإسرائيلية ودعمها، وفي كثير من الحالات بمشاركتها ودائمًا مع الإفلات من العقاب."
كما شدد سنغاي على الأهمية الثقافية لزراعة الزيتون بالنسبة للفلسطينيين، والتي تمثل مصدر الرزق والنسب والصمود والاقتصاد.
وأضاف قائلاً: "إن الاعتداء المتصاعد على موسم قطف الزيتون هو واحد من العديد من الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدف إلى قطع التواصل وضم الأرض ونزع ملكية الفلسطينيين وتسهيل توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية."
أخبار ذات صلة

"نحن في عالم جديد": محامون يحذرون من أن المدعى عليهم في من منظمة فلسطين اكشن قد يُحرمون من محاكمة عادلة

طبيبة من غزة تتسلم جثث أطفالها التسعة المحترقة أثناء تأديتها واجبها

إسرائيل تحدت حكم محكمة العدل الدولية و"فشلت تمامًا" في تحسين الأوضاع في غزة
