اعتراض إسرائيل لسفن المساعدات في المياه الدولية

اعترضت البحرية الإسرائيلية يوم الأربعاء ثلاث سفن على الأقل من السفن الكبيرة في أسطول المساعدات الدولية المتجهة إلى غزة وصعدت على متنها، فيما يصفه النشطاء بأنه "هجوم غير قانوني على عاملين غير مسلحين في مجال الإغاثة الإنسانية في المياه الدولية".

وحاصرت البحرية الإسرائيلية القوارب في حوالي الساعة 8:30 مساءً بتوقيت غزة، على بعد حوالي 70 ميلاً بحرياً من ساحل القطاع المحاصر.

وجاء في بيان صادر عن أسطول الصمود العالمي أن القوارب "ألما" و"سوريوس" و"أدارا" "تم اعتراضها والصعود على متنها بشكل غير قانوني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية".

وأضاف: "قبل الصعود غير القانوني على متن السفن يبدو أن سفن البحرية الإسرائيلية تعمدت إتلاف اتصالات السفن في محاولة لحجب إشارات الاستغاثة ووقف البث المباشر لعملية الصعود".

ونتيجة لذلك، فُقد البث المباشر من بعض القوارب، وكذلك الاتصال مع من كانوا على متنها.

وجاء في البيان: "نحن نعمل جاهدين على حصر جميع المشاركين والطاقم. سنقوم بمشاركة آخر المستجدات حالما نحصل على معلومات مؤكدة عن حالة القوارب والمحتجزين والمصابين والضحايا المحتملين".

يتألف أسطول الصمود العالمي من 52 قاربًا على متنها 500 ناشط من 44 دولة مختلفة.

وتتعقب سفن بحرية من إسبانيا وإيطاليا وتركيا القوارب لتقديم الدعم، بما في ذلك أي عمليات إنقاذ ضرورية، بالإضافة إلى الطعام والماء.

وجاء في البيان: "ندعو الحكومات وقادة العالم والمؤسسات الدولية إلى المطالبة بسلامة جميع من على متن القوارب والإفراج عنهم ومواصلة مراقبة الوضع عن كثب".

وعلى الرغم من الاعتراض، فإن الأسطول "سيستمر دون رادع" وفقًا للبيان.

"اعتراض غير قانوني"

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الأربعاء شريط فيديو يظهر شابة في البحرية تبث رسالة تحذير إلى الأسطول عبر اللاسلكي.

"هنا البحرية الإسرائيلية. أنتم تقتربون من منطقة محاصرة"، تقول الشابة التي لم يظهر وجهها في التسجيل. "إذا كنتم ترغبون في توصيل المساعدات إلى غزة، يمكنكم القيام بذلك من خلال القنوات المعتمدة. يرجى تغيير مساركم باتجاه ميناء أشدود، حيث ستخضع المساعدات للتفتيش الأمني ومن ثم يتم نقلها إلى قطاع غزة".

وكتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع "إكس": "الغرض الوحيد من أسطول حماس-الصمود هو الاستفزاز".

وادعت: "لقد عرضت كل من إسرائيل وإيطاليا واليونان وبطريركية اللاتين في القدس على الأسطول ولا تزال تعرض وسيلة لإيصال أي مساعدات قد تكون بحوزتهم إلى غزة بسلام".

وقال المتحدث السابق باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن الأسطول اقترب كثيراً من الأراضي الإسرائيلية في يوم كيبور عن قصد.

وكتب على موقع "إكس": "الإسرائيليون سيكونون خارج الخدمة تمامًا في أقدس أيام السنة دون القدرة على الرد على هجماتهم الوحشية".

وقال صحفيان كانا على متن الأسطول إن الهدف الوحيد لأسطول الصمود العالمي هو فتح ممر إنساني إلى قطاع غزة.

وأضافا أنه خلافاً للخط الإسرائيلي، فإن السفن لا تحمل أي أسلحة إلى غزة.

وتضم واحدة على الأقل من القوارب محاربين أمريكيين قدامى في الجيش الأمريكي.

وقال خالد شلبي من "ميدل إيست آي": "منذ اليوم الأول... كان المنظمون يشرحون بالضبط ما يحمله الأسطول... مساعدات وصناديق تبرعت بها جمعيات خيرية".

وقالت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، يوم الأربعاء إن اعتراض إسرائيل "غير قانوني" بموجب فرضيتين أساسيتين: وقالت ألبانيز إن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة غير قانوني بموجب القانون الدولي، وبالتالي "لا معنى له على الإطلاق".

وأضافت أنه حتى في ظل الظروف العادية، فإن اعتراض السفن في المياه الدولية وهي تتصرف بطريقة سلمية واضحة هو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي.

وقالت ألبانيز إن إسرائيل "لم يكن لها الحق" في القيام بما فعلته.

وفي المملكة المتحدة، دعت النائبة في البرلمان البريطاني زارا سلطانة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى "التحرك الآن لحماية مواطني المملكة المتحدة".

"إحدى السفن - سفينة أوهايلا - تبحر تحت علم المملكة المتحدة. وعلى متنها عاملون في المجال الإنساني يحملون مساعدات حيوية، ويطالبون بممر إنساني"، كما كتبت على موقع X.